في اليوم العالمي للغجر.. ماذا تعرف عن شعب الروما المضطهدّ؟ (صور)
يصادف اليوم الثامن من أبريل 2024 الاحتفال بيوم الغجر العالمي، والذي يكون فرصة لشعب الروما جميعًا للاحتفال بثقافة الروما وزيادة الوعي بالقضايا التي تواجهم والتحديات والتمييز الذي لا يزال شعبهم يواجهه حتى اليوم.
يقام هذا اليوم، المعروف أيضًا باسم يوم الروما الدولي، في 8 أبريل من كل عام بعد الإعلان عنه لأول مرة في عام 1990، ويلفت يوم الروما الدولي الانتباه إلى التمييز الموجه ضد مجتمعات الروما على مستوى العالم ويدعو إلى احترام حقوق الإنسان للجميع ومراعاتها.
تم استهداف الغجر والسنتي الأوروبيين للإبادة الكاملة في ظل النظام النازي، إذ يقدّر المؤرخون أن ما بين 200.000 إلى 500.000 من شعب الروما والسنتي قُتلوا أو ماتوا نتيجة الجوع أو المرض، وتم سجن العديد منهم وإخضاعهم للتعقيم والعمل القسري.
كان العديد ممن نجوا من هذه الفترة في ظل النازية لا يزالون عرضة للاضطهاد بعد الحرب العالمية الثانية، حيث استمرت مجتمعات الروما في مواجهة التمييز والتحيز في جميع أنحاء أوروبا بأشكال مختلفة.
تاريخ يوم الغجر الدولي
تعود فكرة اليوم العالمي للغجر إلى شهر أبريل من عام 1971، وكان ذلك هو تاريخ أول اجتماع لاتحاد الروما الدولي (IRU) في تشيلسفيلد، الواقعة في المملكة المتحدة.
وقد وحد هذا الحدث الرائد 23 ممثلًا من تسع دول، والأهم من ذلك، أنها مهدت الطريق للتعاون والاعتراف في المستقبل.
ومع ذلك، لم يتم إعلان يوم 8 أبريل رسميًا باعتباره يوم الروما العالمي إلا في عام 1990، خلال المؤتمر العالمي الرابع للغجر في سيروك ببولندا، وكان هذا الإعلان بمثابة معلم رئيسي في الاعتراف بالهوية الفريدة لمجتمع الروما ونضالاته.
يتمتع شعب الروما، الذي ترجع أصوله إلى جنوب آسيا، بتاريخ يتميز بالهجرة والاندماج الثقافي، وعلى مر القرون، قدموا مساهمات كبيرة في الفنون والموسيقى والثقافات في البلدان التي يعيشون فيها.
ورغم ذلك، فقد واجهوا وما زالوا يواجهون التحديات، فمن الاستعباد خلال العصور الوسطى إلى الإبادة الجماعية التي قام بها هتلر لشعب الروما في بولندا وألمانيا، كان شعب الروما هدفًا للتمييز المنهجي والأهوال التي لا توصف.
كيفية الاحتفال باليوم العالمي للغجر
يتضمن الاحتفال باليوم العالمي للغجر الاعتراف والعمل، فيما يلي بعض طرق المشاركة:
تثقيف أنفسهم والآخرين
إحدى الطرق الممتازة لتكريم يوم الروما العالمي هي النظر بشكل أعمق في القصة الغنية لثقافة وتاريخ الروما، حيثُ تبدأ هذه الرحلة التعليمية بالأدب الذي يقدم رؤى عميقة حول تراثهم ونضالاتهم، وتعدّ نقطة البداية الموصى بها هي كتاب إيان ف. هانكوك "نحن شعب الروما"، والذي يقدم نظرة شاملة على تجربة الروما.
إن فهم تاريخهم، من أصولهم في جنوب آسيا إلى وجودهم الحالي في جميع أنحاء العالم، أمر بالغ الأهمية في تقدير أهمية هذا اليوم.
حضور الفعاليات الثقافية
يمثل يوم الروما العالمي فرصة فريدة للانغماس في ثقافة الروما النابضة بالحياة من خلال مختلف الفعاليات والمعارض المحلية، وغالبًا ما تتميز هذه الأحداث بمجموعة من أشكال التعبير الثقافي، بما في ذلك العروض التي تعرض التقاليد الموسيقية المتنوعة والغنية لشعب الروما، والعروض الفنية التي تعرض عمق وحيوية فن الروما، والمحادثات التعليمية التي تقدم نظرة ثاقبة لأسلوب حياتهم وتاريخهم، والمشاركة في هذه الأحداث تثري الفهم وتظهر التضامن مع مجتمع الروما.
دعم الفنانين والشركات الغجر
يعد دعم الفنانين والشركات الغجر طريقة ملموسة للاحتفال باليوم العالمي للغجر، ومن خلال شراء الأعمال الفنية أو الموسيقى أو غيرها من المنتجات التي أنشأها أفراد من الروما، يساهم المرء في التمكين الاقتصادي للمجتمع، ويعد هذا الدعم حاسما في الحفاظ على التراث الثقافي الغني لشعب الروما وتعزيزه، مما يضمن استمرار ازدهار تعبيراتهم الفنية وحرفهم التقليدية وحصولهم على الاعتراف في العالم الأوسع.
زيادة التوعية عن طريق منصات التواصل الاجتماعي
في العصر الرقمي، يمكن تحقيق زيادة الوعي حول اليوم العالمي للغجر بشكل فعال من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يفعله شعبها، حيثُ يقومون بمشاركة المنشورات والمقالات واستخدام علامات التصنيف المخصصة مثل #InternationalRomaniDay و#RomaniDay و#Romani، ممّا يسهم في زيادة ظهور اليوم بشكل كبير والقضايا المحيطة بمجتمع الروما، حيثُ يعتبرون أنَّ هذه الدعوة الرقمية أمرًا حيويًا في تثقيف جمهور أوسع وتعزيز محادثة عالمية حول ثقافة شعب الروما ومساهماته وتحدياته.
الدفاع عن الحقوق والإدماج
إن الدفاع عن حقوق مجتمع الروما وإدماجهم أمر بالغ الأهمية للاحتفال باليوم العالمي للغجر، ويعد الانخراط في حوارات حول التحديات النظامية والتمييز الذي يواجهه شعب الروما أمرًا ضروريًا، لذا يعتبرون أنَّ دعم السياسات والمبادرات التي تعزز إدماجهم وحماية حقوقهم والعدالة الاجتماعية هو وسيلة لتكريم تراثهم وخطوة نحو إنشاء مجتمع أكثر إنصافا وشمولا.