شريف منير: مسلسل "بقينا اتنين" يقدم وصفة لتجديد الحياة الزوجية
مسيرة فنية طويلة حققها النجم شريف منير على مدار تاريخه، فهو فنان جاد ومتنوع ويختار أعماله بعناية شديدة، ويحمل فى سجله الفنى عددًا من الأعمال السينمائية والدرامية التى تركت بصمة لدى الجمهور.
ويعود شريف منير إلى ساحة الدراما الرمضانية، بعد غياب سنوات، بمسلسل «بقينا اتنين»، الذى يطرح فيه قضايا اجتماعية تتماس مع كل بيت مصرى، بطريقة لا تخلو من الكوميديا والأكشن.
عن تحضيرات المسلسل، وكواليس التصوير، وطبيعة التعاون مع طاقم العمل، أجرت «الدستور» مع شريف منير، الحوار التالى.
■ بداية.. بماذا شعرت بعد قرار عرض «بقينا اتنين» ضمن السباق الرمضانى؟
- سعيد بقرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المنتجة للمسلسل، بعرضه فى موسم شهر رمضان الحالى، وأشكرها على دعمها العمل، وحرصها على خروجه للنور فى التوقيت المناسب.
وشعرت بفرحة كبيرة، خاصة أننى أشارك فى السباق الرمضانى بعد فترة غياب طويلة شارفت على الخمس سنوات، والحقيقة أننى حاولت كثيرًا العودة للسباق الرمضانى، لكنى لم أجد ما يناسبنى لتقديمه، فكان الأمر صعبًا، ولكن حينما أراد الله دخلنا السباق بـ«بقينا اتنين» بالصدفة البحتة، وكان من المفترض أن يُعرض العمل خارج السباق الرمضانى، ولكن الحمد لله كلل الله مجهودنا بعرضه فى رمضان، وشاء القدر أن أشارك فى الموسم بمسلسل اجتماعى «لايت»، محترم وراقٍ جدًا، ويطرح قضية غاية فى الأهمية.
والمسلسل اجتماعى من الدرجة الأولى، ولا يخلو من الكوميديا، وكل شخصية فى المسلسل لها حكاياتها وتفاصيلها المختلفة، فالمسلسل يحمل عدة رسائل مهمة للمجتمع، فى طرق تجديد التعامل بين الزوجين، والخروج من الحياة الروتينية التى تفرضها عليهما التفاصيل اليومية، ويتضمن «تيمة» مختلفة، ويحترم المشاهد.
■ ماذا عن تفاصيل الشخصية التى تلعبها ضمن الأحداث؟
- أقدم شخصية «أدهم أباظة»، وهى جديدة تمامًا لم أقدمها من قبل فى الدراما، وهو شخص قرر الانفصال عن زوجته بعد ٢٥ سنة زواج، ولكن الظروف كانت تجبره على التعامل مع طليقته لأنهما شريكان فى شركة واحدة.
وفكرة العمل مميزة جدًا وجديدة، وعملت على الشخصية جيدًا قبل بدء التصوير لمدة شهرين، فى جلسات خاصة مع المخرج طارق رفعت، وأنا أهتم بأدق التفاصيل فى أى شخصية ألعبها، فلا بد أن يكون لها شكل وطريقة كلام ونوع ملابس، واستمر الحوار بينى وطارق رفعت حول شكل الشخصية وتفاصيلها، واقترحت عليه أفكارى المختلفة عنها، وتم التوافق بيننا على الشكل النهائى لأدهم أباظة، وهى شخصية ستفاجئ الجمهور.
■ كيف ترى المنافسة فى شهر رمضان؟
- المنافسة قوية طبعًا وفى صالح المشاهد فى المقام الأول، والمنافسة فى شهر رمضان غير أى منافسة فى أى موسم آخر، فهى شرسة، ورغم وجود أكثر من عمل متنوع هذا الموسم، سعينا فى «بقينا اتنين» لتقديم الأفضل.
وأنا لا أخشى المنافسة مع أى عمل آخر، لأننا اجتهدنا وقدمنا عملًا جيدًا جدًا ومميزًا، ومليئًا بالأحداث والتفاصيل التى تشبه كثيرًا حياة الأسرة المصرية، وتتلاقى فى تفاصيلها مع مشكلات وأزمات موجودة فى الواقع، وقريبة من المجتمع، والنجاح بيد الله، وأتمنى لجميع المشاركين فى السباق النجاح، فنحن نعمل من أجل إسعاد المشاهد، والجمهور هو الحكم والفيصل.
■ كيف ترى تعاونك مع فريق العمل ككل؟
- سعيد جدًا بهذا التعاون، فنحن نعمل كفريق عمل واحد، أنا والمنتج كريم أبوذكرى والمخرج طارق رفعت، وحتى رانيا يوسف، وكل العاملين بالمسلسل، وتستمر المناقشات والمداولات بيننا، خاصة أنه يجمعنا تفاهم كبير، وكيمياء خاصة، فنحن نفكر دائمًا فى مصلحة العمل أولًا، وكنا نجرى «بروفة ترابيزة» لكل حلقة، وبيننا تفاهم كبير سيشعر به المشاهد على الشاشة.
■ ماذا عن تعاونك الأول مع رانيا يوسف؟
- بصراحة رانيا يوسف كانت مفاجأة بالنسبة لى على جميع المستويات، فهى شخصية ملتزمة لأبعد الحدود، ولا تدخل التصوير إلا بعد جهد كبير تبذله أولًا فى مذاكرة الشخصية والمشاهد التى ستصورها، وهى فنانة مطيعة جدًا فى «اللوكيشن» و«شيك» ولطيفة فى تعاملاتها مع زملائها، كما أنها تمتلك خبرة كبيرة بحكم سنوات عملها، وكانت تطرح أفكارًا جيدة لصالح العمل، وتشاركنا الرأى، وتجمعنا كيميا خاصة وتفاهم كبير، وقد أصبحنا مثل العيلة الواحدة، واكتسبت صديقة على المستويين الفنى والشخصى.
■ «بقينا اتنين» ليس العمل الأول لك مع المخرج طارق رفعت.. كيف تصف هذا التعاون؟
- طارق رفعت مخرج واعٍ جدًا، ويهتم بالتفاصيل، ويعرف أدواته جيدًا ويطوعها لصالح العمل، سواء كان ممثلين أو فريق إخراج أو تجهيزات، ويعمل على تطوير السيناريو، ودائمًا ما كانت لديه توجيهات جيدة لنا جميعًا تثبت وتؤكد اهتمامه بأدق التفاصيل.
وأحب العمل معه بشكل شخصى، ونادرًا ما تجد مخرجًا يستطيع أن يخرج أفضل ما عندك، ويتمكن من تحويل الشخصيات المكتوبة على الورق إلى شخصيات واقعية من لحم ودم، فهو مريح جدًا فى التعامل، ودائمًا ما يدقق فى أى مشهد يتم تصويره ليخرج فى أفضل صورة، ويضيف للممثل، وله رؤيته الخاصة، وهذا ما يميزه عن غيره، فهو مدرك لأهمية الفن والقوى الناعمة وقدرتها على التغيير.
■ «بقينا اتنين» يحمل العديد من مشاهد «الأكشن».. هل حرصت على تنفيذها بنفسك؟
- المشاهد المقدمة فى المسلسل ليست خطيرة بالمعنى الحرفى، ولكن بها مجازفات وألعاب ترفيهية، وحرصت بالفعل على تنفيذها بنفسى، ولم أستعن بـ«دوبلير»، وتم تصويرها «وان شوت».
هذه المشاهد تخدم الحدوتة الدرامية، وليست مقحمة من أجل الشو والاستعراض، فهى موظفة دراميًا ضمن الأحداث، وسيشاهد الجمهور مشاهد جاذبة جدًا وشيقة، ومشاهد مجنونة، بين زوجين فقدا الشغف وقررا أن يستعيداه بأفكار جديدة.
■ لماذا تميل فى أعمالك إلى الدراما الاجتماعية؟
- منذ بداياتى وأنا أقدم الدراما الاجتماعية وأحبها لأنها تشبه الناس وقريبة منهم، والجمهور يبحث دائمًا عن العمل الذى يناقش قضاياه الحياتية وتفاصيل يومه، وقدمت «المال والبنون» و«ليالى الحلمية» و«غاضبون وغاضبات»، وغيرها من الأعمال التى تنتمى للدراما الاجتماعية، وكان آخرها «إيجار قديم»، وأشعر بأنها تمس الناس، وتتلاقى مع المجتمع، ويشعر المشاهد بنفسه فيها ويجد قصته ومن يتحدث بلسانه، والأهم فى هذه الدراما أن نقدمها بعيدًا عن العنف والعشوائية، لإظهار الوجه الأفضل فى المجتمع، بعيدًا عن الطبقة الاجتماعية التى تطرح قصة من قصصها، سواء كانت طبقة غنية أو متوسطة أو حتى فقيرة.
■ الموسم الرمضانى يحفل بالأعمال الدرامية القصيرة ذات الـ١٥ حلقة.. كيف ترى هذه الظاهرة؟
- ظاهرة صحية جدًا، وهى الأفضل للمشاهد والفنان على حد سواء، فظاهرة تقديم أعمال الـ١٥ حلقة تصب فى مصلحة المشاهد، وتدفع الصناع إلى تجنب المط والتطويل، مع الميل لسرعة الإيقاع الدرامى للأحداث.
وبشكل شخصى، أميل لدراما الـ١٥ حلقة، وأحب أيضًا السهرات الدرامية والسباعيات، جميعها تنتمى للدراما التى تقدم قضايا اجتماعية، ووجود هذه النوعية من الدراما يتيح الفرص لوجود عدد أكبر من الممثلين، كما يتيح فرص عمل للجميع من مخرجين وممثلين وكتّاب، كما تجد موضوعات كثيرة تطرحها هذه النوعية من الدراما تسهم فى التنوع والابتكار.
■ كيف ترى دور الشركة المتحدة فى دعم الدراما المصرية؟
- أوجّه الشكر للشركة المتحدة على هذا الدعم الكبير للدراما المصرية، التى تحرص على أن تقدم موضوعات مختلفة للجمهور، خاصة فى رمضان، فقد وفرت جميع الإمكانات المادية والمعنوية، وذلّلت جميع العقبات لخروج الأعمال فى أفضل صورة.
كما أن الشركة المتحدة أصبحت البيت الكبير لجميع الفنانين، ويبذل القائمون عليها مجهودات جبارة لاستعادة الفن المصرى قوته من جديد على جميع المستويات، فقد قدمت لنا أعمالًا متنوعة ومختلفة، اجتماعية ووطنية وتاريخية وكوميدية، وغيرها، ونفخر بأن تكون لدينا عقول واعية تهتم بدعم هذه الصناعة التى لها تأثير كبير فى المجتمع.
وأرى أن الشركة المتحدة لديها خطة مدروسة للنهوض بالدراما المصرية على مدار السنوات المقبلة، كما أنها خلقت مواسم موازية للموسم الرمضانى، وهو ما أدى إلى تحقيق التنوع الذى أدى إلى التفاف الجمهور حول الشاشة على مدار العام، كما أن اهتمامها بتقديم محتوى جيد للكبار والصغار أسهم فى تدعيم الوعى المصرى.
■ برأيك ما الذى اختلف فى سوق الدراما على جميع المستويات؟
- أعتقد أن وجود الشركة المتحدة فى الواجهة حاليًا ضبط المشهد الدرامى بشكل كبير، وسيتم تدارك العديد من المشاكل التى تواجه الصناعة خلال الفترة المقبلة، وأعتقد أن الشركة بدأت بالفعل فى معالجة العديد من المشاكل التى تواجه المهنة، وبالتدريج سنجد أن جميعها ستنتهى وتختفى.
أما إذا تكلمنا فى العام والمطلق، فالاختلافات بين الماضى والحاضر كثيرة، منها ما هو إيجابى ومنها ما هو سلبى، والسلبى يتضمن عيوبًا خطيرة جدًا أتمنى أن نعالجها، وهى بدء تصوير الأعمال قبل وقت قصير من موعد عرضها، لأن هذا يتسبب فى حدوث أخطاء، ويؤثر على العمل وعلى صحة العاملين به، ويجعل الأعصاب مشدودة طوال الوقت، ويجب أن نعالج هذا الأمر ونتيح فرصة أكبر لصناع المسلسلات ليعملوا بأريحية، ومن السلبيات أيضًا أن هناك بعض الأعمال يبدأ تصويرها دون اكتمال كتابة العمل، وهذا لا يصح، ويجب أن يبدأ التصوير عند اكتمال الجزء الأكبر من السيناريو.
أما الجانب الإيجابى فيظهر فى طرق الدعاية والتصوير بطريقة سينمائية أسهل من الماضى، مع ارتفاع مستوى «الكواليتى» وأماكن التصوير والمواهب الجديدة والأداء التمثيلى، إضافة لوسائل العرض التى أصبحت أكثر سهولة مثل المنصات، التى أعادت فكرة الدراما القصيرة والتنوع فى الأفكار، ووجود الدراما طوال العام، كل هذا تطور كثيرًا وأسهم فى تطور الصناعة نفسها.
■ ما الأعمال التى حرصت على مشاهدتها خلال الموسم الحالى؟
- تابعت أعمالًا كثيرة جدًا، وأكثر الأعمال التى جذبتنى مسلسل «مسار إجبارى»، فهو عمل عظيم على جميع المستويات، وأبطاله أحمد داش وعصام عمر سيكونان نجوم المستقبل، وأيضًا بسمة وصابرين ممتازتان، وقدمتا شخصيتين جديدتين بشكل محكم، وأحداث السيناريو جذبتنى منذ الحلقة الأولى، والمخرجة نادين خان متميزة، كما تابعت أيضًا ملحمة «الحشاشين»، فهو مسلسل أقل ما يوصف به بأنه عمل يجب أن يفتخر به كل مصرى.