مكسرات لميس.. الإمام الشافعي صاحب الخبرة المجربة وناظر الفقهاء
كشفت الدكتورة لميس جابر، تفاصيل كتاب “الرسالة” للإمام الشافعي، قائلة:" إن أبوبكر الرازي، قال إن الشافعي روى أن عبدالرحمن بن المهدي، التمس من الشافعي عندما كان شابا، أن يؤلف كتابا يذكر فيه شرائط الاستدلال بالقرآن والسنة والاستدلال وبيان الناسخ والمنسوخ، فألف كتاب الرسالة وأرسله له، فلما وصله الكتاب قال ما أظن أن الله خلق مثل هذا الرجل "الشافعي".
وأضافت خلال حلقة اليوم من برنامج “مكسرات لميس”، على الراديو 9090، في حديثها عن الإمام الشافعي، أنه في العام 198، تولى الخليفة أبوعبدالله المأمون حكم بغداد، وفي عهده لم يطب للشافعي البقاء في بغداد، نظرا لغلبة الفرس، واستيلائهم على شؤون الحكم، فمقاليد الحكم أصبحت فارسية والشافعي عبد قرشي معتز بالشريعة.
وتابعت أن المأمون كان يشجع الفلسفة وقت حكمة ودافع عنها، وعرض على الشافعي تولي القضاء، فرفض وترك بغداد وجاء إلى مصر.
وأوردت أن سبب قدوم الشافعي، أن العباس ابن موسى بن عبدالله، كان واليا في مصر، خليفة في مصر للخليفة بعبدالله المأمون في بغداد، دعا الشافعي للقدوم إلى مصر، فقال بيتي شعر مشهورين: لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر... ومن دونها قطع المهامة والكفر.. فوالله ما أدري ألفوز والغني أساق إليها... أم أساق إلى القبر".
وأردفت أن الشافعي أقام في مصر 4 سنوات وبضع شهور، ألف فيها كتبه، ونال الفوز بسبب إقبال الناس عليه وحبهم له، وعظم شأنه عند المصريين، ووضع مذهبه الجديد في مصر، وألف كتابه الأم عدل فيه ما كتبه في جميع كتبه السابقة، بسبب تغير العادات والأوضاع، وكانت دروسه وعلومه كثيرة على تلاميذه.
وواصلت: يقول الربيع بن سليمان، إن الشافعي كان يجلس في حلقته إذا صلى الفجر، فيجيئه أهل القرآن وعندما يأتي الصبح وترتفع الشمس يقوموا فيأتي أهل المذاكرة والنظر، وعندما ترتفع الضحى يأتي أهل اللغة العربية والعروض والنحو والشعر، ويظل قرابة 6 ساعات يوميا يلقي دروسا متصلة من مادة لمادة وجموع التلاميذ تتوالى عليه من صلاة الفجر حتى تقترب صلاة العصر.
وذكرت أن الشافعي كان فقيها خصبا مثمرا، فمؤلفاته كانت خلاصة عقل ألمعي زكي يفهم وخبرة مجرب طاف البلاد وناظر الفقهاء واستمع للعلماء، وسافر إلى أهم بلاد العالم الإسلامي، واستفاد من أكبر فقهائها.
واختتمت بأن الشافعي كان في أول أمره يعد نفسه فقيها مدنيا في المدينة، وتميزت شخصيته وأصبحت متفردة عن الأصحاب والباقين.