باحث لـ"الدستور": استهداف قنصلية إيران بدمشق سيقود لتبعات خطيرة على الأمن الإقليمى
قال علي عاطف الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن استهداف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق يعد عملًا نوعيا غير مسبوق في الصراع الإيراني الإسرائيلي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يوم 7 أكتوبر 2023، بل وقبل ذلك بسنوات.
وأضاف عاطف في تصريحات لـ"الدستور"، أن هذا الهجوم قد يقود إلى تبعات خطيرة على الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، بل وقد يجد له تأثيرًا في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الجاري منذ أكتوبر من العام الماضي، حيث ستعتبر إيران هذا الهجوم بأنه اعتداء على أراض إيرانية نظرًا لأنه جرى ضد قنصلية إيرانية، وهي بموجب القوانين الدولية أراض تخضع لقانون وسيادة الدولة الممثلة للسفارة، أي في هذه الحالة إيران.
وتابع عاطف "وإذا عدنا إلي الأحداث الماضية خلال الأشهر الماضية، سنجد أن إحدى أسباب عدم انخراط إيران ووكلائها في الصراع الجاري في قطاع غزة كان أمرًا وشرطًا مثلته تصريحات إيرانية شهيرة ومتكررة من جانب مسؤولين إيرانيين تمحورت حول أنه طالما لم تهاجم الأراضي الإيرانية، فإن طهران لن تتدخل بثقلها في الصراع الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعليه، يقودنا هذا الهجوم إلى الاعتقاد بشدة أن الرد الإيراني سيكون فعالا وقد تشترك فيه العديد من الجماعات الموالية لإيران في العراق ولبنان ممثلة في "حزب الله".
على عاطف: إيران ستوسع توظيف وكلائها فى المنطقة
وقال عاطف: "ولا يستبعد على الإطلاق أن تشجع إيران الحوثيين على زيادة أنشطتها وهجماتها ضد السفن في البحر الأحمر والمياه الدولية الأخرى في خليج عدن.
وتابع عاطف: "بوجه عام، يمكن القول إن الوكلاء الإيرانيين سوف يزيدون من نطاق وعدد هجماتهم ضد المصالح الإسرائيلية، وربما الأمريكية، في المنطقة، ما قد يقود الشرق الأوسط إلى مرحلة جديدة ولو مؤقتة من الاضطراب، وعند الإشارة أيضا إلى دور الشخصية العسكرية الإيرانية التي قتلت في الهجوم الإسرائيلي، سوف تتزايد الاحتمالات حينئذ بشأن رد إيراني قوي على هذا الهجوم، حيث إن الضابط الإيراني الذي استهدفه الهجوم، وهو محمد رضا زاهدي، كان الشخصية الأهم في سوريا ولبنان الممثلة للحرس الثوري وفيلق القدس التابع له منذ مقتل قاسم سليماني في غارة مماثلة في يناير 2020.
