قبل إعلان البوكر بساعات.. "الدستور" تنشر مراجعة روايات القائمة القصيرة
قبل ساعات من إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية، تنشر “الدستور” مراجعة لروايات القائمة القصيرة الست لدورة عام 2024، وكتب هذه المراجعات عدة أكاديميين متخصصين.
ومن القائمة الطويلة التى ضمت 12 رواية أختيرت 6 منها للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية، تمهيدا للإعلان عن الرواية الفائزة غدا الثلاثاء 21 مايو الحالي.
رواية "ليس نهرًا" تأليف سيلفا ألمادا، وترجمة آني مكدر موت
وكتب هذه المراجعة، هلين فالسو، ءستاذ مساعد للغة الفرنسية والترجمة.
رواية "ليس نهرًا"، هى الجزء الأخير من "ثلاثية الرجال" لسيلفا ألمادا. وفيها يتصادم الماضي والحاضر في مسيرة كابوسية نحو بطش محتوم. تحكي الرواية عن رجلان يصطحبان الفتى"تيل" ابن صديقهما "إيوسيبيو" في رحلة صيد على نفس النهر الذى غرق فيه إيوسيبيو وفقد حياته قبل سنوات. يجدفون إلى "الجزيرة" وهي عبارة عن مجتمع مغلق لا يثق بالغرباء. بينما تثقلهم الحرارة، وتطاردهم أشباح الماضي والحاضر، تأخذ حميمية رحلتهم في الصيد منحى رهيبًا بينما يقرر سكان الجزيرة والنهر مصيرهم.
في هذه الرواية القصيرة المتوترة، تتقن ألمادا الأسلوب المبسط الذي، كما تعترف آني مكدرموت في ملاحظتها الممتازة كمترجمة، يقترب من الشعر. تأخذنا ألمادا إلى قلب الأرجنتين الريفية وتكشف عن التحيزات، والثأر، وتصفية الحسابات التي تميز أعمالها الأدبية.
رواية "ماتر 2-10" من تأليف هوانج سوك يونج، وترجمة سورا كيم راسل وجوزفين باي يونج جاي
كتبت هذه المراجعة"هيون سيون لي، الباحثة الأكاديمية فى اللغات والثقافات الشرق آسيوية.
تبدأ أحداث هذه الرواية الواقعية والدرامية عن عمال السكك الحديدية في سيول في عشرينيات القرن الماضي، وخرجت إلى العلن مع بزوغ فجر التكنولوجيا الحديثة، حيث نُشرت القصة في الأساس مرتين أسبوعيًا في مجلة إلكترونية، مما أبقى القراء متحمسين ومتشوقين للجزء التالي. وقد أُعيد نشرها في كتاب من 467 صفحة، يكشف ببطء ليس فقط عن قصة عائلة جينو، بل أيضًا عن تاريخ شبه الجزيرة الكورية على مدار 100 عام.
في هذه الملحمة المتمددة، أبدع هوانج سوك يونج عملًا كلاسيكيًا آخر يتعمق في تاريخ الشعب الكوري في كل من كوريا الشمالية والجنوبية. سيتعرف القراء على تاريخ شبه الجزيرة، بدءًا من الاحتلال الياباني مرورًا بانفصال الشمال عن الجنوب، من خلال الخبرات اليومية لثلاثة أجيال من عائلة من عمال السكك الحديدية.
"ماتر 2-10" هي ملحمة حزينة ومؤلمة حول الحاجة إلى التعافي. كما أنها ترجمة متقنة تلتقط النثر الكوري البسيط الغير مزخرف والذي يميز هوانج سوك يونج.
رواية"ما أفضل عدم التفكير فيه"، تأليف جينتي بوستهوما، وترجمة سارة تيمر هارفي
كتبت المراجعة، آن وايتهيد، أستاذة الأدب الحديث والمعاصر.
في حديثه عن رواية "The Bell Jar الجرس الزجاجي" لسيلفيا بلاث، يلاحظ بطل رواية جينتي بوستهوما "ما أفضل عدم التفكير فيه" قائلًا: "بعد كل ما سمعته، كنت أتوقع قصة كثيفة وممتعة ولكنني فوجئت بنبرة خفيفة للرواية". يمكن أن تشير هذه الوصفة بالتساوي إلى رواية بوستهوما نفسها، التي تركز أيضًا على الاكتئاب والانتحار، والتي تتناول موضوعها بروح الدعابة الساخرة.
نعرف بطلة الرواية باسم "اثنين Two" لأنها الأصغر فى التوائم، وشقيقها الأكبر باسم "One واحد". يقود حزن "تو" بعد انتحار شقيقها إلى التأمل في علاقتها به من خلال سلسلة من الأفكار المتشظية، يظهر عبرها صور متكررة، كبرجي التجارة العالمية the Twin Towers،، وبرنامج تلفزيون الواقع الناجيSurvivor، والطبيب النازي يوزف منجلي.
وجدت الرواية قوية في استكشاف العلاقات المعقدة بين الحميمية والبعد، والحب والرحيل، مواضيع تعتمد بقدر كبير على ما لم يُقال، بالإضافة إلى ما تم قوله.
رواية "المحراث المُلتوي"، تأليف، إيتامار فييرا جونيور، ترجمة جوني لورينز
وكتب المراجعة، رافائيل مينديز سيلفا، دكتوراه في دراسات أمريكا اللاتينية.
تدور أحداث الرواية في المناطق النائية في باهيا، ويتناول النضال من أجل الأرض واستغلال الكويلومبولا، وهم أحفاد العبيد الأفارقة البرازيليين الذين فروا من الأسر.
تبدأ الرواية بلحظة حاسمة في حياة الأختين بيبيانا وبيلونيسيا، عندما يلعبان بالسكين، ينتهي الأمر بإحداهن بكماء. دون الكشف مَن منهن صارت عاجزة عن الكلام، تروي بيبيانا الجزء الأول، وتروي وصول عائلتها إلى مزرعة"أجوا نيجرا".
وفي الجزء الثاني، تروي بيلونيسيا رحلتها الرهيبة بعد زواجها من رجل مؤذي. ومع ذلك، فإن قصتها تأخذ منعطفًا آخر عندما تستعيد نساء"أجوا نيجرا" قوتهن، بينما تعود بيبيانا إلى منزلها مسيسة ومتزوجة من سيفيرو، الذي ينظم حقوق العمال.
تروي، سانتا ريتا بيسكادورا وهي إنكانتادا أو"ذلك الكيان الروحي للديانة الجارية، الديانة الأفريقية البرازيلية التى تُمارس في باهيا) الجزء الأخير، وتكشف عن العنف الذي عانى منه كويلومبولا خلال فترة العبودية، وسياسة التاج وزراعة الشركات واسعة النطاق.
في رواية "المحراث الملتوي"، يصوغ فييرا جونيور رواية غنية ومتعددة الأصوات لا تخجل من تصوير التراث الحالي للماضي الاستعماري للبرازيل.
رواية "كايروس" تأليف جيني إربنبيك، ترجمة مايكل هوفمان
كتب هذه المراجعة" إدوارد سوجدين"، محاضر في الأدب الأمريكي.
في رواية "كايروس" لجيني إربنبيك، تتساءل إحدى الشخصيات عما إذا كان الإنسان هو "حاوية يملأها الزمن بكل ما هو في متناول يده" أو ما إذا كان من الممكن أن تكون هناك حياة خارج التاريخ. تسلط الرواية الضوء على هذا السؤال طوال الوقت.
تدور أحداث الرواية في السنوات الأخيرة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية (1949-1990) حيث كانت الرأسمالية الغربية تؤدي إلى تآكل الاشتراكية المنهارة. وفي هذا السياق، يعيش العاشقان، الكاتب المسن هانز والمراهقة كاتارينا، علاقة غرامية محكوم عليها بالفشل، بعد أن التقيا في حافلة ذات أمسية ممطرة.
تتضمّن الرواية خدع الخيانة المعتادة، كإلتقاء هانز وكاتارينا في المقاهي، مشاهدتهما الأفلام، استماعهما للموسيقى، ذهابهما للتسوق، قضائهما إجازات سرية مشحونة بالتاريخ والكثافة العاطفية حيث تغوص الحبكة نحو نهايتها، حيث الروابط السياسة والشخصية تصبح واضحة بشكل مأساوي.
بالنسبة للبعض، قد تكون التأثيرات المتصاعدة والمتكسرة والمكثفة لهذه النظرة المأساوية على الشخصيات والحبكة والأسلوب، مبالغ فيها. وبالنسبة لآخرين، فإنها تصور بدقة الاضطرابات الكابوسية التي شهدتها أوروبا في القرن العشرين.
رواية "التفاصيل" تأليف لا جينبرج، ترجمة كيرا جوزيفسون
كتبت هذه المراجعة"لوسيل هاريسون، باحثة الدكتوراه في كلية العلوم الإنسانية.
من الواضح أن رواية "التفاصيل"، التي نُشرت في الأصل تحت عنوان Detaljerna باللغة السويدية، هي المفضلة لدى القراء للفوز بجائزة البوكر العالمية، وقد أوضحت التقيمات والمراجعات على"ستورى جراف، وجود ريدز، وبوك ستجرام، وبوك توك" مدي حب القراء لترجمة جوزيفسون المتقنة للرواية البالغ عدد صفحاتها 151 صفحة، ومدي سحر جينبرج.
تبدأ هذه الرواية المشهورة، بامرأة مجهولة الهوية، طريحة الفراش وتعاني من حمى شديدة، وهى الفرصة التى وجدتها ليعود أهتمامها بكتاب كانت قد قاربت على نسيانه"ثلاثية نيويورك للراحل بول أوستر" وعليه رسالة مكتوبة بخط اليد من عاشق سابق.
على الرغم من أن الرواية تقاوم الترتيب الزمني، إلا أنها تعود بالحياة إلى ما قبل الإنترنت في التسعينيات، وتنقلنا إلى جو جديد من التغيير في مطلع الألفية. في أربعة فصول تحمل أسماء جوانا ونيكي وأليخاندرو وبيرجيت، والعلاقات التي هزت وجود الراوي، ينقل القارئ إلى الماضي الواضح تماما كحالة الروح نفسها.
"التفاصيل" هي رواية هادئة ومكتوبة بشكل مثالي عن كوفيد، تموّه الجائحة بذكاء، وتقدم شكلًا عبقريًا لمعالجة القراء ممن هم غير مستعدين لقراءة روايات عن كوفيد. جينبيرج وجوزيفسون هما العسل والذهب الذي يبقى معك في الفصل الأخير من الكتاب. يعد هذا الكتاب الصغير الجميل وإحساسه الشديد بالتفاصيل الصغيرة للحياة بأكملها إضافة رائعة لأفضل روايات فيروس كورونا في هذا النوع.
مصدر المقال: