فتحي عبدالسميع: ارتباط السيرة الهلالية ببنى هلال "أضرها كثيرًا"
كشف الشاعر فتحي عبدالسميع أحدث إبداعاته التي جاءت تحت عنوان "التراث الخفي.. الأسطورة السومرية والرواية الخليجية للسيرة الهلالية الصادر عن دار وعد للنشر والتوزيع ولوحة الغلاف للفنان محمود الشنقرابي.
فتحي عبدالسميع للدستور: ارتباط السيرة الهلالية ببني هلال أضرها كثيرًا
في تصريحات خاصة لــ"الدستور"، كشف الشاعر والباحث في التراث فتحي عبدالسميع، ملامح كتابه الجديد "التراث الخفي"، مشيرا إلي أن "الكتاب ينظر للسيرة الهلالية نظرة جديدة مختلفة، ويؤكد أن ارتباطها بقبيلة بني هلال اضرها كثيرا، لأنها عمل إنساني كبير يعالج مشكلة إنسانية ما زالت حديثة وهي مشكلة عنف الطبيعة والتقلبات المناخية التي تؤدي إلى التصحر، وربطها ببني هلال كان يحد من آفاقها ويقلل من أهميتها كعمل إبداعي عظيم.
ولفت عبد السميع إلى أن الكتاب يتكون من كتابين متداخلين ويبدأ بمقدمة عن التراث الخفي الذي يتم نقله من مادةٍ تراثية قديمة، إلى مادةٍ تراثية أحدثَ منها بقرونٍ طويلة، وبشكلٍ تختفي فيه ملامح المادة الأولى أو تذوب في المادة الجديدة، وتعيش بشكلٍ خفي في ظل مناخٍ سياسي وديني واجتماعي مختلف.
وتابع عبدالسميع: وينطلق الكتاب الأول "الرواية الخليجية للسيرة الهلالية" من ملاحظة غياب الرواية الخليجية للسيرة الهلالية، رغم انطلاق السيرة منها ووجود أحداثٍ كثيرة وقعت في نجد وبلاد السرو وعبادة ورغم وجود روايات كثيرة للسيرة في الشام وشمال إفريقيا وجنوبها.
ويشير الكاتب فتحي عبدالسميع إلي أن وجود رواية خليجية للسيرة، لكنها مفقودة، ويمكن اقتفاؤها في الحكايات الشعبية الصغيرة من خلال قراءة تلك الحكايات قراءةً فنية تقدّر الرموز وترصد التلميح قبل التصريح، ويقدّم الكتاب نموذجًا تطبيقيا يكشف مِن خلاله كيفية اختفاء الهلالية في الحكايات الشعبية.
أمّا الكتاب الثاني "الأسطورة السومرية في السيرة الهلالية" لفتحي عبدالسميع، فيذهب إلى أن الأسطورة السومرية تعيش في طيات السيرة بشكلٍ خفي، ويقوم بذِكر الشواهد التي تؤكد ذلك، وتثير الكثير من الأسئلة الجديدة حول الهلالية التي يعتبرها الكاتب عملًا إبداعيًا إنسانيًا رفيع المستوى، وينادي بتحريرها من بني هلال وتاريخِهم.
يشار إلى أن الشاعر فتحي عبدالسميع، سبق وصدر له العديد من الدواوين الشعرية والدراسات الاجتماعية، نذكر من بينها: "الجميلة والمقدس، القربان البديل، شعرية الحدث، الشاعر والطفل والحجر، وجوه شهريار" وغيرها.
أما في مجال الشعر، فصدر له دواوين: "الخيط في يدي، تقطيبة المحارب، خازنة الماء، فراشة في الدخان، تمثال رملي، الموتي يقفزون من النافذة، أحد عشر ظلا لحجر، عظامي شفافة وهذا يكفي".