مدير مستشفى "العودة" يكشف تطورات الأوضاع بالتزامن مع قصف الاحتلال جباليا
كشف الدكتور بكر أبوصفية، مدير مستشفى العودة بشمال قطاع غزة، عن تطورات الأوضاع الحالية بالتزامن مع استمرار قصف الاحتلال الإسرائيلي مخيم جباليا ومحيط مستشفى كمال عدوان الذى يبعد بمسافة 600 متر عن مستشفى العودة.
وقال الدكتور أبوصفية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه منذ صباح اليوم ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بكل ما تحمله الكلمة، بالقرب من مستشفى كمال عدوان، أسفرت عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى والمصابين، وصل منهم إلى مستشفى العودة أكثر من 35 إصابة أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ وإصابات أغلبها بالغة أكثر من إصابة في أكثر من الجسم.
وتابع أبوصفية، "كطبيب جراح أجريت 4 عمليات حتى الآن، واضطررت لإجراء عمليتين جراحيتين في آن واحد، كل في غرفة، وكان معي مساعد واحد فقط، بالعملية الأولى أوقفت النزيف وتثبيت ما هو موجود وتركت معه المساعد لاستكمال العملية، ثم دخلت إلى العملية الأخرى وفتحت بطن المصاب الآخر لوقف النزيف وتركت أحد الممرضين معه، وعدت مرة أخرى للغرفة الأولى، وهكذا، وهذا ما يحدث معنا كثيرًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدار 8 أشهر".
وأوضح أبوصفية، أن قسم الجراحة العامة أجرى 4 عمليات، وجراحة العظام أجرت 6 عمليات، ودخلت 25 حالة مصابة إلى العناية وتحت المراقبة، وتم تحويل بعض الحالات إلى تخصصات أخرى بمستشفى كمال عدوان، وآخرون ذهبوا لمنازلهم بعد أن نالوا قسطهم من العلاج ولا تستدعي حالتهم البقاء داخل المستشفى.
أبوصفية: الاحتلال كان يستهدف الكوادر الطبية في الشمال وقضى عليهم بالترحيل أو الاعتقال
وحول قلة الكوادر الطبية حاليًا في قطاع غزة وتحديدًا بمنطقة الشمال، قال أبوصفية، إنه في شمال الوادي تبقى 4 مستشفيات فقط، وهي: كمال عدوان ومستشفى العودة في جباليا، والمستشفى الأهلي في غزة ومستشفى الصحابة للنساء والولادة وسط قطاع غزة، موضحًا أن عدد الجراحين قليل جدًا شمال قطاع غزة، موضحًا أن أغلب الكوادر رحلها الاحتلال لجنوب الوادي حين اقتحم المستشفيات، بجانب اعتقال عدد منهم.
وتابع أبوصفية: "نحن نحفر بالصخر، نعمل كل ما بوسعنا لشفاء جرحانا، هذا حالنا وقدرنا، ونحن نقبل بهذا الوضع، لأننا على قناعة أننا سننتصر، لأن الحق ينتصر مهما طال الزمن أو قصر".
ووجه أبوصفية، خلال تصريحاته لـ"الدستور"، رسالة إلى الوطن العربي قائلًا: "يجب على الأمة العربية أن تعلم جيدًا، بأن وجود دولة الكيان الصهيوني وسط الوطن العربي واحتلاله فلسطين هي ليست القضية، ليست القضية الأقصى وفلسطين فقط، ولكن قضية الوطن العربي الكبير الذى يجب ألا يتوحد، لأنه إذا توحد الوطن العربي سيحكم العالم، ولذا الغرب عرف ما يعمل، قسّم العالم إلى عالمين، والعين الأخرى على الجيش المصري والدولة المصرية التي يجب حمايتها بكل ما نملك، لأنه إذا وقعت مصر وقع العالم العربي للأبد ولو أي دولة عربية أخرى، وجغرافيًا إذا وقعت أي دولة عربية أخرى مكان فلسطين كان احتلها أيضا الاحتلال، لأن الهدف هو شرخ الوطن العربي ومنعه من التوحد وعلى الأمة العربية أن تعي ذلك وتفهم ذلك جيدًا، فالعدوان الحالي ليس فقط على الفلسطينيين بل عدوان على كل إنسان عربي من مشرقه لمغربه".