عميد "الدراسات الإسلامية": تاريخ الأزهرِ الشريفِ ومشايخه يزخر بالمواقف الخالدة
أكد الدكتور رمضان حسان، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بالقاهرة، أن مؤتمر الكلية نابعٌ من إيمانِنَا بدورِ بمشايخِ الأزهرِ الشريفِ في خدمةِ العلومِ الشرعيةِ والعربيةِ والعقيدةِ الإسلاميةِ، وصونِ التراثِ الإسلامي وحمايتهِ على مرِ العصور، فتاريخ الأزهرِ الشريفِ جامعًا وجامعةً، ودور مشايخِهِ في مختلفِ المجالاتِ يزخرُ بالمواقفِ الكثيرةِ الخالدةِ التي كانَ الأزهرُ فيها في مقدمةِ الأحداثِ، حاملًا مشاعلَ الهدايةِ والتقدمِ، صادعًا بالحق لا يخشى فيهِ لومةَ لائمٍ.
وأضاف أن مناقب ومآثر مشايخِ الأزهرِ الشريفِ وإِسْهَامَاتهم الفعالة في قضايا الأمةِ الشرعية والعربية لا يُنْكِرُهَا مُنْصِفٌ، سواءً كانتْ هذهِ الإِسْهَامَاتُ مباشرةً من خلالِ القراراتِ التي اتخذُوهَا في ضوءِ مَوَاقِعِهِمْ وَمَنَاصِبِهِمْ فيما يخصُ الأزهر الشريف ومُؤَسَّسَاتهِ، أو من خلالِ تلكَ الإِسْهَامَاتِ الأخرى غيرِ المباشرةِ من خلالِ مشاركاتِهِمْ العلميةِ في المؤتمراتِ واللقاءاتِ والندواتِ التي شاركوا فيها، أو من خلالِ تلكَ المقالاتِ والكتاباتِ العلميةِ المتنوعةِ في مجالِ العلومِ الشرعيةِ والعربيةِ والتربيةِ الروحيةِ والعقيدةِ، وكذلكَ من خلالِ مواقفِهِم المشرفةِ الناصعةِ في الدفاعِ عن قضايا الأمةِ والمحافظةِ على هُوّيَتِهَا وقيمِهَا وموروثاتِهَا في جميع المحافلِ والمناسباتِ.
وأوضح "حسان" أن كلية الدراساتِ الإسلاميةِ والعربيةِ تسعى إلى إبرازِ هذه المواقفِ الخالدةِ لتكونَ نبراسًا وإِشْعَاعًا للأمةِ في هذا الوقتِ الذي تعيشهُ لِتَسْتَلْهِمَ منهُ العظاتِ والعبرَ، ومن المؤسفِ أنْ يتعاونَ المأجورونَ على طَمْسِهَا وَإِخْفَائِهَا، وإنْ كانَ منهم من يريدُ أنْ يطفئَ نورَ اللهِ، فاللهُ متمُ نورِهِ ولو كرهَ المغرضونَ، مشيرًا إلى أن المؤتمر يتضمن أربعة محاور هي: المحورُ الأولُ: دورُ مشايخِ الأزهرِ الشريفِ في خدمةِ العلومِ الشرعيةِ، والمحورُ الثانِي: دورُ مشايخِ الأزهرِ الشريفِ في خدمةِ اللغةِ العربيةِ، والمحورُ الثالثُ: دورُ مشايخِ الأزهرِ الشريفِ في المحافظةِ على العقيدةِ الإسلاميةِ، والمحورُ الرابعُ: مشايخُ الأزهرِ وقضايا المسلمينَ.
وأضاف: أنه تقدم للمؤتمر ثمانونَ بحثًا، خضعتْ للحكمِ والتقييمِ من قِبَلِ اللجنةِ المختصةِ؛ فقُبِلَ منها خمسةٌ وستونَ بحثًا مَثَّلَتْ ستَ دولٍ هي: مصرُ ـ الجزائرُـ السعوديةُ ـ الإماراتُ ـ السودانُ ـ الكونغو.
وتناولت تلك البحوث جهودَ خمسةَ عشرَ شيخًا من مشايخِ الأزهرِ الشريفِ ودورَهُمْ الرائدَ في خدمةِ الشريعة الإسلاميةِ واللغةِ العربيةِ وقضايا الأمة، تمثلت في: دورِ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذ الدكتور أحمد الطيب التجديديِ وجهودِه في نشرِ ثقافةِ السلامِ والحوار ستةُ أبحاثٍ، وفضيلة مولانا الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود: سبعةُ أبحاثٍ، وفضيلة مولانا الشيخ جاد الحق: خمسةُ أبحاثٍ، وفضيلة مولانا الشيخ محمد الخضر حسين: أربعةُ أبحاثٍ، وفضيلة مولانا الشيخ المراغي: أربعةُ أبحاثٍ، وفضيلة مولانا الشيخ شلتوت: أربعةُ أبحاثٍ، وفضيلة مولانا الشيخ مصطفى عبد الرازق: أربعةُ أبحاثٍ، وفضيلة مولانا الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي ثلاثةُ أبحاثٍ، وفضيلة مولانا الشيخ عبد الرحمن تاج: بحثان، وفضيلة مولانا الشيخ الخراشي: بحثان، وفضيلة مولانا الشيخ عبد المجيد سليم: بحثٌ واحدٌ، وفضيلة مولانا الشيخ حسونة النواوي: بحثٌ واحدٌ، إضافة إلى البحوثِ العامةِ التي تَحَدَّثَتْ عن جهودِ شيوخِ الأزهرِ الشريفِ بصفةٍ عامةٍ ودورِهِمْ في القضايا العامةِ وموقفِهِمْ من القدسِ، ودورِهِمْ في التجديدِ وقضيةِ إصلاحِ التصوفِ من الداخلِ، وكذلكَ موقف شيوخِ الأزهرِ الشريفِ من بعضِ القضايا الطبيةِ الحديثةِ والقضايا التي تتعلقُ بالأسرةِ والمرأةِ.
وقدم "حسان" الشكر للحضور قائلًا: إِنَّهُ ليومٌ مشهودٌ تجتمعُ فيه تلكَ الكوكبةُ المتميزةُ من العلماءِ ليبرزوا دورَ وجهدَ مشايخِ الأزهرِ ومواقفَهُمْ الرائدةَ الخالدةَ في خدمةِ الشريعةِ الإسلاميةِ واللغةِ العربيةِ والقضايا العامةِ، يومٌ ازدانَ بِكُمْ كما تَزْدَانُ السماءُ بنجومِهَا، يومٌ أُضِييءَ بنورِكُمْ كما تُضِيءُ الظلماتُ بِبَدْرِهَا؛ فالشكرُ أولًا وآخرًا للهِ على نعمةِ الهدايةِ والتوفيقِ، ثم لفضيلةِ الإمامِ الأكبرِ فضيلةِ الأستاذِ الدكتورِ أحمد الطيب، شيخِ الأزهرِ الشريفِ، رَاعِي هذا المؤتمرِ الذي يشملُ الكليةَ دائمًا برعايتِهِ ودَعْمِهِ، ثم لفضيلةِ الأستاذِ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيلِ الأزهرِ الشريفِ، الذي لا يتأخرُ دائمًا عن تلبيةِ دعوةٍ وَلِدَعْمِهِ دائمًا للكليةِ، ثم لفضيلةِ الأستاذِ الدكتورِ سلامة جمعة داود، رئيسِ الجامعةِ، الذي أشهدُ أَنَّهُ يُحِب هذه الكلية حبًّا جمًّا، ولا يَتَأَخَّرُ أبدًا عن تلبيةِ دعوةٍ أو مد يدِ العونِ والمساعدةِ لها في أي وقتٍ تحتاجُهُ؛ ولا غَرْوَ في ذلكَ فهوَ ابْنُهَا البار، والشكرُ موصولٌ لكلِ من سبقني وتَقَلَّدَ عمادةَ هذه الكليةِ المباركةِ ولجميعِ منسوبِيهَا الطيبينَ المخلصينَ شيوخًا وشبابًا.