بغدادى: لم أستطع مقاومة قراءة مخطوطات أعمال صبرى موسى قبل وضع رسوماتها
قال والرسام بمجلة "صباح الخير" محمد بغدادي إنه لم يستطع مقاومة قراءة مخطوطات أعمال الأديب الكبير صبرى موسي قبل أن يقوم برسمها.
أضاف بغدادي، ضمن فعاليات ندوة مناقشة كتاب "بين الصخر والبحر.. مصر كما رآها صبرى موسي" للروائى الراحل صبرى موسى، والتي بدأت منذ قليل وتعقدها اللجنة الثقافية والفنية بنقابة الصحفيين بقاعة طه حسين فى الدور الرابع لمبنى النقابة أن صبرى موسى عاش مفردًا فى ملكوته ومزعجًا كصحفي وأديب حتى رحيله فى صمت، بعد رحلة مع المرض قضاها فى هدوء صوفي يكشف عن شخصيته التى عرفتها سواء فى عملى معه كصحفى أو رسام لأعماله الأدبية.
المشاركون في ندوة مناقشة كتاب"بين البحر والصخر"
جمع صبرى موسى مادة الكتاب فى ستينيات القرن الماضي، وأعدها للنشر حسين عثمان، ويشارك فى ندوة نقابة الصحفيين كلا من الروائى والكاتب الصحفي عبد الوهاب داود و الشاعر و الكاتب الصحفي أحمد المريخى و الناقد والروائى محمد إبراهيم طه، والدكتورة فاطمة الصعيدى، ويدير الندوة الكاتب والناقد شعبان يوسف.
تأتي ندوة "بين الصخر والبحر" بمناسبة ذكرى رحيل مؤسس أدب صحراء، الكاتب الصحفى والروائى صبري موسى، والتي تحل اليوم 18 يناير.
من أجواء كتاب "بين البحر والصخر""نحن ذاهبون إلى مكان لا يذهب إليه الناس كل يوم، ولهذا يتحتم علينا أن نتبصر طريقنا جيدًا.. فهذه المساحة المخيفة، من السهول الرملية والصخور البركانية والجبال، الواقعة بين وادي نهر النيل والبحر الأحمر، والممتدة جنوبًا من جبل المقطم إلى حدودنا مع السودان، لا تحتل من الخريطة أكثر من بضعة سنتيمترات.. وبهذه الطريقة تبدو الصحراء لكلٍ منا وليس بها سوى الفضاء والسكون..لكن الصحراء الحقيقية، لا تعطي نفسها إلا لمن يصادقها، ويمعن النظر فيها.. وقد كانت هذه المساحة المخيفة في الزمن القديم، ملعبًا لأجدادنا الفراعنة، يتسللون إليه من حافة الوادي فيكتشفون جباله.. ويثقبون هذه الجبال بحثًا عن الذهب والرصاص والنحاس والتلك، وبقية المعادن الأخرى، التي شكلتها البراكين والزمن في الصخور.. أو يقطعون هذه الصخور من الجبال ويهبطون بها إلى حافة الوادي، ليقيموا بها مساكنهم ومعابدهم.. وقد تعاقب الزمان على هذا الوادي، وتنقل صولجان الحكم من الفراعنة حتى وصل إلى الأتراك.. ونزل علماء الطبوغرافيا الإنجليز بمراكبهم في البحر الأحمر، ودخلوا الصحراء الشرقية يرسمون لها الخرائط، وينقبون بين صخورها عن المعادن وحفريات التاريخ..
نبذة عن الكاتب الراحل صبرى موسي
ولد صبري موسى بدمياط في 1932، وعمل في بداية مشواره المهني مدرسًا للرسم لمدة عام واحد، ثم اتجه إلى "صاحبة الجلالة" وعمل صحفيًا في جريدة الجمهورية، ثم كاتبًا متفرغًا في مؤسسة "روز اليوسف"، وصدر له عنها كتاب "الغداء مع آلهة الصيد"، ثم أصبح عضوًا في مجلس إدارتها، وعضوًا في "اتحاد الكتاب العرب"، ومقررًا للجنة القصة في المجلس الأعلى للثقافة، وله مئات المقالات في مجلة "صباح الخير"، وعرف خلال مسيرته بدعمه للمواهب الشابة.
من أشهر أعمال الأديب الراحل "فساد الأمكنة"، و"حادث النصف متر"، و"السيد في حقول السبانخ".