اعتقالات فورية ومداهمات واسعة.. بريطانيا تبدأ ملاحقة اللاجئين وترحيلهم إلى رواندا
بدأت الحكومة البريطانية خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا بشكل قسري، فقد احتجزت وزارة الداخلية المجموعة الأولى من المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا، ومن المقرر أن تنطلق الرحلات الجوية في بداية يوليو المقبل.
وأكدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، يتمسك بخطط ترحيل المهاجرين إلى رواندا قبل يوم واحد من الانتخابات المحلية التي تنطلق غدًا وتهدد مصير سوناك، وكذلك حزبه المحافظين نظرًا لأهمية الانتخابات البلدية في تحديد مستقبل الانتخابات العامة البرلمانية.
بريطانيا تحتجز اللاجئين لترحيلهم إلى رواندا
وأشار التقرير البريطاني إلى أنه بعد أسبوع من حصول مشروع "قانون سلامة رواندا" المثير للجدل الذي قدمه ريشي سوناك على الموافقة الملكية، قالت الحكومة إن المرحلة الأولى من الاعتقالات جارية وبدء عمليات الترحيل الجوية.
وقال جيمس كليفرلي، وزير الداخلية البريطاني إن فرق إنفاذ القانون تعمل بوتيرة سريعة لاحتجاز الذين ليس لهم الحق في التواجد في بريطانيا كجزء من المخطط "الرائد" للحكومة، مشيرًا إلى أن هذا عمل معقد، لكن الوزارة لا تزال ملتزمة تمامًا بتفعيل السياسة، وإيقاف القوارب وكسر نموذج أعمال عصابات تهريب البشر.
من جهتها قالت رئاسة الوزراء إن الاعتقالات "جزء مهم" في بدء تسيير الرحلات الجوية للمهاجرين إلى رواندا، مشيدًا بتحرك وزارة الداخلية السريع والفوري عقب سريان القانون وتطبيقه رسميًا.
وقال السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء: "ليس هناك يوم نضيعه عندما يموت الناس في البحر، حيث يقتحم الناس بلدنا في نهاية المطاف، لذا نريد التحرك بأسرع ما يمكن"، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء سيتحرك بأسرع ما يمكن وثابت على موقفه.
من جانبه قال مدير إنفاذ القانون في وزارة الداخلية إيدي مونتغمري إن فرقهم التشغيلية المتخصصة مدربة تدريبًا عاليًا ومجهزة بالكامل للقيام بنشاط الإنفاذ الضروري بالسرعة وبأكثر الطرق أمانًا، مشيرا إلى أنه من المهم أن يتم الإبقاء على التفاصيل التشغيلية عند الحد الأدنى، لحماية الزملاء المشاركين والمحتجزين، وكذلك ضمان قدرتهم على تنفيذ هذه العملية واسعة النطاق في أسرع وقت ممكن.
انتقادات حادة لترحيل بريطانيا اللاجئين إلى رواندا
وقال إنفر سولومون، الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين، إن الاعتقالات تسبب الخوف والضيق والقلق الشديد بين الرجال والنساء والأطفال الذين فروا من الحرب والاضطهاد للوصول إلى الأمان في المملكة المتحدة.
وأضاف سولومون "الأطفال يرسلون رسائل إلى موظفينا وهم مرعوبون من أن وضعهم المتنازع عليه في السن سيعرضهم لخطر الترحيل إلى رواندا، فقد شهدنا أيضًا تدهورًا في الصحة العقلية ورفاهية الأشخاص الذين نعمل معهم في نظام اللجوء".
وسبق أن قالت وزارة الداخلية إن سلسلة من العمليات جرت في جميع أنحاء البلاد هذا الأسبوع، ومن المقرر تنفيذ المزيد من الأنشطة في الأسابيع المقبلة.
ولم يذكر المسئولون بعد عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم أو مكان احتجازهم.
وجاءت عملية الاعتقال بعد أن دفعت الحكومة لطالب لجوء مرفوض حوالي 3000 جنيه إسترليني للانتقال طوعًا إلى رواندا.
وبجانب اتفاقية الترحيل المثيرة للجدل التي أبرمتها الحكومة البريطانية مع رواندا، وضعت الحكومة خطة تمكنها من دفع حوالي 3000 جنيه إسترليني لطالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم مقابل ذهابهم طواعية إلى رواندا.
وقالت الحكومة إنه سيتم إجراء المزيد من الاعتقالات في الأسابيع المقبلة.
من جهته وعد حزب العمال بعدم ترحيل أي شخص إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا إذا أصبح السير كير ستارمر رئيسًا للوزراء، مع تحويل الأموال المخصصة للاجئين إلى خطط إنفاذ الحدود واتفاقية العودة مع الاتحاد الأوروبي، لكن شخصيات بارزة في حزب العمال قالت إن الحزب يدرس الإبقاء على مخطط رواندا حتى يتم الاتفاق على سياسة الإرجاع الخاصة به.