زين عبد الهادي: نتاج جمال الغيطاني الأدبي شكل رؤية مدهشة لتاريخ المصريين
جمال الغيطاني، عاشق تراب مصر، الروائي والكاتب الصحفي والمراسل الحربي، مؤسس أخبار الأدب التي قدمت العشرات من المواهب الأدبية والإبداعية.
وعن ذكرياته مع جمال الغيطاني، وأولي لقاءاته به، كشف الكاتب والأكاديمي دكتور زين عبد الهادي، أستاذ علم المعلومات وتاريخ المعرفة والروائي، في تصريحات خاصة لــ "الدستور" ملامح من هذه الصداقة.
جمال الغيطاني روح أدبية ووطنية من طراز رفيع
وقال كان جمال الغيطاني روحا أدبية ووطنية من طراز رفيع، وستظل أعماله تضيئ المكتبة العربية، هذه الأعمال التي ضرب الغيطاني بحسه الأدبي والفني الرفيع بها في جذور الروح والهوية المصرية الخالصة.
علاقة قديمة للغاية
واستهل “عبد الهادي” حديثه قائلا: علاقتي بالغيطاني قديمة للغاية، كنت قد قرأت عملين له قبل أن نلتقي، هما، أوراق شاب عاش منذ ألف عام، والزيني بركات، الأولى قرأتها وكنت في الثانوية، والثانية أظن كانت في بداية الثمانينيات، وحين استقر بي المقام في القاهرة في بداية التسعينيات سألت الناقد الرياضي الشهير الكابتن “شوقي حامد” وكان يعمل في الصفحة الرياضية في الأخبار، وله علاقة قديمة بجمال الغيطاني من أجل أن أتحدث مع جمال الغيطاني وأعطيه مسودة روايتي الثانية “التساهيل”.
لقاء بترتيب مسبق ونصائح في بداية الطريق
وتابع رتب الكابتن شوقي للقاء وكان لقاءا إنسانيا مفعما بالمودة تبادلنا، فيه الحديث عن أعماله ورؤيته للرواية العربية وكان ذلك في مكتبه في أخبار الأدب، وبعد أسبوعين من ذلك اللقاء انصل بي ونصحنى بنشرها في الهلال، ولأسباب تعثر النشر بالهلال نشرتها في هيئة الكتاب، وساعدني على ذلك الكاتب المسرحي الراحل محمد الفيل ولم يستغرق الأستاذ والكاتب الكبير “وحيد عبد المجيد” يومين للموافقة على نشرها، بينما دار الهلال في ذلك الوقت كانت متخمة بأعمال شهرية تصدر بالتناوب بين كتاب عرب ومصريين.
وأوضح "عبد الهادي": وعلى الرغم من أن التقارير كانت في صالح الرواية لكنني بعد عامين من الانتظار امتلات باليأس ككاتب شاب ونشرتها بالهيئة ومع ذلك ظلت علاقتي بجمال الغيطاني باقية بعد ذلك لسنوات طويلة، كان قد عمل رئيسا لمكتبة القاهرة الكبرى وكانت اتصالاتنا لا تنقطع، للحديث عن المكتبة وعن أعماله الجديدة.
اتصل بي لتهنئتي على روايتي "أسد قصر النيل" قبل رحيله بعدة أسابيع
واستكمل "زين" حديثه عن جمال الغيطاني لافتا إلى أتذكر أيضا أنه اتصل بي لتهنئتي على روايتي “أسد قصر النيل” وكان ذلك قبل رحيله بعدة أسابيع ووعدني بالكتابة عنها، لكن القدر لم يمهله، قرأت له المقتبس من عودة ابن إياس وهداية أهل الورى لبعض ما جرى بالمقشرة ونثار المحو وغيرها.
لقد أمسك جمال الغيطاني في تلابيب العصر المملوكي ومتعنا بتلك الحكايات التي أعدها بعد أن اهتدى لطريقة وزمن خاصين به في الكتابة الروائية، وشخصيا أعد نتاج الغيطاني الأدبي هو نتاج رؤية مدهشة لتاريخ المصريين وكان مفتونا بالماضى وسار على منوال نجيب محفوظ.