رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

“تكتيكات حقيرة”.. تفاصيل تهديد إسرائيل لـ"الجنائية الدولية" بشأن التحقيق في جرائم الحرب

الجنائية الدولية
الجنائية الدولية

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن يوسي كوهين الرئيس السابق لجهاز الموساد، هدد المدعية العامة لـ المحكمة الجنائية الدولية في سلسلة من الاجتماعات السرية حاول خلالها الضغط عليها للتخلي عن التحقيق في جرائم الحرب.

وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقرير مطول لها، اليوم الثلاثاء، أن الاجتماعات السرية التي أجراها يوسي كوهين مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية آنذاك، فاتو بنسودا، جرت في السنوات التي سبقت قرارها فتح تحقيق رسمي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشارت إلى أن هذا التحقيق، الذي بدأ في عام 2021، بلغ ذروته الأسبوع الماضي عندما أعلن خليفة بنسودا، كريم خان، أنه يسعى لإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن سلوك الدولة اليهودية في حربها في غزة.

إن القرار الذي اتخذه المدعي العام بتقديم طلب إلى الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، إلى جانب 3 من زعماء حماس، هو نتيجة تخشاها المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية منذ فترة طويلة.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لم تذكر "الجارديان" اسمه: إن "تورط كوهين شخصيا في العملية ضد المحكمة الجنائية الدولية حدث عندما كان مديرا للموساد. وقد تم التصريح بأنشطته على مستوى عالٍ وتم تبريرها على أساس أن المحكمة شكلت تهديدًا بملاحقة أفراد عسكريين".

وقال مصدر إسرائيلي آخر مطلع على العملية ضد بنسودا: إن "هدف الموساد هو تعريض المدعية العامة للخطر أو تجنيدها كشخص يتعاون مع مطالب إسرائيل".

وقال مصدر ثالث مطلع على العملية: إن كوهين كان بمثابة "الرسول غير الرسمي" لنتنياهو.

وقاد كوهين، الذي كان أحد أقرب حلفاء نتنياهو في ذلك الوقت والذي بدأ يظهر كقوة سياسية بحد ذاتها في إسرائيل، شخصيا مشاركة الموساد في حملة استمرت ما يقرب من عقد من الزمن قامت بها إسرائيل لتقويض المحكمة.

وأكدت 4 مصادر أن بنسودا أطلعت مجموعة صغيرة من كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على محاولات كوهين التأثير عليها، وسط مخاوف بشأن طبيعة سلوكه المستمرة والمهددة بشكل متزايد، وفقًا لتقرير "الجارديان".

ونوهت "الجارديان" بأن 3 من تلك المصادر كانوا على دراية بإفصاحات بنسودا الرسمية للمحكمة الجنائية الدولية حول هذه المسألة. وقالوا: "إنها كشفت أن كوهين مارس ضغوطا عليها في عدة مناسبات لعدم المضي قدما في تحقيق جنائي في قضية فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية".

استخدم “تكتيكات حقيرة”

وأوضح التقرير أن الروايات التي تمت مشاركتها مع مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، يُزعم أن كوهين قال لـ بنسودا: "يجب عليكي مساعدتنا ودعينا نعتني بكي. أنتي لا تريدين التورط في أشياء يمكن أن تعرض أمنك أو أمن عائلتك للخطر".

وقال أحد الأشخاص المطلعين على أنشطة كوهين إنه استخدم "تكتيكات حقيرة" ضد بنسودا كجزء من جهد فاشل في النهاية لتخويفها والتأثير عليها. وشبهوا سلوكه بـ "المطاردة".

كما اهتم الموساد بشدة بأفراد عائلة بنسودا وحصل على نسخ من التسجيلات السرية لزوجها، وفقًا لمصدرين على دراية مباشرة بالوضع. ثم حاول المسؤولون الإسرائيليون استخدام هذه المواد لتشويه سمعة المدعي العام.

ووفقًا للتقرير، تشكل المعلومات التي تم الكشف عنها حول عملية كوهين جزءًا من تحقيق قادم تجريه صحيفة الجارديان، ومجلة +972 الإسرائيلية الفلسطينية، ومجلة Local Call الناطقة بالعبرية، والتي تكشف كيف أدارت وكالات استخبارات إسرائيلية متعددة "حربًا" سرية ضد المحكمة الجنائية الدولية منذ ما يقرب من عقد من الزمن.