رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد فضل شبلول يرصد "منظومة القيم فى قصص كامل الكيلانى"

أحمد فضل شبلول
أحمد فضل شبلول

"منظومة القيم في قصص كامل الكيلاني"، عنوان الدراسة التي شارك بها الكاتب والشاعر أحمد فضل شبلول، في الملتقى العربي لأدب الأطفال، والذي اختُتمت فعالياته أمس في تونس.

منظومة القيم في قصص كامل الكيلاني

وفي دراسته المعنونة بـ"منظومة القيم في قصص كامل الكيلاني"، يذهب "شبلول" إلى أنه يحمل إنتاج كامل الكيلاني القصصي للأطفال قيمًا كثيرة؛ تربوية وتعليمية ومعرفية وترفيهية وفنية ووطنية وعاطفية، مثل قيمة الصداقة، وقيمة الصدق والوفاء، والقيمة العلمية أو المعرفية، أو كما نسميها الآن المعلوماتية، وقيمة التسامح والتعاون، والعطاء والوفاء، والعمل والعدالة، وحب الخير وحب الطبيعة وحب الوطن، والحرية.. إلخ، وهو ما يمكن تسميته "منظومة القيم في قصص كامل الكيلاني" أو– على الأقل– نماذج منها، وليس بالضرورة أن تكون كل القيم إيجابية، فهناك قيم سلبية تأتي للتنبيه والتحذير والابتعاد عنها ونبذها، مثل الغرور، والكذب والخداع، والخيانة والانتقام والعدوان وغيرها.

ويلفت "شبلول" إلى أن كامل الكيلاني يصرِّح بالقيم الثقافية والتربوية التي تقف وراء قصصه سواء المؤلفة أو التي استلهم فيها التاريخ العربي أو الأجنبي (مثل قصة الأميرة القاسية، فهي هندية الأصل)، فهو يقول على سبيل المثال في مقدمة قصة أو رحلة "ابن جبير في مصر والحجاز"، مخاطبًا قارئه: "أكبرُ ظني أن هذه الرحلة ستُكسبك– إن شاء الله– قدرةً على البيان، وتمكنًا من فنِّ الإنشاء، وستزداد ثقافتك الفكرية والجغرافية والدينية والتاريخية واللغوية كلما أمعنتَ النظر، وأطلت الروية في تفهمها، واستيعاب طُرفها المُستملحة قراءةً وتفكيرًا".

وتابع: "إذن هذه هي بعض القيم التي يتغيَّاها الكيلاني ويحرص على زرعها أو إيصالها لقارئه الصغير، أو الشاب، أو كما يخاطبه بقوله (أيها الصبي العزيز)، وهو يحرص على أن يألف الصبي أسلوب غيره من الكتَّاب والمؤلفين، كما ألِف أسلوبه من قبل".

ويوضح شبلول عن منظومة القيم في قصص كامل الكيلاني: "كامل الكيلاني من خلال مثل هذه القصص يحرص على القيم العلمية أو المعلوماتية أو المعرفية في تثقيف قارئه الصغير، ومنها معرفته بالقرية التي ولد فيه النبي موسى، والمكان الذي ألقته فيه أمه بالنيل، والمدينة المنسوبة للنبي يوسف، وموضع السجن الذي كان فيه". 

يرى أن مجمل قصة "ابن جبير في مصر والحجاز" يعلو على لغة الطفل بل لغة الفتيان، ليناسب القارئ العادي من الكبار، كما أنها محشوة بالكثير من المعارف والمعلومات التي تحتاج إلى ذهنية أكبر من ذهنية الطفل الصغير أو الصبي الذي يخاطبه الكاتب، وهي تعد واحدةً من أطول ما كتبه الكيلاني حيث تقع في 166 صفحة، وهو ينوّه إلى أن هذا الكتاب هو ملخص لرحلة ابن جبير، مثلما لخَّص من قبل رحلة ابن بطوطة، ولكن مثل هذه الملخصات أراها فوق مستوى القارئ الصغير الذي هو دائمًا في وعي الكاتب عند كتابة قصصه.

ومن قيم المعلوماتية في قصص الكيلاني ما ورد في قصة "أسرة السناجيب" عن عدد الأسنان في فم السناجيب: "أرى ثنتين في الفك الأعلى من الحنك، وثنتين في الفك الأسفل، ومجموعهما أربع أسنان وأن اسمها القواطع، تستعمل للقرض (القطع). وفي قصة "مدينة الزجاج" نقرأ "العثور على إناء برتلند المعروف في إنجلترا وهو من طرائف التحف الزجاجية، ويتميز بزجاجه الأزرق ومينائه الأبيض"، وفي القصة نفسها نقرأ عن "إناء زجاجي" عَثر عليه المنقبون في قبر روماني في مدينة استرسبرج عام 825. و"أن الزجاج مادة غير عضوية تُستحدث من صهر أُكسيدات بعينها، وأن هذه الأكسيدات لا تكاد تخرج من الفرن حتى تبرد وتتصلَّب، وتتخذ– للحال– شكلها النهائي الذي لا سبيل إلى إلانته أو تبديله".