علا عادل: أطالب بجمع خطابات كافكا وترجمتها للعربية
مع مرور 100 عام على رحيل فرانز كافكا أحد أشهر الكُتاب بالألمانية في القرن العشرين، واشتهر بمدرسته الجديدة في عالم الأدب، ما لفت إليه الكثير من الأدباء والمترجمين لترجمة أعماله للإنجليزية والعربية ومختلف لغات العالم.
والتقت "الدستور" بالدكتورة علا عادل، المترجمة وأستاذ الأدب الألماني، نائب رئيس جامعة الملك سلمان الدولية بجنوب سيناء، في حوار خاص حول أهمية أعمال "كافكا" في الدراسات الألمانية وفي الأدب العالمي.
لماذا تم اكتشاف أعمال "كافكا" مؤخرًا؟
الناس اكتشفوا حديثًا أعمال فرانز كافكا، لأنه لم يكن لديه الرغبة أن ينشر كل أعماله اعتقادًا منه انه لم يجد الصدى المناسب لكتاباته في حياته القصيرة، كما أن كافكا، أيضًا، طلب من صديقه ماكس برود، أن يتخلص من أعماله بعد وفاته، إلا أن صديقه لم يفعل لذلك ونشرها وحتى نشر الكثير من خطاباته الهامة وكل شئ عنه.
ما نوعية الأفكار الجديدة التي قدمها كافكا للأدب الألماني والعالمي؟
عبر كافكا عن عدد كبير من أفكاره الجديدة من خلال أعماله، مثلما تحدث عن تهميش الفرد والعبثية واللامعقول في حكم التراجيديا التي يتعرض لها الإنسان في الواقع.
ما أهمية أعمال "كافكا" في الدراسات الألمانية؟
كافكا هو مدرسة جديدة في عالم الأدب، ففي بدايات كتابات، نجد أفكاره، في حد ذاتها- جديدة، فلم تكن لغته غاية في التعقيد إنما كان أسلوبه سلس ومفهوم، لكن أفكار لم تكن تخطر على بال أحد للتحدث عنها من قبال.. "كافكا" كاتبًا مؤثرًا في الأدب، فقد أصبح جزء لا يتجزأ في الدراسات الألمانية، وأي مكان يدرّس الأدب الألماني لابد وأن يقرأ لـ كافكا.
ما الأعمال التي تقمين بترشيحها لطلاب الجامعات عن كافكا؟
كافكا جزء أساسي من الدراسات الألمانية، ولا يمكن للطالب ان يزعم أنه درس الأدب الألماني بدون ذكر كافكا، وأرشح الأعمال الأساسية الأيقونية لفرانز كافكا، لتدرسها، مثل "المسخ"، "القضية"، المجموعة القصصية "فنان الجوع"، وهو العمل الذي أشرفت عليه ضمن مبادرة من قصور الثقافة لترجمة أعمال كافكا.
كيف يتم تدريس كافكا في الجامعات المصرية؟
يتم تدريس كافكا في أكثر من سياق إما في الأدب أو الترجمة، لأننا نعمل على الترجمات المختلفة، ونقارن بين الأصل وكيفية تناول الترجمات المختلفة للعمل الواحد.
ما رأيك في الأعمال المُترجمة لـ كافكا؟ وهل هناك أعمال لم تُنشر بعد؟
هناك كم كبير جدًا من الترجمات لـ كافكا، من مُترجمين عرب من دول مختلفة، بوجه عام، وهناك أعمال تُرجمت للعربية أكثر من مرة، وأرى أنه لابد من تحقيق الأعمال والانتقاء ما بين الترجمات، وبالتوازاي مع هذا أيضا البحث عن أعمال جديدة لكافكا.
نعم، هناك الكثير وأرغب أن يكون هناك بحث عن ما لم ينشر ويترجم بعد لـ كافكا إلى العربية، كما يوجد عدد كبير من خطابات كافكا تكشف الكثير عن حياته كافكا، ولم تنشر وتترجم بعد.. كما أطالب أن يكون هناك كتاب جامع لهذه الخطابات، وهذا العمل إن تُرجم سيكون له أهمية كبيرة.
"كافكا" رحل بدون أن يرى العالم معترفًا بكتاباته.. فهل هناك درسًا من حياته الزمنية القصيرة؟
بالطبع، كافكا كان فنان لم يحظي بكل هذا التقدير أثناء حياته، الرسالة هنا أن نهتم بالأدب والأدباء، وما يقدمونه من رسائل وأعمال هامة، حتى لا نضطر أن نحتفى بهم بعد رحيلهم.
في الختام.. هل سيختفي دور المترجم في المستقبل مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي؟
لا، فإن دور المترجم لا يمكن الاستغناء عنه، حتى مع وجود الذكاء الاصطناعي، حيث أنه له دور إنساني في إضفاء الروح الأدبية على النص، حتى وأن كان هناك معالجة وتحرير وتدقيق في النص المُترجم.
لهذا لا بد من تنشئة وتدريب على مستويات عالية، للمترجمين، فالمترجم دوره هام، ويحتاج في الوقت الحالي أن يُعد نفسه جيدًا بشكل مختلف تمامًا عما كان سابقًا لأن المنافسة أصبحت شرسة.