تفشى فى "تيمور الشرقية".. هل ينتشر داء الكلب فى مصر؟
حالة من الذعر تسبب فيها البيان الأخير لمنظمة الصحة العالمية، والذي تم الإعلان فيه عن تفشي داء الكلب فى دولة تيمور الشرقية، وذلك بعد الإبلاغ عن إصابة الكثير من الحالات.
منظمة الصحة العالمية أوضحت أن حكومة تيمور الشرقية (إحدى دول شرق آسيا) أبلغت فى 22 مارس 2024 عن أول حالة إصابة بشرية مميتة لداء الكلب، وأوضحت أن الحالة انتقلت من منطقة باسابى الفرعية أويكوس، وأن لها تاريخًا من عضة الكلاب في 26 ديسمبر 2023، إلى مركز صحي محلى فى 20 مارس، وتوفيت فى 22 مارس 2024.
وحسب الصحة العالمية فإن داء الكلب هو مرض فيروسي يمكن الوقاية منه باللقاحات، ينتشر في أكثر من 150 بلدًا وإقليمًا، ويتسبب هذا الداء كل عام في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص، لاسيما في آسيا وإفريقيا كما يشكل الأطفال دون سن 15 عامًا نسبة 40% من هذه الوفيات.
تعد الكلاب هى المصدر الرئيسي لعدوى داء الكلب البشري المسببة للوفاة إذ تسهم في نحو 99% من جميع حالات انتقال عدوى داء الكلب إلى الإنسان، وتمتد فترة حضانة داء الكلب حسب المنظمة عادة من شهرين إلى 3 أشهر، كما قد تتراوح ما بين أسبوع وسنة.
أما عن الأعراض الأولية لداء الكلب فتتمثل في الحمى والألم والشعور غير العادي أو غير المبرر بالنخز أو الوخز أو الآلام الحارقة في موضع الجرح، إلا أنه ومع انتقال الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي، يحدث التهابًا تدريجيًا ومميتًا في الدماغ والحبل النُخاعي، وإن لم يتم تدبير داء الكلب علاجيا في المرحلة السريرية عند المصابين به، فمن النادر جدا علاجه دون التعرض لقصور عصبي حاد.
داء الكلب في مصر "أرقام وجهود"
على الرغم من بٌعد المسافة بين مصر وتيمور الشرقية، إلا أنه قد تثار التساؤلات حول إمكانية تفشي داء الكلب باعتبار تواجد عاملًا مشتركًا وأساسيًا في انتشار المرض ألا وهو الكلاب.
إذ أنه تسعى الحكومة المصرية إلى مكافحة داء الكلب "السعار"، وذلك بتضافر الجهود المشتركة بين وزارة الصحة والسكان، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزارة البيئة، وبدعم من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو".
كما تحتفل مصر في يوم 28 من شهر سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للسعار، وتستهدف إلى القضاء بشكل تام على هذا المرض في البلاد بحلول عام 2030، وهو هدف يتسق مع الاستراتيجية العالمية الموضوعة في عام 2015 من قبل منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الأغذية والزراعة، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب.
ذلك الهدف الذي يتطلب بذل جهود كبيرة من قبل جميع الجهات الفاعلة في الشراكة متعددة القطاعات تتركز في اتباع العديد من الخطوات من بينها القضاء على داء الكلب بين الحيوانات عن طريق التحكم في أعداد الكلاب، وكذلك التحصين الجماعي لها، والترويج للملكية المسئولة عن الحيوانات الأليفة، وتوفير الأمصال السليمة بعد التعرض للعض، وزيادة الوعي حول آثار داء الكلب والتعرض للعقر من الحيوانات، وأيضًا تعزيز أنظمة الترصد والتقصي في كل من البشر والحيوانات.
بالإضافة إلى زيادة وعي المجتمع وتثقيفه بشأن التعامل مع الحيوانات من خلال الحملات الاجتماعية والاتصال الفعال، وتعزيز البحوث والدراسات العلمية والعملية في هذا الصعيد، وقد اتخذت الحكومة المصرية على عاتقها في هذا الصدد تنفيذ خطة ميكنة مراكز علاج العقر والخدش من الحيوان على مستوى الجمهورية باعتبارها الركيزة الأساسية في مكافحة الإصابة بمرض السعار.
ووصل عدد حوادث العقر من الحيوانات في مصر 482،040 حالة في 2018، مقارنة بـ431،917 حالة في 2017 و355.373 حالة في 2016، إلا أن عدد حالات العقر المبلغ عنها استمرت في الزيادة في 2019 لتصل إلى 574149 حالة بزيادة 20٪، كما لوحظ أن أكثر من 70٪ من حالات العقر الحيوانات كانت بواسطة الكلاب الضالة.
إحصائيات عالمية عن المرض
يشار إلى أن العدد التقديري للوفيات الناجمة عن داء الكلب في البشر يبلغ 65000 حالة سنويًا على الصعيد العالمي، ولا يزال هذا المرض شائعًا في بلدان مختلفة حيث تتسبب الكلاب المصابة بداء الكلب في 99٪ من حالات الإصابة بداء الكلب في البشر.