اكتشفت نجيب محفوظ وقتلها ابنها بطريقة بشعة.. حكايات قوت القلوب الدمرداشية
في كتابه الجديد "الخروج إلى الحرية.. سيرة رائدات النهضة المصريات" الصادر حديثًا عن دار ريشة للنشر والتوزيع، يورد الكاتب الصحفي والروائي خالد إسماعيل 43 سيرة من سير الرائدات المصريات، ومنهن قوت القلوب الدمرداشية، السيدة التي اكتشفت نجيب محفوظ قبل لجنة نوبل.
عن قوت القلوب الدمرداشية يقول خالد إسماعيل: "كانت أديبة كبيرة، ترجمت رواياتها إلى اللغات الأوروبية، وكانت وريثة والدها الشيخ "الدمرداش" شيخ الطريقة الخلوتية الدمرداشية، وكانت حياتها فصولًا تراجيدية، فهى أحبت "محمود أبوالفتح" بعد انفصالها عن والد أبنائها، وكان قاضيًا، وكان حبها عذريًا، لم يحبها "أبوالفتح"، ورغم هذا أغدقت عليه الأموال، رغم خضوع الأطيان التى كانت تملكها لقوانين الإصلاح الزراعي التى طبقتها ثورة 23 يوليو وخروجها من مصر غاضبة، واقترابها من "أبوالفتح" الذى كان صريحًا فى عدائه لعبدالناصر، وكان يملك "إذاعة" تبث برامج معادية لثورة يوليو، وهذا ما جعل "عبدالناصر" يرفض دفن جثته فى مصر.
ويضيف في تصريح خاص لـ"الدستور":" وتوسطت "قوت القلوب "عند "الحبيب بورقيبة" ـ الرئيس التونسى ـ الذى كان معاديًا لتوجهات عبدالناصر القومية، ووافق "بورقيبة " على دفن محمود أبوالفتح فى أرض تونس، وهى ماتت بطريقة بشعة، حيث قتلها ولدها المضطرب نفسيًا، عندما رفضت منحه الأموال التى طلبها منها، ولأنها روائية ومبدعة قررت أن تخصص جائزة للرواية فى العام 1940، وفاز بها الكاتب الشاب "نجيب محفوظ"، وبعد فوزه بجائزة "نوبل" أملى مذكراته على الناقد الراحل "رجاء النقاش"، وقال له عن الجائزة ما نصه:
"أول جائزة فى حياتي هى جائزة قوت القلوب الدمرداشية للرواية، وهذه السيدة المحبة للأدب، نظمت مسابقة فى العام 1940 ورصدت لها أربعين جنيهًا، وتشكلت اللجنة من أبرز أعضاء مجمع اللغة العربية "دكتور طه حسين وأحمد أمين" وكانت روايتى هى "رادوبيس"، وفزت بالمناصفة مع "على أحمد باكثير" وروايته هى "وا إسلاماه"، وحصلت على عشرين جنيهًا، وكان هذا المبلغ عظيمًا بمقاييس تلك الفترة، وعلم سكان "العباسية" بالأمر، وارتفعت معنوياتى إلى حد كبير، وكنت فى تلك الفترة قد تعرضت للفشل، وأنا أحاول نشر رواياتي في الصحف، واعتدت أن أكتب وأضع ما أكتب فى الدرج، وبعد جائزة "قوت القلوب" تشجّعت وتقدمت لمسابقة مجمع اللغة العربية وفزت أنا ويوسف جوهر وعادل كامل وعلى أحمد باكثير وأحمد حسنين مخلوف"، وهذا الذى رواه ـمحفوظ ـ عن السيدة قوت القلوب الدمرداشية، يجعلنا نضعها فى مكانة كبرى فى تاريخ الأدب المصري، وكانت "دار الهلال" قد نشرت رواياتها، وقام السيناريست "مصطفى محرم " بتحويل رواية لها إلى مسلسل تليفزيونى حمل عنوان "عصر الحريم" منذ سنوات.
اقرأ أيضًا..