مسلسل الحشاشين | رحالة يوثقون حالة التسامح الديني بمصر في عهد الفاطميين
شهدت الحلقة الثانية في مسلسل الحشاشين، حوارًا بين حسن الصباح والوزير بدر الدين الجمالي خلال طلبه لمقابلة الإمام.
وتحدث “الصباح” عن التسامح الديني بين الطوائف الأربعة.
مسلسل الحشاشين الحلقة 2.. التسامح الديني في عهد الفاطميين
عاش القديس"سمعان الدباغ" والذي كني أيضا بالخراز والإسكافي حيث مهنته التي أشتغل بها قبل أن تظهر معجزته، خلال فترة الحكم الفاطمي لمصر وتغيير مذهبها لأول وآخر مرة للمذهب الشيعي.
ويشير المستشرق الرحالة الإنجليزي "ستانلي لينبول" إلي أن هذا التحول كان أكثر من إبدال مذهب بآخرومما لا شك فيه أنه بفضل التسامح السياسي لفاتح مصرــ المعز لدين الله الفاطمي ــ وتجنب مبادئ الشيعة المتطرفة وافق الناس علي النظام الجديد دون مغالاة أو تعقب للمذهب القديم٬ وإن كان اسم الخليفة العباسي قد حذف في الحال من صلوات يوم الجمعة في مسجد عمرو بن العاص القديم.
كما أن ملابس العباسيين السوداء قد حرم لبسها وكان الواعظ يرتدي ملابس ناصعة البياض ويتلو خطبة للإمام المعز أمير المؤمنين ويطلب له ولأجداده علي بن أبي طالب وفاطمة وجميع أفراد الأسرة المقدسة البركة والنعمة.
الحشاشين .. هكذا تمتع الأقباط بالتسامح الديني
ويضيف “لينبول”: كان الأقباط والمسيحيين هم أكثر من أستفاد من حالة التسامح الدينية هذه٬ كان للخليفة العزيز بن المعز والذي حكم من عام 970 إلي 996 زوجة مسيحية وكان أثنان من أخواتها بطاركة ملكانيين.
كما أن كلا من البطريرك اليعقوبي إفريم وسفيروس أسقف أشمونين كانا من خيرة أصدقائه٬ فقد كان الأسقف يشجع علي المجيئ إلي القصر والتحدث في اللاهوت مع رئيس القضاة٬ كما أن البطريرك قد سمح له بإصلاح كنيسة القديس مركاريوس٬ التي كانت توجد خارج مصر.
معجزة نقل جبل المقطم
ويحدثنا أحد الكتاب الأرمنيين بأنه كانت توجد كنيسة مكرسة لهذا القديس غير أنها كانت متهدمة وتستعمل كمخزن لقصب السكر٬ وبعد ذلك في عهد هذا البطريرك بدأت الأسئلة تدور حول قانون الإيمان عند المسيحيين٬ وهل كانوا يعتقدون في الكذب أم الإيمان٬ وهنا اجتمع المسيحيون وذهبوا إلي الجبل٬ وكان المسلمون واليهود قد خرجوا في نفس الوقت لغرض آخر.
وقد تقدم كثير من زعماء الإسلام وأخذوا يصلون وينادون "الله أكبر"ويتضرعون إلي الله طالبين معونته٬ غير أن أية علامة لم تظهر لهم٬ وبعد ذلك تبعهم اليهود إلا أن حظهم لم يكن بأحسن من حظ المسلمين٬ وهنا تقدم البطريرك يتبعه "الدباغ" الذي كان الله قد حقق له معجزة عجيبة٬ ومن ورائهما جميع المؤمنين٬ ثم أخذا يصليان إلي الله العظيم ويحرقون البخور٬ ويصيحون ثلاث مرات قائلين "كيرياليسون" وما أن أتما ذلك حتي كان الله قد أتي بالعجائب.
ذلك أن الجبل كان قد تحرك٬ ونقصد بالجبل ذلك الجزء من جبل المقطم القريب من تل الكبش بين القاهرة ومصر. وقد حدثت هذه المعجزة خلال إيمان الدباغ الذي كان قد اقتلع عينه في حضرة العزيز وكبار رجال حكومته وقضاة الإسلام.
وحينما شاهد العزيز هذه المعجزة العظيمة قال: كفي أيها البطريرك فنحن نعترف بما فعل الله لك" وبعد ذلك أضاف: اطلب مني ما تشاء وسوف أحققه لك ومهما يكن من شيئ٬ فإن البطريرك رفض هذا الطلب شاكرا٬ غير أن العزيز ألح عليه في أن يطلب شيئا٬ وهنا طلب منه البطريرك في أن يأذن له بإصلاح كنيسة قديمة كان قد لحقها الخراب. وبالفعل حقق له العزيز ما أراد وأمر بأن تصلح الكنيسة٬ ويقال أن تلك هي كنيسة القديس مركيوس.