خطوات نحو الإنصاف التكنولوجى: القرار الأمريكى لتمكين الدول النامية
في عصر يشهد تطورات متسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، تبرز الحاجة الماسة إلى إطار عمل عالمي يضمن استخدام هذه التكنولوجيا بشكل آمن وموثوق تقود الولايات المتحدة جهودًا دولية لصياغة قرار تاريخي للأمم المتحدة يهدف إلى تحقيق هذا الغرض، مع التركيز بشكل خاص على تمكين الدول النامية من الوصول إلى فوائد الذكاء الاصطناعي.
مبادرة أممية
وتسعى الولايات المتحدة لإرساء أسس قرار الأمم المتحدة الأول من نوعه بشأن الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على أهمية أن تكون التكنولوجيا الجديدة "آمنة وجديرة بالثقة".
ويتطلع مشروع القرار إلى سد الفجوة الرقمية وضمان مشاركة جميع الدول في مناقشات الذكاء الاصطناعي، مما يمكنها من الاستفادة من تطبيقاته المتعددة مثل الكشف عن الأمراض والتنبؤ بالكوارث الطبيعية.
تعترف المسودة بالتقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي وتشدد على الحاجة إلى توافق عالمي حول أنظمة ذكاء اصطناعي آمنة وموثوقة، كما تلفت الانتباه إلى أن حوكمة الذكاء الاصطناعي تمثل مجالًا متطورًا يتطلب مناقشات مستفيضة حول الأساليب الممكنة للحوكمة.
حوار عالمي شامل
من جانبه، أكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أهمية إجراء حوار عالمي شامل حول إدارة تأثيرات التكنولوجيا المتقدمة، مشيرًا إلى أن القرار سيدعم مجموعة من المبادئ الأساسية لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بما يحقق النفع العام ويدير المخاطر المرتبطة به.
وبعد مفاوضات استمرت لأشهر وشملت مئات الساعات من المحادثات مع الدول الأعضاء، حظي القرار بدعم جماعي ومن المقرر أن يتم النظر فيه رسميًا في وقت لاحق من الشهر الجاري.
يُعد هذا القرار، إذا ما تمت الموافقة عليه، خطوة مهمة نحو تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق عالميًا.
يسلط مشروع القرار الضوء على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، ويشجع جميع الأطراف المعنية على تطوير ودعم الأساليب والأطر التنظيمية لأنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة.
في الوقت نفسه، يتوقع أن يمنح المشرعون في الاتحاد الأوروبي الموافقة النهائية على أول قواعد شاملة للذكاء الاصطناعي في العالم.
دعم الدول النامية
يدعو القرار الأمريكي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وغيرها إلى دعم الدول النامية في الوصول إلى فوائد التحول الرقمي وأنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة، مع التأكيد على ضرورة احترام وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية طوال دورة حياة أنظمة الذكاء الاصطناعي.
يمثل مشروع القرار هذا خطوة متقدمة نحو تحقيق عالم يتسم بالتكنولوجيا الآمنة والمتاحة للجميع، ويعكس التزام الأمم المتحدة بتوجيه الذكاء الاصطناعي نحو خدمة الإنسانية وتحقيق التنمية المستدامة.