التفاصيل الكاملة للحملة الموجهة ضد العارف بالله السيد البدوي
تسبب الفيديو الذي قامت به إحدى "اليوتيوبرز" الشهيرات والذي تناولت فيه الحديث عن العلاّمة العارف بالله أحمد البدوي، في موجة غضب من المواطنين والقيادات الإسلامية، وكذا الطرق الصوفية، لما اعتبروه حملة موجهة تقوم بها هذه الإعلامية ضد أولياء الله الصالحين إذ تضمن الفيديو معلومات تشكك في ولاية الشيخ وكراماته التي عرفها عنه المصريون وهم دائمي التبرك بها.
الشيخ أحمد ترك: ادعاءات الحركة الوهابية
ردًا على ذلك قال الشيخ أحمد التركي من علماء الأزهر الشريف في حديثه لـ"الدستور" إن كل ما يرّوج ضد الشيخ العارف بالله الإمام السيد البدوي إنما هي أمور عارية تمامًا من الصحة مشيرًا إلى أن هذه الادعاءات إنما ترجع إلى الحركة الوهابية التي تحاول تشويه صورة أولياء الله الصالحين، مدعية أن التبرك بهم يعد شركًا، وأوضح أن ذلك أمرًا أبعد ما يكون عن الحقيقة.
وتابع ترك أن المصريون بطبيعتهم أذكياء فقد مرّ عليهم عبر التاريخ مئات الشخصيات التي ادعت أنها من أصحاب الولاية والكرامات من بينها فترة حكم الفاطميين ولكن لم يلتفت المصريون إلى هذه الشخصيات ولم يلقوا لها بالًا، إلا أنهم لماذا خصوا البعض ومنهم السيد البدوي وغيره من الشخصيات في التبجيل وإقامة المقامات على قبورهم، وهو ما يعني أنهم بالفعل قد رأوا هذه الولاية عليهم ووثقوا فيهم.
وأوضح الشيخ أحمد أن المصادر التاريخية الإسلامية الموثوق فيها تؤكد ولاية السيد البدوي وكراماته، ودوره الديني والاجتماعي الذي جعل مقامه إلى اليوم يتبارك به آلاف المسلمون موضحًا أن المسلم مؤمن بطبعه وعندما يتبرك بأولياء الله ليس المقصود من ذلك أنه يلجأ إليهم في الدعاء ويطلب منهم أن يلبوا لهم ما دعا به، إلا أنه يبجلهم ويتبرك بأماكن تواجد قبورهم ويدعوا الله الواحد الأحد.
كما أكد عالم الأزهر أن أغلب "اليوتيوبرز" يفتقدون المعلومات التاريخية ويلجأووا إلى استقاء المعلومات من شبكة الإنترنت، ولا يرهقون أنفسهم في البحث الدقيق للحصول على المعلومة الصحيحة، مما ينتج عنه انتشار هذه الادعاءات والتي مع الأسف تطيل أولياء الله الصالحين.
رد قاطع لمفتي الجمهورية
وفي رد قاطع على ما أثير حول العارف بالله السيد البدوي قال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن السيد البدوي رضي الله عنه هو من الأولياء الذين عمّر الله بهم البلاد، وزكّى بهم العباد، إذ أنه ومنذ حلَّ في طنطا عام 634 من الهجرة النبوية الشريفة بدأت تعمر محلتها، وتزداد شهرتها، وتكثر أبنيتها، وتتسع عمارتها، موضحًا أنه عندما وطدت قدماه مدينة طنطا أصبح يقصدها القُصَّاد، ويرتادها الرواد، ويأتيها الزوار والعُبّاد، فازدهت عمرانًا بشريًّا، وأصبحت مركزًا تجاريًّا، وكذلك مزارًا إسلاميًّا يُقصَدُ للاحتفال بالمولد النبوي فيه من جميع الأنحاء، وتُشَدُّ له الرحال من سائر الأرجاء؛ وصار ذلك.
وتابع أنه يعد من بركات السيد البدوي على طنطا أن المدينة أصبحت بقدومه إليها بلدًا علميًّا ومعهدًا قرآنيًّا، كما أصيح تدريس القرآن والعلم فيها أساسيًا، وازدانت المدينة وقت وجوده فيها بالعلماء والقُرّاء بريقًا، لتنشأ فيها حركة علمية، ومنظومة تعليمية، ومدرسة قرآنية، كما صار فيها الجامعُ الأحمديُّ شقيقًا للجامع الأزهر، وتخرّج منه كبارُ الفقهاء وأعاظم القُرّاء الذين تربعوا على عرش القراءة القرآنية؛ بحيث اشتهر بين علماءِ مصرَ قولُهم: «العلم أزهريٌّ، والقرآنُ أحمديٌّ".
ردّ الطرق الصوفية
ومن جانبه أكد المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن شهادة مفتي الجمهورية تمثل ردًا حاسمًا على المخالفين، حيث أكد المفتي أن العارف بالله أحمد البدوي هو من فروع الشجرة النبوية، ويعد من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة.
وتابع أنه قد اتفق على إمامة العارف بالله أحمد البدوي الأكابرُ والأصاغر، وترجم ذلك المؤرخون، والعلماء وكذلك الحٌفاظ والفقهاء في كل القرون، بل ولم يختلف أحدٌ في فضله، ولا نازع عالمٌ في شرفه ونُبْلِه.
وأضاف أنَّ الناظر في سيرته عند أهل العلم لا يجد عالمًا ولا مؤرخًا إلّا ذكرَه بالسيادة، وكريم الإشادة، كما أنه لا يطالع أحد على سيرته إلّا مدْحَ شجاعتِه، ووصْفَ نجدته وفتوَّتِه، والثناءَ على كرمه وسماحتِه، وكذا الدعاءَ بنيل بركتِه والانتفاع بزيارته ومحبتِه.
وفي السياق قرر المجلس الأعلى للطرق الصوفية في بيان له، اتخاذ إجراءات قانونية تجاه المسيئين، وإطلاق حملة توعوية وتعريفية بالتصوف وأئمته وأقطاب الطريق، موضحا احتفاظه بحقه في الرد على كل من أساء إلى الولي الصالح أحمد البدوي.