أولويات نتنياهو تعرقل خطط إيقاف الحرب فى غزة.. ماذا يحدث خلف الكواليس؟
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه رغم الرغبة الأمريكية الكبرى وخصوصًا الرئيس جو بايدن وسكان غزة اليائسين وأسر المحتجزين الإسرائيليين بوقف حرب غزة، لكن يبدو أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه أولويات أخرى لإطالة أمد هذه الحرب.
كواليس الضغط على بايدن لوقف حرب غزة
وبحسب الصحيفة، فإنه من الممكن تحقيق انفراجة في المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة، لكن الخلافات حول التفاصيل من المرجح أن تظل صعبة التغلب عليها، كما كانت الحال منذ أشهر، لأنها تعكس فجوات واسعة بين أهداف الحرب والمصالح السياسية لإسرائيل وحماس، كما يقول المفاوضون المشاركون في المحادثات.
وتابعت أن يحيى السنوار زعيم حماس في غزة، سيدعم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب إذا ضمن ذلك بقاء حماس كقوة عسكرية وسياسية في غزة، ويأمل أن يضع حماس على رأس القضية الوطنية الفلسطينية، وفقًا لمحاوريه الذين تلقوا رسائله المرسلة من غزة.
وأضافت أن هذا يتناقض مع تعهد نتنياهو المتكرر بمواصلة القتال حتى تحقيق "النصر الكامل" على حماس، لأن أي نتيجة بخلاف ذلك تهدد بقاءه السياسي.
ويقول محللون إن مبادرة بايدن تأتي وسط ضغوط متزايدة على إدارته لإيجاد طريقة لإنهاء حرب غزة وتعكس معضلة بايدن الشخصية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة بلا هوادة، يواجه الرئيس الأمريكي المؤيد بشكل غريزي لإسرائيل انزعاجًا متزايدًا على يسار حزبه الديمقراطي، واستياءً بشكل خاص بين الناخبين الأمريكيين الشباب، مما يعقد محاولته إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل.
وقالت المستشارة السياسية الإسرائيلية، داليا شيندلين، إن الدفعة الأمريكية أدت بالفعل إلى زيادة الضغط من أجل التحرك في محادثات وقف إطلاق النار.
نتنياهو يعرقل إنهاء حرب غزة
وتابعت: "لقد كان رد فعل كلا الجانبين هو عدم رفضه بالكامل هناك شعور بالانفتاح، لكنني لا أعتقد أن هذا يحل الكثير من المشاكل الأساسية".
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن السنوار يدرك جيدًا أن الوقت في صالحه، لأنها تجر إسرائيل إلى مأزق أكبر وأعمق وفقًا للرسائل التي تم نقلها إلى الوسطاء من الدول العربية، فالحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة واستمرار سقوط الضحايا بين المدنيين، يساعد في تحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة على مستوى العالم، وهذا ما ذكره السنوار من قبل.
وقال وسيط من دولة عربية شاركت في محادثات وقف إطلاق النار التي استمرت لعدة أشهر: "إنه بالتأكيد يبحث عن مكاسب أكبر من كثيرين آخرين في الجناح السياسي".
وتابعت الصحيفة أنه في إسرائيل، في هذه الأثناء، يقول العديد من المحللين إن انتهاء القتال قد يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي قد تؤدي إلى إسقاط نتنياهو كرئيس للوزراء.
وأضافت أن كيفية إنهاء الحرب من شأنها أن تطرح أسئلة صعبة على أي زعيم إسرائيلي لكن الأمر مثير للانفجار سياسيًا بشكل خاص بالنسبة لنتنياهو، حيث تعتمد حكومته الهشة على أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف الذين يعارضون بشدة اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسمح لحماس بالبقاء والانتعاش.
وأشارت إلى أنه عندما ينتهي القتال، من المتوقع أن يواجه نتنياهو تحقيقات عامة محرجة محتملة بشأن الفشل في منع عملية طوفان الأقصى، ومن المرجح أيضًا أن يؤدي إنهاء الحرب إلى الضغط من أجل إجراء انتخابات مبكرة، والتي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيخسرها حاليًا.
