من لودفيك شترن إلى أسامة طلعت.. أبرز رؤساء دار الكتب والوثائق
منذ أن أنشئت دار الكتب والوثائق القومية سنة 1870 على يد الخديو إسماعيل الذي كان يحلم بإنشاء مكتبة عامة لجمع شتات الكتب على نمط المكتبة الوطنية بباريس مثلما اقترح عليه علي باشا مبارك؛ ومن ثم صدرت بقرار رقم 66 بتأسيسها (كانت تسمى الكتبخانة الخديوية المصرية) في 20 ذي الحجة 1286هـ (23 مارس 1870م)؛ وذلك في سراي الأمير مصطفى فاضل باشا (شقيق الخديو إسماعيل) في حي درب الجماميز.
في البداية؛ تولى رئاستها الألماني لودفيك شترن؛ ومرورًا بتولي أستاذ الآثار الحالي الدكتور أسامة طلعت والذي يعد الرئيس الثاني والأربعين لها؛ ودار الكتب والوثائق القومية تعاقب على رئاستها من بعد "شترن" وحتى عام 1915 عدد من الرؤساء الأجانب حتى تولى أحمد لطفي السيد رئاستها في عام 1915 وحتى 1918.
عام واحد فقط لغالبية من تعاقبوا عليها من رؤسائها
أغلب من تعاقبوا على رئاسة دار الكتب والوثائق القومية لم تتخط رئاستهم لها ما بين الثلاث حتى الخمس سنوات؛ بينما كانت رئاسة الكثير من رؤسائها لها لم تتجاوز السنة الواحدة؛ مثل حلمي النمنم، وشريف كامل شاهين، وزين الدين عبدالهادي، وأحمد مرسي، وآخرين.
مخطوطات ومقتنيات دار الكتب والوثائق القومية
تبلغ مخطوطات الدار حوالي 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات وهي مرقمة ومفهرسة وتغطي تشكيلة واسعة من المواضيع، حيث تتميز بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة. كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية من بينها مجموعة عُثر عليها في كوم أشقاو بالصعيد تبلغ مجموعها ثلاثة آلاف بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وحسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريث أو دفع صداق وغيرها.
وأقدم البرديات يعود لسنة 87هـ (705م) ولم ينشر منها إلا 444 بردية. كما تحتوي الدار على مجموعة طيبة من الوثائق الرسمية التي تتمثل في حجج الوقف ووثائق الوزارات المختلفة وسجلات المحاكم وغيرها مما يعنى به الباحثون في شتى المباحث الأثرية والتاريخية.
كما تمتلك الدار مجموعة طيبة من النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة 77هـ (696م). وتشمل مجموعاتها تشكيلة كبيرة من مخطوطات القرآن المكتوبة على الورق والجلد وبعضها في الخط الكوفي القديم غير المنقط وبعضها لخطاطين مشهورين، وهناك مجموعات من مخطوطات البردي من مختلف أنحاء مصر بعضها يعود للقرن السابع أو قبله.
وهي منجم معلومات عن الحياة الاجتماعية والحضارية في مصر في بداية الإسلام، وفيها مجموعات عثمانية وفارسية قديمة أيضًا، وفي الدار قطع نقدية يعود أقدمها إلى 693 م.