"الخطاب العرفاني".. كتاب جديد لـ حمدي النورج عن دار إضاءات
صدر حديثا عن دار إضاءات للنشر والتوزيع كتاب "الخطاب العرفاني.. مقاربات حضارية" للدكتور حمدي النورج أستاذ تحليل الخطاب بأكاديمية الفنون.
النورج وتحرير مفهوم الخطاب العرفاني
وجاء في مقدمة الكتاب:" في كتابه الأحدث ينتقل النورج إلى قراءة خطاب ملغز وشاق، وهو الخطاب العرفاني والذي اختار له نماذج متباينة بين الانطلاق المكاني والزماني، وفحوى كل خطاب على حدة، ممارسا سلوك الارتحال المفاهيمي نحو القراءات الحديثة لهذا الخطاب.
والذي قسمه “النورج” إلى أربعة فصول مسبوقة بمقاربات مفاهيمية حول تحرير مفهوم الخطاب العرفاني، وأهم المنظرين، وخطوات التحليل وضوابطه. وقد جاء الكتاب في أربعة فصول، بالإضافة إلى مقدمة حادة بدأت بنقد وتعرية العديد من الخطابات التي تلصق نفسها عنوة إلى الخطاب العرفاني، مؤكدا على قوة هذا الخطاب الذي حافظ رواده على وسطية الدين وقوة حجية القرآن الكريم والسنة المطهرة، والوعي بحق الأمة ومرتكزاتها الأساسية، وقوة الإسلام كدين حضارة وعلم.
في الفصل الأول تناول النورج سياقات الحضور في خطاب جلال الدين الرومي من خلال دروسه في كتاب "فيه ما فيه"، لأنها دروس ألقيت في سياق عام بمنطق شفاهي مقصود، وكان عبارة عن إجابات لجملة أسئلة قدمها المشاركون في الخطاب لشيخهم، ومن ثم راعت هذه الأسئلة مواقفها الذاتية، وانطلاقها من سياق اجتماعي حي، متأثرة برغبة في وضع معالم للطريق، وهم في ظرف استعماري.
يقول النورج: لقد اخترت هذا الموقف الاتصالي على حضوره الفاعل قديمًا، لعقد لون من المقارنة مع خطاب تواصلي جديد، وهو خطاب الشيخ صلاح الدين التجاني، والذي بني أيضًا على منطق الشفاهية، وجاء تحريرًا لمفاهيم عرفانية وسلوكية، جرى حبسها في صفحات ومصنفات قديمة، لم ترتحل عنها، ولم تتجاوزها، ومن ثم لونت بلون عصرها، وكان على صاحب الخطاب المختار، أن يجري نوعًا من التبيان والتوضيح لمعارف يجب أن تتسق مع روح عصرها، إلا في بعض المعارف التي تتعلق بالذات والصفات والتجليات وغيرها، ومن ثم جاء كتاب "التنزلات الإلهية" في مقابل كتاب " فيه ما فيه".
أما عن الدكتور حمدي النورج فهو أكاديمي مصري يعمل أستاذا لتحليل الخطاب بأكاديمية الفنون، وصدر له العديد من الأعمال الإبداعية منها رواية "الزاوية.. كف حبيبي" ورواية "طروح القمر" ورواية "سكان جزيرة القرش"، وبخلاف الروايات فإن النورج أكاديمي له الكثير من الكتابات النقدية في تحليل الخطاب الأدبي وعمل على العديد من المشاريع الخاصة بتحليل الخطاب في روايات الكبار وله إسهامات نقدية عديدة أهلته لأن يكون في مكانة متقدمة بالنسبة لتحليل الخطاب الروائي.