أسرة من قرية بشيت تكشف لـ"الدستور" عن تفاصيل تهجيرها وسر حرق الاحتلال لقريتهم
تمر اليوم الذكري الـ76 للنكبة الفلسطينية التي وقعت عام 1948، وتسبب في تهجير الآلاف الفلسطينيين بأنحاء العالم في مخيمات لجوء وغيرها.
وفي هذا السياق، كشف الدكتور عميد عوض، إخصائي جراحة الأوعية الدموية بمجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة، أحداث تهجير أسرته وأهله وقت النكبة عام 1948 من قرية بشيت بقضاء الرملة إلي قطاع غزة.
قال عوض في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، قرية بشيت قرية فلسطينية تقع جنوب الرملة، تتميز بالبساتين والحقول وجميع أنواع الفاكهة، وكان يوجد بها مسجد واحد بالقرية الصغيرة، بجانب وجود مقام ثلاثي القبب ينتسب لولي أطلق عليه الأهالي شيت، ويحيط فيها قرى المغار، قطرة والمسمية.
وأوضح عوض أن ملكية الأراضي في القرية قبل النكبة، 18.538 ألف دونم للفلسطينيين، وكان هناك 15 دونم أرض مشاع ولم يتسرب أي شي إلي الحركة الصهيونية آنذاك، مشيرا إلى أن القرية كان فيها مدرسة للذكور تأسست سنة 1921، وعام 1945 التحق بها 148 طالبا من الفلسطينيين.
وأشار عوض إلى أن أهل قرية بشيت تهجروا في جميع أنحاء الشتات، بعدما دخلت وقات الصهاينة وتدمرت البيوت وحرقتها بالكامل، مشيرا إلي أنها كانت عملية تطهير عرقي بالكامل، وبني بها سبع مستعمرات عام 1950.
وأضاف عوض أن أهل القرية اهتموا بالزراعة وتربية الدواجن وكانت الزراعة، وكان الأهالي يتميزون قطيبة القلب، وكانوا من الثوار.
وكشف عوض سبب تهجير أهالي القريبة عام النكبة، قائلا: وقعت هناك معركة كبيرة بقرية بشيت ما بين ثوار القرية وقوات الصهاينة، السيدات آنذاك باعت ذهبها لشراء السلاح، وتمكن أهالي القرية من قتل جنود صهاينة، وعقب الحادث تم اجتياحها بالكامل، وتم تهجير من هم فيها كليا منهم من ذهب لقطاع غزة، ومنهم قلة ذهبوا إلى الضفة الغربية.
وحول استقبال الأهالي آنذاك للمهجرين، قال عوض غزة لم يكن بها بيوت كثيرة، وكان يوجد بها مخيمات ولذلك المهجرين كلهم سكنوا تلك المخيمات، وكانت دورات المياه، وعقب ذلك بدأ الأهالي من خلال وكالة غوث في بناء منازل جديدة لهم، على الرغم من قلة فرص العمل نظرا للحجم الهائل من المهجرين، مستدركا: كما هو الحال اليوم في قطاع غزة واستمرار حرب الإبادة علي أهالي قطاع غزة.
والدي عاش النكبة والتهجير مرتين مرة عام 48 والأخري اليوم بحرب غزة النكبة الجديدة
ولفت عوض إلى أن والده عاش النكبة والتهجير مرتين، المرة الأولي كانت عام 1948، والمرة الثانية الآن بحرب الإبادة الحالية والتهجير من رفح إلى الزوايدة، متابعا: على الرغم من فرق السنوات وبعد 76 عاما من النكبة والتهجير مازال الشعب الفلسطيني يهجر من أرضه، لا يوجد شعب في العالم يهجر من بلاده ومن أوطانه ومن بيوته ومن ممتلكاته كما حدث مع الشعب الفلسطيني.
وحول حلم العودة، قال عوض الكل يحلم بالعودة إلي بلاده، المفتاح الخاص بمنازلنا موجود حتى اليوم تتوارثه الأجيال، مشيرا إلى أن خطة الصهاينة في النكبة أن كبار السن يموتون والصغار ينسوا في المستقبل حق العودة، وإخفاء كلمة لاجئين، متابعا: "لكن هذا الحلم والعودة في الدم ورضعناها من أمهاتنا في الصغر، فحلم الرجوع يراود الصغير قبل الكبير".
وأوضح عوض أن والده كان يسافر كثيرا من غزة إلى الضفة الغربية المحتلة، ويمر بقريته بشيت بالطريق وكان يتأملها كثيرا ويتأمل حدائقها وبساتينها، علي الرغم من إخفاء الاحتلال لكل معالم القرية وبناء المستعمرات، لكن والده كان يتأملها ويحلم بالعودة لها مرة أخرى.
وتابع عوض: "نحن شعب طالبين سلام وليس طالبين حروب نهائيا، السلام أهم شىء عندنا في حياتنا المعاصرة، خاصة أننا جميعا نريد العودة لمنازلنا ولكن بسلام وأمان دون حروب، أنا من الأبناء الذين لم يروا التهجير ولم أر بشيت ولكن أحلم بالعودة لها لأرى ما كان يرويه لنا والدنا، والحلم سوف يتحقق حتى لو بعد حين حتى ولو أحفادنا هم من سيحققوا الحلم بالسلم والمحبة والوئام وليس بالحروب".
وتابع عوض "الحروب أرهقتنا وشتتنا كثيرا، أنا اليوم مهجر بسبب الحرب الحالية، شقيقي الطبيب الآخر مهجر بمصر، باقي أشقائي ووالدي موجودين بغزة تهجروا مرتين والآن بالزوايدة، يعني مشتتين وهذا حال كل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وبصوت يملؤه التفاؤل والأمل "ولكن سوف نعود مرة أخرى ونبني قطاع غزة، وترجع حياتنا الحلوة، تعود مستشفياتنا وجامعاتنا ومدارسنا، ومساجدنا وكنائسنا، وهذا بدعم ومساندة رئيسنا الفخري عبدالفتاح السيسي بوطنيته وشهامته سوف تعود كل الأمور عن طريق مصر".