كواليس إجلاء فريق المسعفين الدوليين المحاصرين فى المستشفى الأوروبى فى غزة
أفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية بأنه تم أخيرًا إجلاء فريق مكون من 16 عاملًا دوليًا في مجال الرعاية الصحية تقطعت بهم السبل في المستشفى الأوروبي في غزة، بعد أسبوعين من استيلاء إسرائيل على معبر رفح بين مصر والقطاع، ما أدى إلى محاصرتهم في الموقع.
وتضم المجموعة آدم حموي، مواطن أمريكي وجراح قتالي سابق، معروف بإنقاذ حياة السيناتور الأمريكي تامي داكوورث في العراق قبل 20 عامًا.
وفي منشور لها على موقع إكس “X،” قالت داكويرث إنها شعرت بارتياح كبير لأن الدكتور الحموي، وفريقه بأكمله، غادروا غزة بأمان وأنه سيكون قادرًا على رؤية عائلته مرة أخرى قريبًا.
وكان الحموي قد رفض سابقًا عرضًا للإخلاء، ورفض ترك زملائه غير الأمريكيين، الذين لم يُتح لهم خيار المغادرة مبكرًا.
وكان المواطنون الأمريكيون فقط هم الذين يمكنهم المغادرة، وكانت هناك أماكن تتسع لـ20 شخصًا، وهناك 20 مواطنًا أمريكيًا، ولا أحد يستطيع الذهاب.
وقال الحموي لشبكة سي إن إن: “كان الأمر بهذه البساطة، إنه مفهوم أساسي للطبيب بالنسبة لي كعضو سابق في الخدمة الأمريكية هو ألا تترك زملاءك في الفريق خلفك".
ولدى مغادرته غزة، قال الحموي لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: “نحن سعداء لأننا خرجنا وأننا غادرنا جميعًا معًا، قلوبنا مع الأشخاص الذين ما زال عليهم الصمود ولا يمكنهم المغادرة، ونأمل أن يتم السماح للإغاثة الطبية بأن تحل محلنا قريبًا وأن يضع وقف دائم لإطلاق النار نهاية لهذا الكابوس".
وكانت عملية الإخلاء عبارة عن جهد متعدد الأطراف شارك فيه الأردن والولايات المتحدة، وكان من بين الأشخاص الذين تم إجلاؤهم مواطنون أستراليون ومصريون وأيرلنديون وعُمانيون.
وطُلب من الفريق أن يتبع طريقًا محددًا إلى معبر كرم أبوسالم وتم نقله من قبل الجيش الأردني إلى جسر الملك حسين.
وفي 19 مايو، كتب الحموي رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يشرح فيها بالتفصيل الحقائق على الأرض. "لم يسبق لي أن شهدت في حياتي المهنية مستوى الفظائع واستهداف زملائي الطبيين كما حدث في غزة."
المجتمع الدولى يحث على السماح بمرور الطواقم الطبية إلى غزة
وحث بايدن والمجتمع الدولي على السماح بمرور الطواقم الطبية إلى غزة، مضيفا: “أطفال فلسطين ليسوا آمنين. المدنيون، والمراكز السكانية، ليسوا آمنين. نحن، كعاملين في المجال الإنساني، لسنا آمنين. لديكم القدرة على إنهاء غزو رفح وغزة الآن”.
وكانت المجموعة تعمل مع الجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية تحت مظلة منظمة الصحة العالمية في المستشفى الأوروبي شمال رفح.
وبينما لم يصدر أمر بإخلاء المستشفى، إلا أن الحموي "كان يستيقظ في كثير من الأحيان على ضربة [هزت] المستشفى بأكمله".
وأضاف في رسالته إلى بايدن: “إننا نسمع القنابل تسقط من حولنا بشكل متكرر، وسط آلاف المدنيين الذين يحتمون. إن تدفقات المرضى، ومعظمهم من الأطفال، تتزايد بشكل أسرع مما يمكننا مواكبة عدد أقل من الطاقم الطبي".
وقتل أكثر من 35 ألف شخص في الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أشهر، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وحسب الحموي، فإن المستشفى الأوروبي هو “آخر مستشفى قائم يعمل كمركز طبي فعال”.
واضطرت العديد من المستشفيات إلى الإخلاء، و"تمت مداهمة وتدمير المستشفيات التي سبقتها".
ولم يحل أي فريق طبي محل المتخصصين في الرعاية الصحية الذين تم إجلاؤهم يوم الثلاثاء، تاركين المستشفى مع عدد أقل من العمال لرعاية المرضى بموارد أقل بشكل متزايد.