هل الإنسان مجبر أم مخير في دخول الجنة أو النار؟
هل الإنسان مجبر أم مخير في دخول الجنة أو النار؟ سؤال يراود الجميع ولقد تحدث فيه الفلاسفة والعلماء كثيرا، من خلال قضية الجبرية والاختيار، لذا رأى البعض أن هناك من خُلِقَ للنار وهناك من خُلِقَ للجنة، وكأنه أمر جبري لا اختيار للإنسان فيه، وهو أمر لا يتفق مع عدل الله سبحانه وتعالى، لذا استوقفتني هذه الآية، حيث يقول سبحانه وتعالى "ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما" ويبين الله عز وجل في هذه الآية الكريمة أنه سبحانه وتعالى لم يخلق النار لكي يجبرنا على دخولها، وفي تفسير الٱية الكريمة يقول ابن كثير، قال تعالى مخبرا عن غناه عما سواه وأنه إنما يعذب العباد بذنوبهم، فقال ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم أي أصلحتم العمل وآمنتم بالله ورسوله "وكان الله شاكرا عليما " أي من شكر شكر له ومن آمن قلبه به علمه وجازاه على ذلك أوفر الجزاء.
وذكرتني هذه الآية بآيات أخرى تبين أن الله لم يخلقنا ليعذبنا بل ترك لنا حرية الاختيار في أن نسلك طريق الجنة أو طريق النار، حيث قال تعالى: "إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۖ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" (الزمر)
وقال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۖ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ"
وقال تعالى: "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدكم ولئن كفرتم إن عذابي شديد" (إبراهيم)
وقال تعالى: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ۗ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" (الكهف)
الخلاصة:
من هذه الآيات الكريمة ندرك أن الله أعطى الإنسان حرية الاختيار، فمن فعل الخير فلنفسه، ومن فعل الشر فعليه. فأكرمه الله بالجنة، وعلى من كفر عليه النار. هذا هو تقسيم عادل، وقد قال الله "ولا يظلم ربك أحدا"، وقال تعالى "ولا يظلمون ربك فتيلا"، والفتيل هو ما يكون في شق النواة.