الناقد السودانى عبدالله الأمين: الرواية العربية خرجت من كلاسيكيتها الموروثة
قال الناقد والأكاديمي السوداني الدكتور عبدالله الأمين إن الروائيين السودانيين بتماسهم المباشر للحرب الدائرة بين الجيش وقوات التدخل السريع، هم النموذج الأقرب لنقل الرواية في ظل اللحظة الراهنة، وما وقع فيها من أحداث جسام، أثرت في تركيبة الشخصيات وعلاقاتها بالأرض أو البيت أو الأماكن التي تعيش فيها.
جاء ذلك خلال فعاليات منتدى "أوراق" بمؤسسة الدستور، خلال ندوة مناقشة (راهن الرواية العربية ومستقبلها)، الندوة يقدمها الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، ويشارك فيها الكتاب والروائيون: (الدكتورة صفاء النجار، سمر نور، الدكتور شريف صالح، صبحي موسى).
وتابع الأمين: "هل سيلجأ الكتاب إلى الواقعية أو الفانتازيا أو الخيال الجامح مثلما رأينا في أولاد حارتنا لنجيب محفوظ على سبيل المثال، إن الأمر قد يستغرق بعض الوقت لنرى رواية كبيرة معبرة بصدق وأمانة عما نراه من أحداث متسارعة على الأرض السودانية".
وأشار الأمين إلى أن المراحلة الراهنة شهدت انفجارًا روائيًا، وجاءت نتاجًا طبيعيًا لمراحل أربع سابقة متواصلة هي الولادة، ثم التجذر وتلتهما مرحلتا التوسع والتحرير وصولًا إلى الراهن الذي تناقشه ندوة اليوم، وذلك من منطلق الشكل والدلالة كمفهومين إجرائيين لتحديد وتحليل مكونات النص الروائي.
وأكد الأمين أن الانفجار الروائي الذي تشهده المرحلة الراهنة ليس كميًا فقط؛ بل صحبه تفريغ كبير في أساليب السرد ومكوناته وأشكاله وأيضًا في ارتياد آفاق واسعة من الأفكار والتيمات والقضايا، وفي استنطاق كوامن النفس البشرية، وقد نجحت الرواية العربية في التخلص من كلاسيكيتها الموروثة والخروج من جلباب المؤسسين الأوائل، واستطاعت تجديد خطابها للقارئ العربي.
يذكر أنه تطرح الندوة في الحلقة النقاشية الثانية عن راهن الرواية العربية ومستقبلها عددًا من المحاور، من بينها: تنويعات الرواية العربية في لحظتها الراهنة، والإشكاليات التي تواجه الرواية، والرواية والعالم الرقمي الجديد، وغياب سؤال المعيار، وانفتاح النص الروائي، ومفهوم الرواية الجديدة، ومستقبل الرواية.