"ستوديو الحشاشين".. خطوات تصنيع "المظلومية" الإخوانية على طريقة حسن الصباح
كشفت الكاتبة والصحفية الباحثة في شؤون الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية عائشة نصار في برنامجها الخاص "ستوديو الحشاشين"، عن خطوات تصنيع "المظلومية" الإخوانية على طريقة حسن الصباح.
وقالت، إن صناع المسلسل سلطوا الضوء على زاوية مهمة جدًا لدى التنظيمات الإرهابية والإسلام السياسي بدءًا من حسن الصباح والحشاشين، حيث تدور أحداث المسلسل في القرن الحادي عشر وصولًا إلى حسن البنا والإخوان في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
تصنيع المظلومية
وأوضحت أن هذه الزواية هي للعمل على تصنيع المظلومية والاستشهادية، بل والدفع في حدوثها في كثير من الأحيان ثم الاستفادة بعد ذلك من هذه الدعاية لجذب المزيد من الأتباع وضمان الحياة لها وتخليها على مدار عقود مثلما حصل بعد مقتل حسن البنا في أربعينيات القرن الماضي ثم في نكبات الجماعة في الخمسينيات والستينيات وحتى الوصول إلى استشهادية رابعة بعد 30 يونيو 2013.
وتابعت: "هذه هي تحديدًا الاستراتيجية التي أشار لها مسلسل الحشاشين في مشهد هام خلال حلقاته الأولى، حيث رأينا حرص الحسن الصبّاح على تصنيع المظلومية الباطينة والاستفادة منها والدعاية لها بعد ذلك، عن طريق إثبات ولائه وخداعه للسطان السلجوقي ملكشاه، وتثبيت نفوذه في بلاطه بإصدار القرار بنفسه بجلد أحد عناصر طائفته من الباطنيين، وثانيًا إقناع العنصر الباطني من أتباعه بالاستجابة للجلد واستغلال الموقف لضمان صنع المزيد من المظلومية بين الناس والدعاية والترويج بينهم للدعوة الباطنية ضد نظام حكم السلطان ملكشاه.
الدعاية في ترسيخ المظلومية
وأكدت، أن حسن الصباح في كل مراحل مواجهته للدولة السلجوقية يعتمد تمامًا مثل ما يتهم الإخوان في دعايتهم على ترسيخ المظومية وعلى الترويج على أن أي ابتلاء أو فتنة أو سقوط أو صراع على الحكم من قبل الأنظمة التي تناصبهم العداء هو عقاب إلهي بسبب كل ظلم أو اعتقال أو تضييق تعرض له الإخوان.
وتابعت: "ومثلما قال مرشد الاخوان محمد بديع إن العدوان الثلاثي على مصر حدث بعد اعتقالات الإخوان عقب حادث المنشية ومحاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر عام 1954، وأن نكسة يونيو 1967 حدثت بسبب اعتقال قيادات الإخوان وإعدام سيد قطب في 1965، وحتى زوال الملكية وإنهاء حكم الملك فاروق بثورة يوليو 1952 أيضًا كان بسب اغتيال حسن البنا عام 1949، وسقوط حكم مبارك بسبب محكامته الإخوان عسكريًا".
وأوضحت، أن هذا ما كان يصدره حسن الصباح دعائيًا في تفسيره لمحنة الدولة السلجوقية وحالة الانقسام والصراع على الحكم بين أبناء السلطان ملكشاه بعد مقتله.
استغلال ضعف المؤسسات
وأشارت، إلى أن جماعة الحشاشين استفحل خطرها في أصفهان واستغلال ضعف المؤسسات الأمنية للدولة في فترة صراع أبناء السلطان ملكشاه على السلطة، حيث نجح أتباع الصباح في جذب المزيد من الأتباع وبدأوا في إثارة الرعب والفوضى والدم وتعاظم خطرهم بين الناس.
مواجهة خطر الباطنيين
وأكدت، أن السلطان السلجوقي الجديد بركياروق بن ملكشاه، قرر عقب مجرد انفراده بالعرش وعقد الصلح بينه وبين أشقائه مواجهة خطر الباطنيين من أتباع حسن الصباح الذين أصبحوا يهددون الدولة السجوقية، حيث نفذ السلطان السلجوقي الجديد المذبحة التي يقتل فيها 800 باطني متواجدون في أصفهان.
المظلومية أداة الحشاشين والإخوان
ولفتت، إلى أن حسن الصباح استخدم نفس الأدوات التي كان يلجأ إليها الاخوان عقب أي صدام أيًا كان نوعه مع الأنظمة الحاكمة لصناعة المظلزومة والترويج لها وترسيخها دعائيًا، ويكون هذا باستشهادية مضللة يتم تضخيمها والاتجار بها وتزويرها وتزييف وقائعها أو حتى بفترات محن إخوانية تشهد محاكمات واعتقلات وسجن قادة الجماعة وكوادرها عقب مخططات إرهابية لقلب نظام الحكم أو حتى جرائم واغتيالات أو محاولات اغتيال إرهابية.
وأكدت، أن هذا كان بداية من تأسيس الجماعة وإرهاب النظام الخاص في عهد حسن البنا ثم نكباتها في أعوام 1954 و1965 وحتى الوصول لاستشهادية اعتصام رابعة العدوية.
خطاب التكفير
وأشارت، إلى أنه نفس خطاب التكفير والوصم بصيغة المجتمع الجاهلي المساند لنظام حكم الرئيس جمال عبدالناصر والذي أطلقه الإخوان في مواجهة الناصريين من داخل السجون على لسان سيد قطب في مؤلفاته عام 1965 وبنفس شعارات الحرب الدينية ضد المصريين وتكفير الشعب الذي أسقط حكم الإخوان وتحالف مع مؤسسات الدولة لمواجهتهم بعد 30 يونيو في 2013، يؤسس حسن الصباح لمظلوميته الجديدة، ليس فقط بتكفير بركياروق بسبب مواجهته الباطنين وأتباع الصباح، بل تكفير أهل أصفهان كلهم لمجرد مساندتهم السطان ورفضهم إرهاب ودموية وتخريب الباطنيين وأفكارهم الفاسدة حيث بدأ حسن الصباح في استغلال هذا الأمر بضخ روح المظلومية والانتقام داخل التنظيم.