عالم أزهرى: القيم الأخلاقية عنصر أساسى فى تنظيم سلوكيات الناس
أكد الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، أنَّ صاحب الخلق الحسن له فضل كبيرٌ، وأجرٌ عظيمٌ؛ فعن جابر بن عبدالله، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللَّه، صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «إنَّ من أحبكم إلىَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا..» [رواه الترمذي]، ولقد اهتم الإسلام بالقيم الأخلاقية وغرسها في المجتمع كعنصر أساسي في تنظيم سلوكيات الناس وتحديد معالم الشخصية؛ بما ينعكس إيجابًا على تعزيز القيم الإيجابية والحسنة بين الناس، ونبذ القيم السلبية والسيئة التي من شأنها الإضرار بالأخلاق.
وتابع «عمارة»، خلال خاطرة صلاة العصر بمسجد المغفرة بمدينة السادات، أنّ القيم الأخلاقية تُعرف بأنّها مجموعة من المبادئ والقواعد التي تنظم السلوك الإنساني، وتحدد العلاقات بين الأفراد، وتعتبر عنصرًا حاسمًا في تقدم الأمم أو تأخرها، وغياب القيم الأخلاقية أو تدهورها يؤدي بالضرورة إلى تصدع المجتمع وانهياره وتداعيه، وقد عبّر أمير الشعراء أحمد شوقي عن العلاقة بين الحضارة والأخلاق بقوله: "إنّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت فإِن هُمُ ذهبت أخلاقُهُم ذهبُوا".
وقال إنَّ القيم الأخلاقية يبدأ ترسيخها في نفوس الأبناء من الأسرة؛ فهي مدرسة القيم المجتمعية الأولى في المجتمع، وهي النواة التي تساعدنا على غرس جميع القيم والأخلاق، لأنها اللبنة الأولى في تكوين المجتمع، فإذا صلُحت هذه اللبنة صلُح المجتمع وتحققت أول عوامل نهضته وتقدمه، ثم يأتي بعد ذلك دور المعلم والمدرسة بمثابة الدور التكميلي لما يرسخه الوالدان في نفوس أبنائهما، فاللهم اهدنا لأحسن القيم ومكارم الأخلاق.
الجدير بالذكر، أن الدكتور صفوت عمارة من علماء الأزهر، ومن أصحاب الفكر المستنير، وله العديد من الدروس العلمية والمجالس الدينية والفقهية.