نجوم الفن في رمضان.. حكاية تحية كاريوكا مع باعة المسك والبخور بالحسين
أهل الفن من نجوم الغناء والتمثيل، لهم أيضا كباقي أفراد الشعب المصري طقوس وعادات يمارسونها طوال شهر رمضان، ومنها السهر حتى الصباح في حي الحسين، وبالتحديد في مقهى الفيشاوي الأشهر، ومن بين هؤلاء النجوم الذين اعتادوا قضاء سهراتهم الرمضانية بالحسين، الفنانة تحية كاريوكا.
حكاية تحية كاريوكا مع باعة المسك والبخور بالحسين
الحسين الحي الذي حمل عن جدارة لقب "الحي اللاتيني" في القاهرة لا ينام ليل نهار تدب فيه الحياة في طرقاته وأزقته الضيقة التي كانت ذات يوم قلب القاهرة، الناس يتكاتفون، والشوارع تزدحم بكل ما يتركه رمضان على وجه الحياة من آثار، وتتحول القاهرة، ومجتمعاتها كلها، رجال المال والاقتصاد والإعلام في الفن والسياسة والأدب، حتى ملكات الجمال، يهرعن إلى قلب الحسين ليسهرن شهرا كاملا، ومنذ عشر سنوات كانت قهوة الفيشاوي، هي قلب الحي اللاتيني الساهر، ولكنها مع الأيام قد بدأت تفقد سحرها ونازعتها المقاهي الصغيرة المتناثرة في الدروب المحيطة بضريح الحسين.
بهذه الكلمات يستهل محرر مجلة الكواكب الفنية، تحقيقه المنشور في العدد 351 بتاريخ 22 أبريل من عام 1958. ومن بين الوجوه التي يرصد تواجدها في حي الحسين وتواظب على السهرات الرمضانية بين أجواءه ورحابه، الفنانة تحية كاريوكا.
تحية كاريوكا في مقهى المجاذيب
ويسرد محرر الكواكب حكاية تحية كاريوكا مع باعة المسك البخور في حي الحسين خلال شهر رمضان، معقبا: "عند مدخل مقهى "المجاذيب"، اعتاد البعض أن يبيع البخور والمسك، وألفت تحية كاريوكا أن تكون الزبونة رقم واحد لهم. كانت تشتري كل ليلة بعشرات القروش تدفعها عن طيب خاطر للباعة من المجاذيب الذين كانوا ينتظرون قدومها بفارغ الصبر ويلتفون حولها بمجرد رؤيتهم لها. ودفعت تحية كاريوكا مرة خمسة جنيهات كاملة لسبحة حباتها من الخشب، ولم تدفع تحية كاريوكا هذا المبلغ ثمنا للسبحة، بل كمنحة للمجذوبة التي راحت تدعو لها دعوات حارة صادرة من القلب بالنجاح والفلاح وتحقيق الآمال.
ولن أنسى طبعا أن أقول لك حكاية البركات، فــ تحية كاريوكا بعد الإفطار مباشرة "تبخر" الشقة كلها، وتقرأ آيات من القرآن الكريم، ولا بد أن تمر من فوق البخور سبع مرات ذهابا وإيابا لتحل بك البركة، أنا شخصيا خرجت أهتز طربا من البركات، فقد تخطيت البخور 28 مرة في صحة تحية.
شيخة تقلد أم كلثوم ثم تصوم عن الغناء في رمضان
ومن وجوه مقهى “المجاذيب” التي رصدها وتوقف عندها محرر مجلة الكواكب، فنانة تقلد أم كلثوم، قال عنها: وفي المقهى مجذوبات، أشهرهن الشيخة سعدية، وهي معجبة جدا بأم كلثوم وتحفظ قصائدها في مديح الرسول، وهي تظل طوال السنة تغني هذه القصائد حتى يأتي رمضان فتصوم عن الغناء تماما. والشيخة سعدية من رواد الفيلم المصري، تحدثك حديثا بارعا عن فاتن حمامة وماجدة وليلى مراد، وقد أراد فريد شوقي مرة أن ينتج فيلما بقصة واحدة "كالشيخة سعدية"، ولكنه خاف من سخط شيوخ الطرق الصوفية فعدل عن فكرته.