من فكرة إلى عادة سنوية تبهج الأطفال وتهون الغربة على المسافرين.. مصور يسجل أجواء رمضان
لكل بلد طريقتها في استقبال شهر رمضان المبارك، لكن لا يزال استقبال مصر للشهر الكريم، له طابع مميز يفوق أي بلد آخر، سواء في طريقة تحضير وتناوب الأطعمة والمشروبات، أو تعليق الزينة في البيوت والشوارع، المصحوبة بفوانيس رمضان، أو معايدة الناس بعضها البعض عن طريق الزيارات العائلية أو تجمعات الاصدقاء والأهل في الخارج، وحتى عبر التلفاز من إعلانات ومسلسلات وبرامج وفوازير.
هناك طرق أخرى يتفرد بها بعض الأشخاص ليعطون لرمضانهم طعم مميز، وهو ما فعله المصور محمود البنا في مدينته "هها" ببنها التابعة لمحافظة القليوبية، حيث اعتاد على صنع فيديو به لقطات مميزة تضم أبناء بلده وأطفالهم، مليء بالبهجة والسعادة والمصحوبة بالأجواء الرمضانية في بلدته، والتي جعلت أهل بلدته ينتظرون هذا الفيديو ويلحون عليه كي يصنعه معهم كل عام عند حلول شهر رمضان.
بداية الفكرة
يقول محمود البنا لـ الدستور، إن هذه الفكرة راودته منذ عام ٢٠٢٠ وظهور جائحة كورونا، فأراد أن يخلق أجواء من الفرحة بين أهل بلده بفيديو مجمع يضم أغلبهم وخاصة الأطفال، بعد شهور من جفاف السعادة بسبب العزل الصحي والتباعد الاجتماعي الذي حدث هذه الفترة، وقام لنشره على صفحة خاصة بأهل بلدته، فسعد بها الجميع وحصد الفيديو ألاف المشاهدات والتفاعلات، ومن هنا بدأت شرارة معايدته الخاصة على أهل بلدته، في شهر رمضان من كل عام.
فيديو ٢٠٢٠
https://www.facebook.com/share/v/1kJug8CLPwnPqy3B/?mibextid=wFJQ5J
فيديو ٢٠٢١
https://www.facebook.com/share/v/Y5WbHbym6zUoLGdL/?mibextid=wFJQ5J
فيديو ٢٠٢٢
https://www.facebook.com/share/v/9fNYpMVP7chdosho/?mibextid=w8EBqM
كيف تطورت الفكرة إلى عادة
وتوالت الأعوام ليأتي عام ٢٠٢٣، ويطور البنا من فكرته، حيث أراد أن يضم الفيديو الخاص به جميع أفراد البلدة وخاصة المتواجدين في الشارع بشكل مستمر، كما تعاون مع مغني وصنعوا أغنية خاصة لأهل بلده، واشترك معه فنان تنورة، وغيرهم من فريق عمل كبير، ليستغرق الفيديو حوالي ٢٦ حتى يخرج بشكل أبهر الجميع، وشعروا بسعادة وبهجة لا مثيل لها.
فيديو ٢٠٢٣
https://www.facebook.com/100067651734073/videos/170967845795140/?mibextid=w8EBqM
تعلق الأطفال بالفيديو
الاطفال تعلقوا بمحمود البنا، وأصبح بفكرته معروفا في بلده هذه، لينهالوا عليه بالتساؤلات التي مفداها يتمركز حول "متى موعد فيديو رمضان يا عمو لنجهز نفسنا للتصوير؟" ليوعدهم بصنعه خصيصا لهم حتى لا يكسر بخاطرهم.
ليأتي عام ٢٠٢٤، ولا يقطع محمود عادته، رغم انه كان يريد الا يفعله هذا العام بسبب ظروف طرأت له، إلا أن عشم أهالي بلده فيه وفي اعتيادهم على هذا الفيديو المبهج، جعله يصنعه لهم بكل حب.
فيديو ٢٠٢٤
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid028Cq41Kep8Ypt9UFwbrueX7cVjAtZrimqV5JRwF3hRUE1ap2rGNY47KxouARkK4PJl&id=100067651734073&mibextid=w8EBqM
ارتباط المغتربين بالفيديو
يروي البنا، أن المغتربين خارج مصر من أهل البلدة أكثر من يهتمون بهذه الفيديوهات، حيث أوضح أنهم قالوا لهم أنه بهذا الفيديو يخفف عنهم مرارة الغربة، ويروا خلال الفيديو وجوه غابت عنهم وافتقدوها بسبب ظروف سفرهم.
قد تكون هذه مبادرة بسيطة تخص العمل الذي يمتهنه محمود البنا، وهو التصوير، إلا انه صنع منها عادة لأهل البلد ينتظرونها كل عام ليشاهدون لقطات لهم أو لأطفالهم او أصدقاءهم وهم يعيشون أجواء رمضان من تعليق الزينة او اللعب في الشوارع أو الجلوس مع بعضهم كصحبة.