مكتبات المثقفين 28..
ولاء كمال: أوصيت بتقسيم مكتبتى ثلث للأهل والأصدقاء وثُلثان للمكتبات العامة
المكتبة من أبرز ما تجده في منازل الكتاب والمثقفين، بل تكاد منازل بعضهم قد تحولت إلى مكتبات يعيشون فيها، وحول مكتبات الكتاب، وكم فقدوا منها خلال تنقلاتهم وأسفارهم، وهل يعير الكاتب كتبه أو يستعيرها، وغيرها من المحاور يقدمها "الدستور" في سلسلة حوارات مكتبات المثقفين.
وفي الحلقة الـ 28 من حلقات هذه السلسلة من الحوارات يحدثنا الكاتب الروائي ولاء كمال، عن مكتبته وأول كتاب اقتناه، وما الكتاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، وأهم الكتب في مكتبته، وغير ذلك.
متي اشتريت أول كتاب؟
من الصعب أن أتذكر بدقة.. ولكني أذكر جيدًا شذرات متفرقة من طفولتي حين كان والداي يصحباني إلى مكتبات لندن الغنية ويشتريان لي كتب الأطفال الملونة، والتي عادةً ما يصحبها شريط كاسيت مسجل عليه القصة بصوت أحد الممثلين، وكانت متعتي في أن أستمع للقصة بينما أتابع ما يسرده الراوي في الرسوم الموجودة بالكتاب.
كذلك الكم المهول الذي اشترته لي خالتي من كتب مكتبة الأسرة على مدار سنوات غربتنا، وحين عدت إلى مصر وجدت ثروةً في انتظاري كان لها الفضل في قراءتي بالعربية. كذلك أذكر الساعات الطويلة التي قضيتها بسوق الأزبكية داخل معرض الكتاب والذي خرجت منه بدرر أحتفظ بها حتى الآن.
ما أهم الكتب في مكتبتك؟
من المستحيل إحصاء الكتب التي أظنها هامة في مكتبتي، سواء كانت الروايات أو كتب التاريخ وعلم النفس والاجتماع والفلسفة، ولكن يمكنني القول إنني أفخر بشكل خاص بمجموعة كتب ضخمة عن تاريخ الفن استثمرت فيها لسنوات، وأعتبرها جوهرة التاج المميزة لها.
ما الكتاب الذي لا يمكنك الاستغناء عنه؟
لو كان لي أن أختار كتابا واحدا فقط فسيكون بلا شك ألف ليلة وليلة سواء طبعة بولاق أو نسخة محسن مهدي العظيمة. كتاب آخر يحمل مكانةً خاصةً في قلبي هو رواية “ما بعد الظلام” لموراكامي بتوقيعٍ من الكاتب.
ما الكتاب الذى لديك منه أكتر من نسخة منه؟
ألف ليلة وليلة، عودة الروح، السقا مات، الخلود وخفة الوجود التي لا تحتمل لكونديرا، وبعد الظلام لموراكامي. لديّ منها جميعًا عدة نسخ بالعربية والإنجليزية.
هل فكرت أن تستغنى عن مكتبتك أو كتبت وصية بشأنها؟
أحاول كل فترةٍ أن أعطي الزائد عن حاجتي من الكتب لكل من يمكنه الاستفادة منها. قمت بكتابة وصية بشأن مكتبتي تنص على أن يتم تقسيمها بعد وفاتي إلى جزأين: ثلث للأهل والأصدقاء، والثلثان يتم توزيعهما على المكتبات العامة أو الأهلية في القرى والنجوع.
كم مكتبة فقدت لظروف خارجة عن إرادتك؟
بسبب ظروف التنقل الأبديّ والسفر المستمر فقدت الكثير من الكتب. كذلك عدم وجود مكتبة واحدة تستوعب كل ما لديّ أدى إلى تفرقها في عدة منازل، ولكني دائمًا ما أحلم بأني سأعود يومًا وأجمعها جميعًا تحت سقف واحد.
ما الكتاب الذي تمنيت اقتناءه ولم تعثر عليه؟
هذا يحدث لي كل يوم، لطالما تمنيت أن أمتلك المجموعة الكاملة لقصص “تان تان” بالإنجليزية ولا يزال الأمر يستغرق وقتًا طويلًا. كذلك قضيت سنوات شبابي أجمع كتب “كونديرا” من عدة دول، والآن أسعى لاقتناء نسخة مصورة ومشروحة من ألف ليلة بالإنجليزية ولكن سعرها خرافي ولا زلت أبحث عن سبيل لتوفير ثمنها.
هل تشترى كتبًا ولا تقرأها لظروف ضيق الوقت أو غيرها؟
بالطبع، بالنسبة لي شراء الكتب مرض لا أتمنى الشفاء منه، وهي عادة تختلف تمامًا عن قراءتها. أحيانًا يصيبني الإحباط من أن العمر سيكون أقصر من أن يكفي لقراءة كل ما اشتريت، ولكن هذا لا يعني بأي حالٍ أن أتوقف عن شراءها. كل كتاب سيجيئ وقته، وسأحتاجه سواء لبحث أعده لرواية أو حتى لقراءته من باب المتعة الخالصة.
هل تحدد ميزانية لتزويد مكتبتك موسميًا في مناسبات كمعرض الكتاب؟
عطفًا على إجابة السؤال السابق، ففي السنوات الأخيرة أصبحت أكثر انتقائية فيما أشتري، لأن مكتبتي تضخمت بشكلٍ غير معقول، ولذلك فإني لا أستسلم للاندفاع المفاجئ الذي يصيبني كلما دخلت مكتبة أو أثناء المعرض، وأحاول أن أشتري فقط ما أحتاجه أو كنت أنتظر صدوره، وفي كثير من الأحيان تحملني روح المغامرة إلى شراء كتب لكتّاب لم أسمع بهم من قبل.
كذلك الكتب الإلكترونية وارتباطي بجهاز الكيندل سهل عليّ الأمر كثيرًا، انخراطي في دراسة الأدب حوّل معظم اهتماماتي الآن إلى شراء المراجع والدراسات النقدية المهمة، إلى جانب كتب التراث التي أتخصص في دراستها.
هل تعير كتبك لأحد وهل تستعيدها أم لا ترد إليك، وهل تستعير كتبا من الأصدقاء وهل تعيدها؟
نعم أقوم بذلك طوال الوقت عن طيب خاطر، وهذا هو السبب وراء وجود عدة نسخ عندي من الكتب التي أحبها، حتى إذا ما ضاع أحدها أو لم يعده الشخص لا يصيبني الحزن على فقدانه، نادرًا ما أستعير كتبًا من أحد لأني أعتبرها مسئولية مرعبة ويصيبني التوتر عند قراءتي الكتاب خوفًا من إفساده، ولكن إن حدث فإني أحرص على أن أعيده في حالته التي كان عليها.