وفاة الكاتب بول أوستر مؤلف "ثلاثية نيويورك" عن عمر 77 عامًا
توفي الكاتب بول أوستر، اليوم الثلاثاء، بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، عن عمر يناهز 77 عامًا، حسبما أعلن صديقه المؤلف جاكي لايدن لصحيفة ذا جارديان البريطانية.
وكتب أوستر أكثر من 30 كتابًا خلال حياته المهنية واكتسب مكانة مرموقة بين الأدباء في الثمانينيات والتسعينيات، وعبرت رواياته عن قصصًا وجودية عن الغرباء، وحققت نجاحًا خاصًا في أوروبا.
وفي مارس 2023، أعلنت زوجة أوستر، المؤلفة سيري هوستفيدت، أنه تم تشخيص إصابته بالسرطان.
وقد نشأ أوستر، وهو ابن مهاجرين يهود بولنديين، في ولاية نيوجيرسي، ثم انتقل لاحقًا إلى نيويورك للالتحاق بجامعة كولومبيا، بعد تخرجه، أمضى أربع سنوات في فرنسا، حيث أصقل مهنته ككاتب.
عن حياة الكاتب بول أوستر
وُلد المؤلف في نيويورك، نيوجيرسي، عام 1947، وصرح أوستر في أحد لقاءته، بانه بدأ حياته الكتابية في سن الثامنة، وأثناء المشي لمسافات طويلة خلال معسكر صيفي، حينما كان يبلغ من العمر 14 عامًا، شهد أوستر صبيًا على بعد عدة أمتار منه يصاب بصاعقة ويموت على الفور، وهو الحدث الذي قال عنه إنه "غير حياته تمامًا" وأنه كان يفكر فيه "كل يوم"، وكان له أثرًا كبيرصا في كتابته لاحقًا.
ودرس أوستر في جامعة كولومبيا قبل أن ينتقل إلى باريس في أوائل السبعينيات، حيث عمل في مجموعة متنوعة من الوظائف، منها الترجمة، وعاش مع صديقته، الكاتبة ليديا ديفيس، التي التقى بها أثناء وجوده في الجامعة، وفي عام 1974، عادوا إلى الولايات المتحدة وتزوجوا.
وفي عام 1977، أنجب الزوجان ابنًا اسمه دانيال، لكنهما انفصلا بعد فترة وجيزة.
روايته الشهيرة “اختراع العزلة”
وفي يناير 1979، توفي والد أوستر، صموئيل، وأصبح هذا الحدث بمثابة البذرة لمذكرات الكاتب الأولى، تحت عنوان "اختراع العزلة" التي نُشرت في عام 1982، كشف أوستر فيها أن جده لأبيه قُتل بالرصاص على يد جدته، التي تمت تبرئتها على أساس أنها تعاني من الجنون.
وجاءت انطلاقة أوستر مع نشر روايته "مدينة الزجاج" عام 1985، وهي أول رواية في ثلاثية نيويورك، حيث جاءت الروايات تضم قصص غامضة، استخدم أوستر هذا النموذج من السرد لطرح أسئلة وجودية حول الهوية، وحول هذه الروايات، كتب الناقد وكاتب السيناريو ستيفن شيف عنه: "كلما زاد (محققو أوستر) من مطاردتهم الغريبة، كلما بدا أنهم في الواقع يطاردون الأسئلة الكبرى".
وفي عام 2017، نشر أوستر رواية 4321 المكونة من 866 صفحة، والتي عبرت المجتمع الأمريكي من خلال حياة رجل عادي، آرتشي فيرجسون، وقيل إن المؤلف اعتبرها تحفة فنية، على الرغم من أنها تلقت آراء متباينة من النقاد.