طحن علف الحيوانات.. الموت جوعًا مصير الناجين من قصف الاحتلال
يزداد الأمر سوءً كل يوم على قطاع غزة المحاصر الذي تمارس عليه قوات الاحتلال شتى أنواع التضييق، حتى بات الجوع سيّد الموقف هناك، ويعتمد الأهالي على بدائل آخرى غير آدمية.
يعمق الأزمة التعنت الإسرائيلي في إدخال المساعدات الإنسانية من جانبها عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، وتحديدًا المساعدات الغذائية، التي لا تكفي حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها القطاع في الوقت الحالي.
في فبراير الماضي، تداول رواد مواقع التواصل صور لعمليات طحن علف الحيوانات في غزة من أجل صناعة الخبز نتيجة نقص الموارد وأزمة الغذاء.
تحذير من العمل ضد الجوع
وحذرت منظمة العمل ضد الجوع، من أن الأزمة الإنسانية في القطاع تتصاعد بمعدل سريع، مؤكدة أن من ينجو من القصف المستمر يواجه الموت جوعًا، متحدثة عن أزمة غذاء شديدة في القطاع.
ونشرت المنظمة العالمية المعنية بالشأن الإنساني تقريرًا على صفحتها الإلكترونية بعنوان: «بعد 33 أسبوعًا من الصراع.. الغذاء في غزة ينفد»، قالت فيه إنه بحلول اللحظة التي يُعلن فيها عن حدوث مجاعة سيكون الأوان قد فات بالفعل ولن يكون هناك الكثير الذي يمكن فعله.
وأشارت إلى أن عشر مخابز فقط تعمل في القطاع وإلى أنها أيضًا معرضة للخطر ونفاد وقود الطهي قريبًا، وذكرت أنه على الرغم من بناء الولايات المتحدة رصيفًا بحريًا جديدًا، فإن دخول البضائع ووصول المساعدات لا يزال محدودًا.
رائد النمس: «الاحتلال يتعنت في إدخال المساعدات»
يتحدث رائد النمس، مسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني عن أزمة الجوع والغذاء في غزة بأن التعنت الإسرائيلي في إدخال شاحنات المساعدات هو السبب الرئيسي في تعمق أزمة الجوع، نتيجة إدخال عدد محدود لا يكفي قطاع غزة ولا يفي بالاحتياجات وحجم الاحتياج.
يوضح لـ«الدستور» أن الوضع الإنساني في غزة يعد كارثيًا بسبب الغارات الإسرائيلية المتكررة على كل شبر في القطاع وعدم وجود أماكن أمنة، مبينًا أن ذلك أثر على قطاع الغذاء بشكل كبير في القطاع تحديدًا لدى الأطفال.
يضيف: «الأزمة في نقص الطعام والعلاج ولا يوجد حتى الخبز أو القمح الذي يمكن أن نصنع منه الخبز بسبب منع عبور شاحنات المساعدات إلى شمال غزة، لذلك أزمة الجوع تشدد كل يوم على أهل غزة».
مطلع مايو الماضي، أكدت الأمم المتحدة أن قوات الاحتلال تمنع بشكل منهجي وصول المساعدات إلى سكان غزة الذين يحتاجونها، ما يعقد مهمة إيصالها إلى منطقة حرب لا تخضع لأي قانون.
الهلال الأحمر: «85% من السكان نازحين»
تؤيده نبال فرسخ، مسؤولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني التي توضح أن كل سكان القطاع الآن يعانون من أزمة الجوع لأن 85% من سكان غزة أصبحوا نازحين يقطنون مراكز الإيواء ويعتمدون على المساعدات الغذائية التي تأتيت.
وتضيف لـ«الدستور»: «قبل الحرب كان يدخل القطاع 500 شاحنة مساعدات أم الآن الاحتلال الإسرائيلي لا يسمح سوى بدخول 170 شاحنة فقط على الأكثر وبالتأكيد لا تكفي الاحتياجات الغذائية للسكان».
وترى نبال أن الكثير من السكان محرومين من الغذاء ويعتمدون على وجبة واحدة لعدة أيام، فضلًا عن نقص الدواء والأغطية والمحارم والخيم، مما يزيد من معاناة الأهالي في حرب غزة الحالية.
تؤكد وكالة الأونروا أن مليونًا و900 ألف من سكان قطاع غزة نزحوا من منازلهم منذ 7 أكتوبر الماضي، بينما الاتحاد الأوروبي أعلن أن جميع سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن مئات الآلاف منهم باتوا بلا مأوى.