ملخص الحلقات الخمس الأولى.. لماذا يكيد "الحشاشين" لتدمير حكم الدولة السلجوقية؟
خمس حلقات عُرضت حتى الآن من مسلسل "الحشاشين"، المثير للجدل حتى قبل بداية عرضه؛ ذلك لأنه يتناول أحداثًا نوه صناعه على أنها مستوحاة من التاريخ، حول فرقة تحمل الاسم ذاته، ظهرت أول ما ظهرت في بدايات القرن الحادي عشر الميلادي، وتخصصت في تنفيذ عمليات قتل وتدمير، طٌبعت في تاريخها ونُقلت أسرارها جيلًا بعد جيل.
لماذا سُميت هذه الطائفة بالحشاشين؟
ربما يعتقد المتلقي عندما يتعرض لهذا الاسم، أن أبناء هذه الطائفة كانوا يتناولون مخدر الحشيش ومن ثم أطلق عليهم الحشاشين، لكن هذا وبحسب، عائشة نصار، الباحثة في شؤون الجماعات الإرهابية، آخر احتمال ممكن، وأول الاحتمالات القريبة للمنطق، هي أنهم كانوا لا يجدون ما يأكلونه في أيام الاشتباك والحروب، ولا يجدون أمامهم إلا حشائش الأرض ليأكلوها، وأما الاحتمال الثاني، فهو أنهم اختاروا الحشائش كملاذ آمن للاختباء من أعين الأعداء والترصد لهم.
تحت عنوان "العهد" بدأت الحلقة الأولى من حلقات مسلسل "الحشاشين" وبدأ معها استعراض تاريخي للدولة الإسلامي منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغبة كل خليفة في القضاء على آثار الخليفة من قبله، وصولًا إلى الانقسامات السُنية والشيعية والطوائف من تحتها.
اقرأ أيضًا:
رصدها الحشاشين.. "هاتقتل الشيطان الأكبر" هكذا تجند التنظيمات الإرهابية أعضاءها
جمالًا غامض يدفع المشاهد إلى متابعة الحلقات باهتمام وترقب:
رسول ملك فرنسا على أعتاب قلعة الحشاشين يأمر أهلها بالخضوع للملك الذي أرسله، لكن إجابة جاءت على لسان مفوض كبيرهم، بأن القلعة لا خضوع لها إلا لسيدها، أثار سخري الرسول، فأي قلعة هذه يمكن أن تقف أمام الملك.
الآن يخرج حسن الصباح، سيد الحشاشين، الدور الذي يلعبه النجم كريم عبد العزيز، يرسل إلى أحد جنوده ويهتف خافتا في أذنه "بأي شيء تفدي الدعوة؟" ليجيب بـ"روحي"، يصعد الجندي أعلى القلعة، يفرد ذراعيه وكأنها جناحي طير، ينظر إلى السماء يلقي إليها بروحه وبجسده إلى الأرض.
"نص حكيم له سر قاطع" يظهر حسن الصباح وهو طفل صغير، يقوم والده على تعليمه الحروف المقطعة في القرآن والتي تجتمع في هذه الجملة، هذا المشهد يمنح المشاهد ملمحا من ملامح طفولة الشيخ.
بعدها يلتقي الصباح، بقائد مذهب الباطنية، الداعي لصاحب السر، يقرؤه كلمات الطاعة والولاية وينذره بأنه في حال مخالفتها فإن دمه حلال وماله حلال، ولا يجوز له الرجوع عن البيعة حتى إذا مات هو، يقر الصباح بالبيعة ويوافق عليها.
يطلب الشيخ من الصباح، الخروج في رحلة من بلاد فارس إلى مصر، للقاء الخليفة صاحب السر، ويوافق الصباح ويبدأ الرحلة بالفعل.
تضم أحداث الحلقة الأولى أيضا ما قام به زيد ابن سيحون، من محاولات إخضاع مؤذن أصفهان إلى تعاليم الصباح ونشرها بين الناس، نظرا لمحبته في قلوب مريديه وتأثيره فيهم، لكنه يرفض، فيأمره الصباح بقتل الإمام بعد أن كشف السر ورفض البيعة.
الشدة المستنصرية في الحلقة الثانية:
في الحلقة الثانية يواصل المؤلف عرض أحداث هذه الفترة، متحدثًا عن الشدة المستنصرية، ومن أبرز معالمها وصول النيل لأدنى مستوى له وتفشي الأوبئة والأمراض، واضطرار الناس إلى اكل الحيوانات بل وبعضهم البعض، حتى تنكشف هذه الغمة على يد الوزير، الذي يأمر بإزالة الزخارف الذهبية للملك وبيعها وشراء الطعام والشراب للأهالي بثمنها.
في لقاء دار بين الصباح والوزير، يشرح له فيه سبب قدومه إلى مصر ويطلب منه لقاء الملك إلا أنه يرفض، هذا الرفض يقود الصباح إلى ملاقاة والدة الملك والسيطرة عليها بعد نجاحه في دفعها للمشي بعد أن كانت قعيدة واعتقاد الجميع بأن الصباح هو الآن رجل صاحب كرامات.
الدعوة النزارية:
في الحلقة الثالثة يلتقي حسن الصباح أخيرًا بالخليفة المستنصر بالله ويخبره أنه لا يرد إلا مبايعته والسير على نهجه، وفي اللقاء ذاته يسأل المستنصر عن أي من أبناءه يكون خليفة ويحمل السر بعده، يخبره المستنصر بأنه ابنه نزار.
يصل بدر الدين الجمال، الوزير، يصعق عندما يرى أن الصباح نجح في الوصول إلى الخليفة رغم رفضه، ويقدم الخليفة الأثنين لبعضها لجهله بتفاصيل اللقاء الأول بينهما، ويخبره بقدرة الصباح على شفاء والدته وأنه رجل ذو كرامات.
مذبحة جنود أبناء عمومة السلطان، تنتهي بجملة، نظام الملك، بإن "مفيش حكم سطان راسخ بدون دم"، يموت المستنصر ويدعي وزيره بأن الملك ترك وصيته بخلافة نجله المستعلي بالله، لكن الصباح يلعن قرار الملك الذي سمعه منه شخيصًا، وقتها يرفض نزار الاستسلام ويطالب بحقه في الخلافة، لكن يد خائنه تغتاله وهو وسط اتباعه.
وقف الصباح إلى جوار الإمام المظلوم الغائب، لابد من وجود إمام جديد غائب ومظلوم يحرك عواطف العالم كله، وينذر بعهد جديد ودعوة جيددة، لكن الوزير يقوده إلى السجن ويخيره هناك بين الخروج سالمًا إلى بلاد المغرب، أو قطع رأسه.
يحتال الصباح على الوزير بالموافقة على الخروج إلى المغرب، وفي الطريق عاصفة تواجه المركب، الجميع في حالة خوف وترقب وقلق إلا الصباح الذي واقف صامدًا أمام الرياح يوجهها.
بعد انتهاء العاصفة توجه الصباح إلى قائد الحرس وأخبره أن الخليفة نزار، هو من ألهمه توجيه الرياح، وهو من يطلب منه الآن تحريك وجهة المركب إلى عكا وليس المغرب، يشهر القائد سيفه في وجه جنوده ويخبرهم بضرورة تنفيذ ما سمعوه.
هنا تتجه الكاميرا إلى كتاب كان يقرأه الصباح يتحدث عن حركة الرياح، فيصل إلى المشاهد أن الصباح استغل علمه في السيطرة على جهل من كانوا معه.
بيت سر السلطنة:
بيقابل حسن الصباح تابعه ابن سيحون، ويخبره بزيادة أتباع دعوته، ويمليه الصباح التعاليم الجديدة التي يقوم من خلالها باستقطاب عدد أكبر للدعوة، بعدها يقرر الصباح التواصل مع نظام الملك وزير الدولة، ويتنصل أمامه من مذهبه.
يخبر الصباح وزير الدولة أنه لم يأتي إلى هنا إلا ليذكره بالعهد القديم بينهم، وهو أن من يتمكن من الحكم يأخذ بيد الأثنين الأخرين، وهو الآن أي نظام الملك، وزير الدولة الأقوى.
ويطلب صديقهم الثالث والأخير، عمر الخيام، العمل الحر ولا يرغب في أي من مناصب السلطنة، يمنح نظام الملك الأمان للخيام، لكن رغم فروض الطاعة والولاء التي منحها الصباح له إلا أنه لم يكن ليصدقه، عينه مراقب لجميع اتباعه، وعين عليه من يراقبه، خاصة وأن السلطان لم يقبل الصباح والخيام إلا بعد أن تعهد نظام الدولة له أنه يضمن ولائهم.
في نهاية الحلقة يتم تعيين الصباح، في مهمة استخباراتية يقوم من خلالها بمراجعة وتدقيق جميع المعلومات عن كافة المعارضين للدولة، ومن خلال هذا المنصب تمكن الصباح من الحصول على المعلومات التيي تدعم دعوته وأرسلها إلى أتباعه في خطابات سرية.
الخليفة العباسي في الحلقة الخامسة:
تشهد الحلقة الخامسة قرب حسن الصباح بصورة أكبر من الملك شاة، وبروز المقارنة الحقيقية بينه وبين نظام الملك، بعدما أكد الصباح للملك، قدرته على تلخيص مكتبات الدولة في أقل من مجلد صغير، بالاختصار عن طريق استبدال الحروف بالأرقام، هذه الطريقة التي تحقق السرية وتقليل حجم المجلدات.
سأل الملك، نظام الملك عن المدة التي يمكن فيها تقديم ذلك فقال إنها ليست أقل من سنة، وأكد الصباح أن بإمكانه ذلك في أقل من شهر.
هذه المواجهة جعلت نظام الملك يطلب صراحة من الصباح عدم القدوم إلى بلاط الملك إلا بإذنه.
وفي هذه الحلقة ظهر نفوذ الإمام الغزالي في إظاهر فساد الباطنية، وقرار الصباح بتشويه سمعته وبالتالي اختفاء تأثيره وصدقه لدى التابعين.