مسلسل الحشاشين الحلقة 7.. تكفير من يخرج عن السمع والطاعة
ضمن أحداث الحلقة 7 في مسلسل الحشاشين، والذي تقدمه الشركة المتحدة ضمن أعمال الموسم الدرامي الرمضاني 2024، والذي يعد الإنتاج التاريخي الدرامي الأضخم، يتعرض لمبدأ السمع والطاعة لدى الجماعات والفرق التكفيرية.
الغزالي يفضح مبدأ السمع والطاعة
حيث عرضت أحداث الحلقة 7 في مسلسل الحشاشين، للقاء يجمع بين “يحيى” ابن الشيخ سعيد مؤذن مدينة ساوة بأصفهان، والذي قتل زيد بن سيحون ــ تابع حسن الصباح ــ والديه بعد أن دخل بيتهم وشاركهم الطعام والشراب، إلا أنه يخون “العيش والملح” غدرا وخيانة لإطاعة أوامر حسن الصباح إمام الدعوة الباطنية، والذي سيستقل لاحقا عن الباطنية و"ابن عطاش" ليؤسس فرقة الحشاشين.
مسلسل الحشاشين
وضمن أحداث الحلقة 7 في مسلسل الحشاشين، يلجأ “يحيي” إلي الأمام الغزالي، ويسأله عن أي مذهب هذا الذي يجعل الإنسان يخون من شاركهم الطعام والشراب وآمنوا له واءتمنوه، فيجيبه الغزالي ــ والذي يجسد دوره الفنان نضال الشافعي ــ: “أنت تقصد اللي قتل والدك الله يرحمه، متعرفش الرابط في الباطنية شكله عامل أزاي، لا بد من “السمع والطاعة” واللي يخرج عن الرابطة الباطنية يبقى كافر ويستحل دمه وماله، عشان كده هو عمل اللي عمله ده وفاكر أنه صح”.
يلقي الحوار الذي جاء في أحداث الحلقة 7 في مسلسل الحشاشين، الضوء على مبدأ “السمع والطاعة” الذي تنتهجه الجماعات السرية والتنظيمات التكفيرية وفي القلب منها جماعة الإخوان الإرهابية.
فبحسب الباحث في جماعات الإسلام السياسي “بابكر فيصل”: “ظهرت بيعة الإخوان المسلمين مع نشأة الجماعة عام 1928، حيث أخذ المرشد المؤسس حسن البنا البيعة لنفسه وهو شاب لم يتجاوز عمره 23 عاما، وقد أضحت تقليدا راسخا داخل الجماعة منذ ذلك الحين”.
ويضيف “بابكر”: وبالنظر لنص البيعة فإننا نجد أنه يؤسس لمبدأ السمع والطاعة "على أن أسمع وأطيع" كقاعدة لتشكيل العلاقة بين العضو والمرشد، وهى علاقة تابع بمتبوع، لا مجال فيها للاختلاف والتباين في الآراء. فالأوامر تتنزل من أعلى إلى أسفل، وحتى إذا وجدت مؤسسات تنظيمية عليا تتداول في تلك الأوامر مثل مكتب الإرشاد أو مجلس الشورى فإن القاعدة العظمى من عضوية الجماعة لا تكون جزءا من تلك المداولات وإنما هي أدوات لتنفيذ الأوامر.
ومن ناحية أخرى، فإن عضو الجماعة يتعهد بالطاعة تحت كل الظروف "العسر واليسر والمنشط والمكره" ومعلوم أن المنشط هو الأمر الذي يقوم به المرء بأثرة ورغبة، بينما المكره هو ما يؤديه مكرها، وهذا يعني أنه سيقوم بتنفيذ الأوامر في جميع الأحوال ولا يستطيع التملص منها حتى وإن لم يك مقتنعا بها في قرارة نفسه.
ويمضي “بابكر” في حديثه عن مبدأ السمع والطاعة الذي رصده مسلسل الحشاشين: كذلك يتعهد العضو بتقديم مصلحة الجماعة كما تقدرها وتقررها القيادة على مصلحته الشخصية ومصلحة أسرته "وعلى أثرة علي"، وهذا أمر في غاية الخطورة لأن تقديرات المصلحة التي لا يتم التدوال حولها بطريقة حرة وأسلوب جماعي، ستنحرف حتما لتمثل مصالح فئة محدودة وتخدم أغراض دوائر معينة.
وهذا العضو يقوم أيضا بالتنازل طوعا عن حقه في التفكير وإبداء الرأي في مختلف القضايا ويمنح هذا الحق حصريا للمرشد أو القيادة "وعلى ألا أنازع الأمر أهله"، وهذا الجانب من جوانب البيعة يفسر قيام الأعضاء بتنفيذ مهام قد لا يدركون عنها شيئا بسبب تنازلهم عن حقهم في المعرفة، وهذه المهام يمكن أن تكون على قدر عال من الخطورة بما في ذلك الاغتيال.
قصة مسلسل الحشاشين
ومسلسل الحشاشين، من تأليف الكاتب السيناريست عبد الرحيم كمال، ومن إخراج بيتر ميمي، وتدور أحداثه في إطار تاريخي، حول فرقة الحشاشين، أخطر الفرق السرية في العالم الإسلامي، والتي أشتهرت بالاغتيالات السياسية، وقصة صعود مؤسسها “حسن الصباح”، وحقيقة الصداقة التي جمعت بينه وبين “نظام الملك”.
قد يهمك: