خبير تربوي: المهام الأدائية بالمرحلة الابتدائية ضرورية لتقييم الأداء لكنها تحتاج لبعض المعالجات
حالة من الجدل حول المهام الأدائية لطلاب المرحلة الابتدائية بعدما خرج العديد من أولياء الأمور بشكاوى تجاهها، مشيرين إلي أنها أصبحت عبئًا عليهم نظرًا لاستغلال بعض المدرسين لها في الدروس الخصوصية بزيادة عدد الحصص وتنفيذ ملازم خاصة بها.
وقال بعض أولياء الأمور إن العديد من الطلاب لايفهمونها بشكل كافي ويشعرون برهبة تجاهها مثلها مثل الامتحانات الشهرية. هذا إلى جانب عدد الدرجات الكبير الموضوع لها، وتساءل بعضهم حول ضرورتها مطالبين بأهمية وضع حلول لآليات تنفيذها حتى تجني ثمارها دون التأثير السلبي عليهم وعلى أطفالهم.
تحقيق الأهداف التعليمية
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية جامعة عين شمس، للدستور أن المهام الأدائية وظيفتها تقييم المنهج، فهي تعمل على قياس أداء الطالب في تحقيق الأهداف التعليمية التي على أساسها تم وضع المحتوى التعليمي له. مضيفًا أنها جزء هام لتقييم الطالب دراسيًا للتأكد من مدى تحقيق وظيفة المادة العلمية التي يتناولها، فهناك أهداف تعليمية ومهارية لكل مادة علمية ووظيفة المهام الأدائية هي قيام الأهداف المهارية.
وأكد (عبدالعزيز) أن المشكلة في المهام الأدائية تكمن في شقين، هما أن الكتاب الدراسي مصمم بشكل غامض، كما أن المعلمين لم يتدربوا عليها بالدرجة الكافية وبالتالي أصبح كل مدرس يجتهد لشرحها للطلاب، مشيرًا إلى أنه لهذا السبب أرسلت الوزارة في العام الماضي نماذج إجابة للمهام الأدائية للمعلمين من أجل توضيح طريقة حلها، لكنها غير واضحة بشكل كافي.
وقال (عبدالعزيز) إن الطلبة بالمدارس غير مستوعبين للمنهج بشكل جيد، وبلا شك يوجد مشكلات في منهج المرحلة الابتدائية وخاصة الصف الرابع الابتدائي سواء في المادة العلمية الخاصة به أو المعالجات الفنية لها وكل هذا يترتب عليه مشكلات في عمليات التقييم. مؤكدًا أن المهام الأدائية ليست "فزورة" أو أداة لوضع تعقيدات للطالب، بل وظيفتها هي تقييم أداء الطالب للتأكد من فهمه للمادة العلمية التي درسها، لذلك لا يجوز تركها مفتوحة لكل مدرس لتنفيذها كيفما شاء.
أما عن الحلول لهذه المشكلة، فأردف أستاذ العلوم والتربية جامعة عين شمس أنه يتمنى وجود إجراءات على أرض الواقع من الوزارة التعليمية من خلال استخدام التغذية الراجعة (Feedback) عن طريق معرفة ردود أفعال أولياء الأمور والمدرسين ووضع اليد على المشكلات والعمل على حلها. مسترشدًا بأن المهام الأدائية خطوة هامة لقياس الجانب المهاري للمُتعلِم وهو ما يُعد توجهًا عالميًا، لذلك يجب حل المشكلات المتعلقة بها ليس بإلغائها بل بوضع كيفية للتعامل معها.
إعادة الصياغة
اقترح أستاذ العلوم والتربية ضرورة إعادة صياغة المنهج بشكل آخر بالإضافة إلى تدريب المعلمين على المهام الأدائية، ويمكن تسهيل ذلك من خلال استخدام القنوات التعليمية لتجنب التكلفة العالية في التدريب العادي لهم، وذلك مع ضرورة الاستمرار في مد المدرسين بتدريبات عليها. وأكد أستاذ العلوم والتربية على وجود خلل في أداء العملية التعليمية مشيرًا إلى أنه من الأفضل وضع نموذج للتعامل مع المهام الأدائية في كتاب دليل المعلم الذي يمد المدرس بكافة الخطوات التي يلجأ لها في التدريس.
وألمح (عبدالعزيز) إلى ضرورة إعادة النظر في معالجة فنيات المادة العلمية وأساليب التقويم الموجودة حاليا في المرحلة الابتدائية، وذلك لأن هناك ثغرة في العملية التعليمية يجب حلها. موضحًا أن هناك بعض المدرسين يوفرون حصصًا بالدروس الخصوصية وملازم خاصة بالمهام الأدائية وهو ما يشكل عبء على أولياء الأمور لكن هذا الأمر شيئًا منطقيًا فالمهام الأدائية هي واقع فرض نفسه على المعلم والطالب وأولياء الأمور، والسبب في ذلك هو الثغرات الموجودة داخل المنهج، ولابد من حلالها على الفور لأنها تشكل عبء على أولياء الأمور وتضر الطلاب نفسيًا في المقام الأول.
وأنهى أستاذ العلوم والتربية جامعة عين شمس، حديثه للدستور قائلًا: "نحن لا نحمل عبئًا على وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الحالية لأن هذا الأمر قائم منذ فترة، لكنني أتمنى أن يتم إعادة النظر للمحتوى التعليمي في المرحلة الابتدائية وحل مشكلة المهام الأدائية ليس بإلغائها بل بإعادة المعالجة الفنية لها."