صبحى موسى: الرواية مستقبلها غامض وتعيش موتًا إكلينيكيًا
قال الكاتب الروائي صبحي موسي: الرواية مستقبلها غامض وتعيش موتًا إكلينيكيًا. ربما كانت كتابة د. جابر عصفور عن زمن الرواية إعلانًا عن وصول النهر إلى مصبه الأخير، فقد كان فيما قبل قويًا وعفيًا ومنحدرًا من السماء، لا يتوقف أمام الجزر التي تعترض مجراه، ولا يهدأ ليلتقط أنفاسه في أي من المدن التي يمر عليها، وكان الجميع منبهرًا بهذا الجريان العفي، خائفًا في كثير من الأحيان من الاقتراب منه، لكنه مع بدء وصوله إلى المصب، حيث الأرض المستوية التي تطؤها كل الأقدام، أصبح النهر ألعوبة الصغار والكبار.
جاء ذلك خلال فعاليات منتدى "أوراق" بمؤسسة الدستور، بندوة مناقشة (راهن الرواية العربية ومستقبلها).
الندوة يقدمها الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، ويشارك فيها الكتاب والروائيون: (الدكتورة صفاء النجار، سمر نور، الدكتور شريف صالح، صبحي موسى).
وتابع موسى: صار بقدرة الكل العوم والسباحة والاغتسال والاستحمام فيه، وباتت مياهه راكدة آسنة لا شيء يغيرها، وكثرت المستنقعات، ونبتت الحشائش، وظهرت مسابقات البط والإوز على سطحه، وسعت الفئران والقوارض لعبوره والعراك فيه.
ولفت إلى أنه هكذا أصبح حال الفن الروائي الذي كثرت العلامات القائلة بنهايته.
وأوضح موسى: من هذه العلامات هناك جوائز لا تهدف إلى القيمة، حيث كثرت الجوائز التي أصبحت معنية بالنص الروائي، سواء كجوائز قومية تمنحها الحكومات، أو كجوائز خاصة تمنحها مؤسسات وأفراد، وساد طابع مدهش على هذه الجوائز أنها في أغلبها لا تستهدف الفن الروائي بالدرجة الأولى، أي أنها لا تبحث في تحقق القيمة الفنية لدى الكاتب، بقدر ما تبحث في مدى جماهيرية الكاتب، ومدى قدرتها هي على صناعته كنجم، ومدى مقرونية هذا النص لدى أكبر عدد من الناس، وليس مدى تعدد مقروئية النص، فضلًا عن فكرة المحاصصة بين البلدان، والبحث عن القضايا المثيرة والمربكة، وهو ما يجعل الهدف من الجائزة خارج الفن وليس داخله، ويجعل أجيالًا قادمة ترى أن الكتابة على هذا النحو هي النهج الصحيح.