البحر أمامهم ونيران الاحتلال خلفهم.. شاطئ خان يونس "الملاذ الأخير" لأهالى غزة (صور)
في نزوحهم الرابع، كشف الفلسطينيون أكاذيب إسرائيل للعالم، التي ادعت إجلاء الفلسطينيين من رفح إلى مناطق آمنة ومجهزة في منطقة المواصي الساحلية قرب مدينة خان يونس، لكن بعد نزوحهم اكتشف الفلسطينيون أن المنطقة مكتظة بالسكان ولا يوجد بها أي وسائل من سبل الحياة البدائية.
مفاجآت قاتمة فى المواصى.. رفح تكشف أكاذيب إسرائيل للعالم
وحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، فإنه بعد مرور أكثر من 7 أشهر على الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، بدأت الفوضى في الارتفاع، وكذلك الأسعار، فيمكن أن تتكلف الخيمة، وهي المأوى الأساسي، 1000 دولار، ويمكن أن تبلغ تكلفة الرحلة من مدينة رفح الجنوبية، التي تقع الآن في مرمى إسرائيل، إلى منطقة المواصي الآمنة المعلنة، 270 دولارًا، والتي كانت تكلف حوالي 13 دولارًا قبل الاجتياح الإسرائيلي لرفح، ويفرون من رفح المكتظة ليجدوا منطقة المواصي الآمنة نفسها مكتظة وقذرة، وغير مناسبة لأي حياة.
وقال أبوعمارة: "لا توجد دورات مياه مناسبة، ونبقى على الرمال والتراب، فلا يوجد خيام خالية، ولا مكان خالٍ لأي مكان لخيمة جديدة".
وأفادت الوكالة الأمريكية بأن ما لا يقل عن 300 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ الإثنين الماضي، وفقًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي حذر المواطنين بضرورة الفرار من رفح قبل هجوم متوقع يستهدف كبار قادة حماس، وآلاف المقاتلين المتبقين، والأنفاق، ويعتقد أيضا أن هناك نحو 130 محتجزًا إسرائيليًا تحتجزهم حماس منذ أكتوبر، وتقول إسرائيل إنها حريصة على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين في عملية تعارضها بشدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرون.
وأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، بالمزيد من عمليات الإخلاء من الأجزاء الوسطى من رفح، في إشارة إلى نيته توسيع العملية العسكرية، بما في ذلك وسط المدينة وإجبار الفلسطينيين على النزوج إلى شواطئ خان يونس.
ويقول الفلسطينيون ومنظمات الإغاثة إنه بعد كل هذا الدمار لا يوجد أي مكان آمن في غزة، وإن منطقة المواصي الساحلية قرب خان يونس غير مجهزة لإرسال مئات الآلاف من الأشخاص.
وتساءل هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "كيف يمكن نقل هذا العدد الهائل من السكان، بمن في ذلك الأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية، على الطرق المدمرة، في المناطق الملوثة بالأسلحة؟".
وقال: "هل هذه المناطق مجهزة بما يلزم لضمان بقاء العائلات على قيد الحياة؟ فهل سيتم توفير الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية، وقبل كل شيء الأمن والسلامة؟".
ووفقًا لوكالات الأمم المتحدة، تفتقر مواقع إعادة التوطين إلى المرافق الأساسية، مثل المراحيض المناسبة ونقاط الوصول إلى المياه وأنظمة الصرف الصحي والمأوى المناسب.
وأكدت الوكالة الأمريكية أن المواصي عبارة عن منطقة قاحلة من الساحل والكثبان الرملية في جنوب غرب غزة، وقد صنفتها إسرائيل "منطقة إنسانية" بعد بدء الحرب، وطلبت من السكان الفارين من القتال في الشمال الذهاب إلى هناك، ولكن يبدو أن المنطقة كانت مكتظة بالفعل وتفتقر إلى أساسيات الحياة الآدمية.
وتابعت: إنه بعد أوامر الإخلاء الأخيرة حول رفح، داهمت الحشود المستودعات التابعة لمنظمات الإغاثة ووزارة الشئون الاجتماعية التي تديرها حماس، واستولوا على الخيام والإمدادات الأخرى، ما أدى إلى تفاقم الوضع ونشر الفوضى.
وعاد البعض ممن غادروا رفح إلى خان يونس، وهي المدينة التي انسحبت منها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أبريل بعد أسابيع من العملية، مخلفة وراءها دمارًا واسع النطاق، ولجأ السكان إلى المأوى تحت أسطح منازلهم القديمة المتضررة، أو نصبوا الخيام وسط كتل من الرماد المحطمة وقضبان التسليح الملتوية.
وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إن النازحين حاولوا أيضًا إعادة أطفالهم إلى المدارس في خان يونس، ليجدوا أن الفصول الدراسية أصبحت رمادًا، كما قالت المجموعة على قناة "X": "لقد تحطمت الجدران.. هناك أنقاض في كل مكان".