شركات التكنولوجيا تصرف العالم عن المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعى
حذّر عالم بارز وناشط في مجال الذكاء الاصطناعي من أن شركات التكنولوجيا الكبرى نجحت في صرف انتباه العالم عن الخطر الوجودي الذي لا يزال يشكله الذكاء الاصطناعي على البشرية.
وقال ماكس تيجمارك، في حديث مع صحيفة "الجارديان"- نشر اليوم السبت- على هامش مشاركته في قمة الذكاء الاصطناعي في سول: "إن التحول في التركيز من انقراض الحياة إلى مفهوم أوسع لسلامة الذكاء الاصطناعي يهدد بتأخير غير مقبول في فرض تنظيم صارم على المبدعين من أقوى البرامج".
وقال تيجمارك، الذي تدرب كفيزيائي: "في عام 1942، بنى إنريكو فيرمي أول مفاعل على الإطلاق بتفاعل نووي متسلسل ذاتي الاستدامة تحت ملعب كرة قدم في شيكاغو.. عندما اكتشف كبار الفيزيائيين في ذلك الوقت ذلك شعروا بالذعر حقًا، لأنهم أدركوا أن أكبر عقبة متبقية أمام بناء قنبلة نووية قد تم التغلب عليها للتو. لقد أدركوا أن الأمر لم يبق سوى بضع سنوات، وفي الواقع، كان الأمر ثلاث سنوات، مع اختبار ترينيتي في عام 1945".
وأضاف: "إن نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها اجتياز اختبار تورينج، حيث لا يستطيع شخص ما أن يقول في المحادثة إنه لا يتحدث إلى إنسان آخر، هي نفس التحذير لنوع الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن تفقد السيطرة عليه. ولهذا السبب يشعر أشخاص مثل جيفري هينتون ويوشوا بينجيو- وحتى الكثير من الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا، على الأقل في السر- بالخوف الآن".
وأشار إلى أن معهد مستقبل الحياة غير الربحي التابع لشركة Tegmark قاد الدعوة في العام الماضي إلى "إيقاف مؤقت" لمدة ستة أشهر في أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدمة على خلفية تلك المخاوف.
كما أشار تيجمارك إلى أن إطلاق نموذج GPT-4 من شركة "أوبن إيه آي" OpenAI، في مارس من ذلك العام، كان بمثابة إنذار في "منجم للفحم"، على حد وصفه، وأثبت أن الخطر كان وشيكًا على نحو غير مقبول.
التعاون الدولى فى مجال سلامة الذكاء الاصطناعى
وأكدت 27 دولة مشاركة في قمة سول للذكاء الاصطناعي، التي نظمتها كوريا وبريطانيا الأسبوع الماضي، أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي، والالتزام بالتعاون في اختبارات سلامة الذكاء الاصطناعي وإرشادات التقييم، ودعم الابتكار والشمولية والتقارير المستقبلية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي.
وأوضح البيان الصادر في ختام أعمال القمة أن الدول المشاركة رحبت بإمكانات الذكاء الاصطناعي في تحقيق تقدم كبير في حل أكبر التحديات التي يواجهها العالم، مثل تغير المناخ، والصحة العالمية، وأمن الغذاء والطاقة، مبيّنًا أن التزام هذه الدول بالعمل على مواجهة المخاطر الجسيمة للذكاء الاصطناعي وتحديد مستوياتها؛ لتطوير ونشر الذكاء الاصطناعي الرائد.
وأفاد بأن التقرير العلمي الدولي حول سلامة الذكاء الاصطناعي صُمِّم لتسهيل الفهم المشترك القائم على العلم بالمخاطر المرتبطة به بين صُنّاع السياسات الدوليين، واستدامة هذا الفهم مع استمرار زيادة القدرات، بما يُساعد على دعم الابتكار الآمن للذكاء الاصطناعي.
وذكر البيان أن 16 شركة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وقّعت اتفاقية حول "التزامات السلامة الخاصة بالذكاء الاصطناعي الرائد"، وستقوم بنشر أطر السلامة حول كيفية قياس مخاطر نماذجها، وفقا لما نقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء.