كنز مصرى بجزيرة الزبرجد يفتح أبواب التعاون العربى فى التعدين
الزبرجد هو أحد أنواع معدن الأوليفين، من مجموعة السيليكات وسيليكات الحديد والماغنيسيوم، ويتميز بلونه الأخضر المصفر الشفاف، ويتواجد في صورة بلورات داخل تجاويف الصخور الفوق قاعدية، المعروفة باسم الدونيت، التي تتكون أساسًا من الأوليفين، حيث تتفكك بلورات الزبرجد من الصخور الحاوية لها بفعل عوامل التعرية والتجوية، وتنساب مع الفتات الصخري المتجمع أسفل الكتلة الصخرية.
أماكن تواجد الزبرجد
وقال الدكتور حسن بخيت، الخبير التعديني، رئيس رابطة المساحة الجيولوجية، إن جزيرة الزبرجد (Zabargad Island) تقع جنوب شرق القصير بمنطقة البحر الأحمر بحوالي 340 كم، والمقابلة لرأس بناس.
جزيرة الزبرجد
وأوضح «بخيت» فى تصريحات لـ«الدستور»، أنه توجد في متحف المعهد السميثسوني الشهير في العاصمة الأمريكية قطعة كبيرة من الزبرجد المصري يزيد وزنها على 310 قراريط، مطالبا بوضع جزيرة الزبرجد على الخريطة السياحية والتعدينية فى مصر.
1300 قبل الميلاد
وأشار إلى أن جزيرة الزبرجد، أو جزيرة سانت جونز، تُعد أكبر مجموعة جزر في خليج الفول، البحر الأحمر، بجنوب مصر، وتغطي الجزيرة حوالي 4.50 كم²، وتعتبر من أهم وأقدم مصادر حجر الزبرجد في العالم، ويُعتقد أنها أول مكان اكتُشف فيه حجر الزبرجد، حيث كانت معروفة باسم جزيرة الزبرجد في مصر القديمة، وعُرف الزبرجد فيها منذ عام 1300 قبل الميلاد.
إجراء دراسة جيولوجية واستكشافية
كما اقترح الدكتور حسن بخيت إجراء دراسة جيولوجية واستكشافية تفصيلية لجميع جزر البحر الأحمر، وجعل هذا المشروع قوميًا تحت مظلة هيئة المساحة الجيولوجية المصرية (الثروة المعدنية حاليًا) بالتعاون مع بعض الجامعات، حيث من المؤكد أن هذه الدراسات ستؤدي إلى نتائج مثمرة.
وأضاف أن الزبرجد السعودي تم اكتشافه لأول مرة في المملكة العربية السعودية عن طريق الصدفة، عندما وجد أحد الحجاج القادمين على طريق زبيدة عينة كبيرة منه، ويُرجح أنه أهداها إلى الخليفة هارون الرشيد، استنادًا إلى هذا الاكتشاف، اتخذ قرار للبحث عن الزبرجد في المملكة.
الزبرجد فى السعودية
كما تم تسجيل أول تواجد للزبرجد في المملكة عام 1975م، عندما عُثر على بعض القطع منه متناثرة بالقرب من إحدى فوهات البراكين في المدينة المنورة، حيث تم مسح 111 فوهة بركانية في المملكة حتى عام 1984، حيث عُثر على بعض البلورات على قمم بعض البراكين بكميات لا تسمح بالاستغلال التجاري، ولاحقًا، تم التركيز على البحث في حرات البراكين المحيطة بهذه القمم، وتم العثور على كميات أخرى منه عام 1997 باستخدام الطائرات المروحية، وتمركز البحث على فوهة بركان جبل الصخيرة بحرة كشب، جنوب شرق المدينة المنورة، وبدأ استقصاء محتواه الاقتصادي باستخدام المعدات الثقيلة وحفر الخنادق العميقة لسبر أغوار هذا البركان الخامد.
وأكد رئيس المجلس الاستشاري العربي، أنه لابد من إعداد مشروع مشترك يشمل مصر، السعودية، والسودان، من خلال بعثة استكشافية مشتركة لدراسة جميع المواقع المحتملة التي تحتوي على الأحجار الكريمة في الدول الثلاث، نظرًا لأن هذه الدول تتشارك في الدرع العربي النوبي الذي يتميز بخصائص جيولوجية متشابهة، فإن التعاون المشترك في هذا المجال يوفر فرصة كبيرة للاستفادة من الخبرات المتبادلة، مما يسهم في توفير الجهد والمال والوقت.