بركياروق.. من هو الأمير الذى ألحق أول هزيمة بحسن الصباح والحشاشين؟
شهدت الحلقة الـ13 من مسلسل "الحشاشين"، بطولة كريم عبدالعزيز، وإخراج بيتي ميمي، وتأليف عبدالرحيم كمال، وإنتاج المتحدة للخدملات الإعلامية- التطرق لما بعد موت السلطان ملك شاه وتناحر أبنائه الثلاثة: بركياروق وسنجر ومحمد، على الملك، واستغلال حسن الصباح حالة الفرقة والتناحر في الدخول إلى عمق المدينة وتنفيذ أعمال القتل بين سكانها بطرق بشعة بواسطة أتباعه.
وأرسل حسن الصباح رسائل للأخوة الثلاثة يهددهم فيها ويدعوهم لنصرته وإلا فالقتل مصيرهم مثل الذين سبقوهم، وجمع بركياروق أخوته بعد خروجه من السجن، ووزع عليهم السلطنة، واحتفظ لنفسه بأصفهان، وقرر الهجوم على إحدى قلاع الحشاشين لقتلهم والتنكيل بهم، وكانت أول هزيمة لحسن الصباح.
في إحدى حلقات مسلسل "الحشاشين" أورد عبدالرحيم كمال مشهدا للملك "ملك شاه" وزوجته تركان خاتون، وهي تحاول الوسوسة له بأن يجعل خليفته على حكم السلاجقة لولده محمود الصغير، والذي لم يتعد عمره العامين، ففطن ملك شاه لمقصدها ونهاها عن التفكير في هذا الأمر، وبعد موت الملك خافت تركان خاتون على انتزاع الحكم من ابنها، الذي بلغ 4 أعوام حسبما يذكر "ابن خلدون"، وأن أم محمود، تركان خاتون، بعثت إلى أصبهان سرا حتى يقبض على بركياروق، خوفا من أن ينازع ابنها محمود، فحبس.
قام أنصار الوزير نظام الملك، الذي اغتاله حسن الصباح والحشاشون، بإخراج بركياروق بن ملك شاه من السجن. وغادر بركيارق إلى الري واجتمع معه بعض أمراء أبيه في نفس الوقت الذي قدمت فيه خاتون وابنها محمود إلى أصبهان، بعثت خاتون العساكر لقتال بركياروق وفيهم أمراء ملك شاه، فلما تراءى الجمعان هرب كثير من الأمراء إلى بركياروق، واشتد القتال، فانهزم عسكر محمود وخاتون وعادوا إلى أصبهان، وسار بركياروق في أثرهم فحاصرهم بها.
وانتصر بركياروق وفكر في إعادة لم شمل الأخوة، فتواصل مع أخويه ممهدا الطريق لنفسه ليكون السلطان المقبل.
وبمجرد أن استوى على الملك لم يبذل بركياروق جهدًا لمهاجمة مراكز الإسماعيليين؛ وأعد مذبحة للمتعاطفين مع الإسماعيلية في أصفهان، وهكذا اشترك الجند والمواطنون في تصيّد المشبوهين الذين كان يُحاط بهم ويؤخذون إلى الميدان الكبير حيث يقتلون، وكان عدد ضحايا هذه المذبحة 800 إسماعيليًا، ومن أصفهان امتدت الإجراءات ضد الإسماعيليين إلى العراق، حيث قُتلوا في معسكر ببغداد وأُحرقت كتبهم، وكان أحد الإسماعيليين البارزين- يدعى إبراهيم أسدآبادي- قد أرسله السلطان نفسه في مهمة رسمية إلى بغداد، فأرسل السلطان أوامر بقتله، وعندما جاء سجَّانوه ليقتلوه قال لهم أسد آبادي: "حسنًا، إنكم ستقتلونني، ولكن هل يمكنكم قتل هؤلاء الذين في القلاع؟".
وعاش بركياروق حياة حروب حتى توفى عام 1105م، وتوفى بمرض السل والبواسير، وكان بأصفهـان، فسار طالبًا بغداد فقوى به المرض في "بروجرد" فجمع العسكر وحلفهم لولده ملك شاه، وعمره حينئذ 4 سنوات و8 أشهر، وجعل الأمير أياز أتابكه، فحلف العسكر له، وأمرهم بالمسير إلى بغداد، وتوفي بركياروق ببروجرد ونقل إلى أصفهان فدفن فيها، وانتهت فترة كبيرة في مواجهة الإسماعيلية والحشاشين.