تقرير أمريكى: النزوح الجماعى إلى رفح الفلسطينية يدفعها إلى نقطة الانهيار

سلطت الإذاعة الأمريكية العامة "إن بي أر"، اليوم، الضوء على أوضاع الفلسطينيين في مدينة رفح، بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب الإسرائيلية الدموية في قطاع غزة؛ حيث ذهب العديد منهم إلى أقصى ما يمكنهم الوصول إليه- وهم محاصرون فعليًا في المدينة الواقعة، في أقصى جنوب القطاع.

وقالت "إن بي أر" في تقرير لها، إنه "بغض النظر عن الاتجاه الذي تتجه إليه الآن في رفح، فإن الأشخاص الذين يحتمون هناك محاصرون. وإلى الشمال، فإنهم محاصرون بسبب القتال المستمر في خان يونس، على بعد حوالي ستة أميال. وعلى جانبين آخرين، فإنهما معزولان بحدود غزة مع إسرائيل ومصر، وعلى الجانب الثالث يوجد البحر الأبيض المتوسط".

وأضافت أن النزوح الجماعي الذي نزل على رفح يدفعها إلى نقطة الانهيار.

وأوضحت أنه قبل الحرب، كانت رفح موطنا لحوالي 275,000 شخص. ومنذ ذلك الحين، تضخم عدد السكان بأكثر من ثلاث مرات ونصف ليصل إلى أكثر من مليون شخص حسب بعض التقديرات، ويصل إلى 1.4 مليون، وفقًا للأمم المتحدة، وإجمالاً، فقد تم دفع ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الحرب إلى معبر رفح.

واعتبرت أن هذا النمو يصبح أكثر دراماتيكية عندما تتوقف عن التفكير في حجم رفح، التي كانت حتى قبل الحرب واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في غزة.

وتبلغ مساحة رفح حوالي 25 ميلًا مربعًا، وتغطي نفس مساحة مدن مثل نيوارك بولاية نيوجيرسي أو أرلينغتون بولاية فيرجينيا، وفقًا للإذاعة، لكن من حيث عدد السكان، أصبحت رفح الآن كبيرة مثل بعض مدن كاليفورنيا مثل سان دييغو (1.4 مليون) أو سان خوسيه (1 مليون). 

وقالت: "هذا هو الفرق، رغم ذلك. وفي سان دييغو، يتوزع السكان على مساحة أكبر بحوالي 15 مرة من مساحة رفح. وفي سان خوسيه، يعيش السكان في مساحة أكبر بسبع مرات من مساحة رفح، لذا تصور عدد سكان مدينة مثل سان دييغو في مساحة بحجم رفح. إنها أكثر كثافة من مدينة نيويورك. من حيث الكثافة المطلقة".

أزمة إنسانية متصاعدة

ولفتت إلى أنه مع استمرار الحرب، يجد سكان رفح أنفسهم عالقين في أزمة إنسانية متصاعدة، حيث لم يتم تصميم المدينة أبدًا لاستيعاب هذا العدد الكبير من الأشخاص، لذلك لا يوجد مكان قريب من السكن الكافي لاستيعاب الجميع. ولا تمتلك معظم العائلات حتى خيامًا مناسبة. وبدلاً من ذلك، يحتمي الكثيرون تحت الأقمشة والبطانيات أو أي بقايا يمكنهم العثور عليها لبناء أكواخ.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، مع تقارير عن أن كيس الدقيق الذي يبلغ وزنه 55 رطلاً يكلف ما يصل إلى 100 دولار- بعد أن كان حوالي 10 دولارات قبل الحرب.

وقالت: "إن الكفاح من أجل العثور على الغذاء يعني أن سوء التغذية قد بدأ ينتشر، خاصة بين سكان المحافظة الأصغر سنا". 

وغالبية السكان في رفح هم من الأطفال، ويقدر عددهم بـ600,000 طفل، وفقاً لليونيسف. وتظهر فحوصات الأمم المتحدة أن 5% من الأطفال دون سن الثانية في رفح يعانون سوء التغذية الحاد، المعروف أيضاً باسم "الهزال". وتتركهم هذه الحالة يعانون ضعفا في أجهزة المناعة، ما يعرضهم لخطر أكبر للوفاة بسبب أمراض الطفولة الشائعة.

الرئيس السيسى يُحذّر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلى رفح الفلسطينية

وحتى قبل الحرب، كانت غزة تعاني إمدادات المياه، وتعتمد على محطات تحلية المياه والأنابيب القادمة من إسرائيل. لكن نقص الوقود أعاق أعمال تحلية المياه، ما يعني أن الناس في رفح غالباً ما يشربون المياه المالحة والملوثة.

ويشكل النقص العام في المياه تحديات تتعلق بالنظافة. في بعض المناطق، توجد طوابير طويلة لساعات حيث يتشارك مئات الأشخاص في مرحاض أو دش واحد.

كل هذا يعني أن الأمراض والالتهابات تنتشر، مع عدم توافر سوى القليل من البنية التحتية الطبية لعلاج المحتاجين، وفقًا للأطباء ومجموعات الإغاثة الدولية.

في هذه المرحلة من الحرب، لم تكن المستشفيات في رفح مجهزة للقيام بشيء سوى تقديم الإسعافات الأولية، حيث لا يتوافر علاج للأمراض المزمنة مثل مرض السكري، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية.

وعلى الرغم من نقص الموارد، فإن بعض مستشفيات رفح تستقبل ما يصل إلى ثلاثة أضعاف عدد المرضى عما كانت عليه قبل الحرب.

مكتب نتنياهو: رئيس الوزراء صدق على خطط العملية العسكرية برفح الفلسطينية والجيش يستعد

الغارات الإسرائيلية تفاقم أزمة رفح

في هذا الإطار، رأى تقرير الإذاعة الأمريكية أن ما يزيد من تفاقم الأزمة في رفح هى أنها أصبحت حقيقة مركزًا للغارات الجوية الإسرائيلية، حيث استهدفت الغارات هناك مقاتلين أو منشآت تابعة لحماس، في حين تم تنفيذ بعضها الآخر في محاولة لتحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، وفقا للجيش الإسرائيلي. 

وأردف: “لكن بعض هذه الضربات أصابت المنازل، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وضرب آخرون مواقع توزيع المواد الغذائية، وقد يصبح الوضع أكثر قتامة".

ولم تتوصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن الجيش الإسرائيلي سيشن في نهاية المطاف هجوماً واسع النطاق في رفح لاجتثاث حماس وتحقيق "النصر الكامل".

وقال: "يجب القيام بذلك".