ما أسرار مخطوط "مسالك الإبصار فى ممالك الأمصار" ومن مؤلفه؟
يحتفل الكثير من الأثريين والمؤرخين المصريين والعرب، في شهر أبريل، بـ يوم المخطوط العربي، الذي يعبر عن هويتنا وفكرنا الثقافي والأدبي الممتد والمتأصل والمتواصل عبر مختلف العصور، ولهذا نستعرض في التقرير التالي، معنى "المخطوط" وما حكاية واحد من أشهر المخطوطات العربية "مسالك الإبصار في ممالك الأمصار".
ما معنى كلمة “مخطوط”؟
المخطوط هو تعبير عن موروث الأمة الفكري، الديني، الأدبي، والعلمي، فهو رسالة الماضي إلى الحاضر والمستقبل، به تعتز الأمم لما يعكسه من عطاء حضاري، تأكيد الهوية والانتماء.
ويشير قطاع المتاحف بوزارة الآثار والسياحة، إلى أن المخطوط هو الكتاب الذي نُسخ بخط اليد على شكل لفائف أو كراريس قبل عصر الطباعة، كما ينبغي أن تتضمن صناعته ثلاثة مقومات أساسية هي: أدوات الكتابة، الخط الذي كُتب به، ثم التراث الفكري الذي ينقله.
وإذا وصفنا المخطوط بأنه "مخطوط عربي" فينبغي أن ننتبه أن العروبة هنا هي عروبة لسان وليس جنسًا أو مكانًا، فكل كتاب كتب باللغة العربية التي نزل بها القرآن يعد كتابًا عربيًا بغض النظر عن الأصول العربية لكاتبه أو المكان الذي ألف فيه.
ويشير العلماء إلى أن المخطوط العربي هو الذي يتناول موضوعًا من الموضوعات الأدبية أو الفلسفية أو العلمية باللغة العربية ونسخ بالحرف العربي، ويتسع ليشمل مخطوطات الدول الإسلامية غير العربية كلغات إفريقيا واللغات الحامية كالأمازيغية، واللغات الفارسية والأفغانية والأوردية أو الباكستانية والعثمانية التركية.
ما حكاية مخطوط "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"؟
يعد المخطوط "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" من أهم المخطوطات العربية وهو للمؤرخ "شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري"، الذي دون فيه أخبار العالم العربي والإسلامي حتى القرن الثامن الهجري.
وبحسب قطاع المتاحف، فيتكون مخطوط "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" من سبعة وعشرين مجلدًا، فهو يعد موسوعة شاملة عن العالم الإسلامي والعربي.
ما محتويات مخطوط “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار”؟
يشمل المخطوط على الجغرافيا، التاريخ، التراجم، كما يضم أسرار المعادن، الحيوانات، النباتات، الأديان، الفرق، المذاهب، الخواص الطبية، فلقد خصص الكاتب شهاب الدين أحمد، القسم الأول من الكتاب لذكر الأرض وما اشتملت عليه برًا وبحرًا، وهو نوعان النوع الأول "في ذكر المسالك" والنوع الثاني "في ذكر الممالك".
ويضم النوع الأول عدة أبواب: الباب الأول يناقش مقدار الأرض، أسماءها، صفاتها، أسماء التراب، الرمال، وصفات كل منها؛ بينما يتناول الباب الثاني الأقاليم السبع وتقسيمها جغرافيًا عارضًا أقدم خريطة عربية للعالم "الخريطة المأمونية"؛ التي رسمها الجغرافيون العرب للخليفة المأمون.
ينتقل الباب الثالث إلى البحار وما يتعلق بها، بينما يركز الباب الرابع على القبلة وكيفية الاستدلال عليها بطرق مختلفة، في حين يتناول الباب الخامس الطرق وتعاريجها.