هل موافقة إسرائيل على الهدنة أولى خطوات وقف حرب غزة؟
في خضم الحرب المستعرة في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، تتعالى أصوات عائلات المحتجزين الإسرائيليين في مناشدة مؤثرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تطالبه فيها بوقف نيران الحرب والإسراع بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس لإنقاذ أرواح ذويهم الذين وقعوا في قبضة المقاومة الفلسطينية.
وفي تطور لافت، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن موافقة إسرائيل على قبول 33 محتجزًا، سواء كانوا على قيد الحياة أو فارقوها، في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، على أن تشهد المرحلة الثانية إنهاء الحرب في غزة.
وفي مشهد مؤثر، خرجت عائلات المحتجزين إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة، رافعين صور أحبائهم وهاتفين بشعارات تطالب نتنياهو بالتحرك العاجل لإتمام الصفقة، محذرين من أن الوقت ينفد وأن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ أرواح ذويهم، متهمين إياه بالتخلي عنهم في ساحة المعركة.
مقترح "بايدن" لوقف إطلاق النار: يتضمن 3 مراحل
وفي ظل تلك المظاهرات والمطالبة بالوصول إلى هدنة وحلول جذرية لما يحدث في غزة، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أول خطاب رئيسي له بشأن النزاع المستمر منذ 8 أشهر في غزة، الجمعة الماضية، معلنًا تفاصيل المقترح الإسرائيلي للتهدئة الذي يتضمن 3 مراحل.
وأوضح "بايدن" أن المرحلة الأولى ستستمر 6 أسابيع وتشمل وقفًا كاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، مع عودة المدنيين لمنازلهم وزيادة المساعدات الإنسانية.
أما المرحلة الثانية، ستشهد إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين على قيد الحياة وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، مع استمرار وقف إطلاق النار طالما التزمت حماس بتعهداتها.
وفي المرحلة الثالثة، ستبدأ خطة إعادة إعمار غزة بمشاركة الدول العربية والمجتمع الدولي، بطريقة لا تسمح لحماس بإعادة التسلح.
وفي بيان لها، أعلنت حماس أنها ستتعامل بإيجابية مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى.
خبير سياسي: مقترح "بايدن" لا يختلف عن المبادرة المصرية.. ونتنياهو قد يتهرب منه
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن للتهدئة في غزة لا يختلف كثيرًا عن المبادرة المصرية، مشيرًا إلى تخبط الإعلام العبري حول ما إذا كان المقترح إسرائيليًا أم أمريكيًا.
وتوقع "الرقب" أن يتهرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المقترح رغم أنه قد يكون خطة إسرائيلية، مستندًا على تهديدات حلفائه المتطرفين وتعديل بنود الاقتراح، لا سيما فيما يتعلق بحق إسرائيل في العودة للقتال حال عدم الالتزام بالهدنة، مرجحًا في الوقت ذاته تنفيذ المرحلة الأولى من الهدنة بشكل أساسي.
كبير باحثي مركز الفكر والدراسات: مقترح "بايدن" للتهدئة يضع "نتنياهو" في مأزق سياسي
أكد محمد مرعي، كبير باحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مقترح التهدئة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن يكشف عن تغير في الموقف الأمريكي، ويضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مأزق سياسي أمام شركائه المتطرفين في الائتلاف الحاكم.
وأشار "مرعي" إلى وجود خلاف بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، حيث تضغط المؤسسات الأمنية لصفقة تبادل أسرى وهدنة، بينما يعرقل نتنياهو هذا المسار، مؤكدًا على جهود مصر لإنجاح المفاوضات بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، رغم إصرار "نتنياهو" على مواصلة الحرب ضد "حماس"، تنفيذًا لوعده أمام شعبه بالقضاء على "حماس" لإتهاء وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن.
118 ألف شهيد فلسطيني منذ 7 "طوفان الأقصى"
ويذكر أنه بحسب أحدث الإحصائيات، خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي، أكثر من 118 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.