خريف نتنياهو.. أرض محروقة وخيارات مُرة
في خطوة تشبه التنقل على الأرض المحروقة، هدد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، غريمه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، بالانسحاب من مجلس الحرب والحكومة المصغرة، وتركه يواجه أعاصير المجتمع الإسرائيلي وحده، حال رفضه الالتزام بخطة واضحة لليوم التالي للحرب على غزة.
جانتس اشترط على نتنياهو 6 نقاط أساسية لما بعد حرب غزة، هذه الشروط هى: إعادة المحتجزين لدى حركة حماس، وإنهاء حكمها، وقطاع بلا سلاح، ووجود عسكري لقوات الاحتلال.
أراد جانتس ترسيخ الاحتلال أكثر، فطلب من نتنياهو إدارة أوروبية- أمريكية- فلسطينية للقطاع الفلسطيني من الأساس، والأهم هو النقطة المحورية للاحتلال، والتي يسعى إليها من قبل 7 أكتوبر، وهى التطبيع مع السعودية، والنقطة الأكثر إثارة للجدل في طلبات جانتس هى تجنيد "الحريديم"، الفئة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا، بدعوى ضمان قوة الجيش، وهو ما رفضه نتنياهو الذي رأى أن شروط جانتس تؤيده هو وليست حماس، ونتنياهو- حتى اللحظة- رافض لإتمام صفقة التطبيع مع السعودية مقابل إقامة دولة فلسطينية.
إيتمار بن غفير، الوزير المتطرف في حكومة نتنياهو، وصف جانتس بالبهلوان، في إشارة لمدى التوترات داخل مجلس الحرب وحكومة نتنياهو المتطرفة.
لُعبة نتنياهو
جانتس يعرف في لُعبته مع نتنياهو أن انسحاب حزبه "الوحدة الوطنية" لن يطيح برئيس وزراء الاحتلال، أو حتى يجبره على إجراء انتخابات مبكرة قد تزيح نتنياهو للأبد من المشهد السياسي الإسرائيلي، فنتنياهو واليمين المتطرف مسيطران على أكثر من نصف مقاعد الكنيست، في خطوة ستجعل كفة بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش راجحة.
ما يحدث في إسرائيل من انتظار للانتخابات المقبلة، والتي ستتم في أيام الحرب، حدث قبل ذلك في أكتوبر 1973، لكن الأوضاع في تل أبيب غير متوقعة، سواء في الداخل أو الخارج المهترئين، فنتنياهو يتصرف بناء على مصلحته الشخصية ويفضل المناورة طوال الوقت.
المحللون يرون أن الأوضاع في الداخل الإسرائيلي منقسمة بين نتنياهو وحلفه المتطرف، والجانب الآخر ملتف حول جانتس.
والمتابع للشأن الداخلي الإسرائيلي سيعرف أن نتنياهو في موقف معقد، إما التضحية بالمتطرفين والوقوع كفريسة في يد جانتس، أو التضحية به والتصعيد من نطاق المعارضة، وهو الحل الذي قد يختاره نتنياهو.