"حرب الاستنزاف.. صفحة لا تنسى" في ندوة بإعلام الخارجة
عقد مركز إعلام الخارجة بالوادي الجديد، الأربعاء، ندوة تثقيفية بعنوان "حرب الاستنزاف صفحة لا تنسى فى تاريخ مصر".
يأتي ذلك فى إطار احتفال قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الدكتور ضياء رشوان وتوجيهات د.أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلى، بيوم الشهيد في مصر الذي يواكب 9 مارس من كل عام تخليدًا لذكرى رحيل الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب الجيش المصري، بمقر مدرسة الخارجة الثانوية الصناعية العسكرية.
حاضر في الندوة د.عمرو عثمان، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة الوادى الجديد، بحضور عمر سمير مدير إدارة المدرسة، ضابط مساعد أحمد جمعة الشناوى، قائد المدرسة ومحمد يوسف وكيل المدرسة، ومحمد عطية، أخصائى الاعلام بالمركز، وتحت إشراف السيدة أزهار عبدالعزيز محمد مدير مركز إعلام الخارجة.
وتناول د.عمرو عثمان أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة الوادى الجديد، موضوع اللقاء من زوايا متعددة أولها إعطاء نبذة تاريخية عن يوم التاسع من مارس الذى خرج فيه رئيس أركان حرب الجيش المصري عبد المنعم رياض بين مجموعة من قيادات الجيش لتدبر أحوال الجيش عند أقرب نقطة حصينة على مقربة من صفوف العدو الاسرائيلى، الذى استغل تواجده هناك فقصف المنطقة بدانة صاروخية أصابت أثنين من اللواءات، وأستشهد الفريق عبد المنعم رياض، الذى كان محبوبا بين الجنود والقيادات بالجيش المصرى بل ومن الشعب المصرى بأكمله، وقد نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر.
ثم تناول تبعيات هذا الحادث الأليم الذى دفع القيادات العسكرية بالدولة المصرية إلى دعم الروح المعنوية لدى أفراد الجيش المصرى قيادات وجنود، الأمر الذى أثبت بسالة وشجاعة وإخلاص الجندى المصرى وسعيه إلى التضحية من أجل تراب الوطن، حتى فى ظل عتاد قوى يعلن عنه جيش العدو، ومساعدات دولية تدعمه.
وفى إشارة سريعة أكد الدكتور عمرو، على أن مصر كدولة تعد هى بمثابة العمود الفقرى لضمان استقرار الأوضاع لكافة الدول العربية، الأمر الذى دعا غالبية الدول العربية للمشاركة بما أمكن لتعزيز القوات المصرية لمجابهة العدو الغاشم، هذا لأن الجميع يعلم أن سقوط مصر يعنى بالضرورة سقوط أمة العرب بأسرها.
أضاف الدكتور عمرو، أن حرب الاستنزاف اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتي قناة السويس. بدأت أحداثها عندما تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها يوم 1 يوليو، 1967، فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية.
وتصاعدت العمليات العسكرية خلال الأشهر التالية، واستمرت الحرب لنحو 3 سنوات، وخلالها استهدفت غارات سلاح الجو الإسرائيلي المدنيين المصريين أملا في إخضاع القيادة السياسية المصرية، مستخدمين في ذلك مقاتلات الفانتوم الأميركية الحديثة.
كما استعان المصريون بالخبراء السوفييت وصواريخ الدفاع الجوي السوفياتية لتأمين العمق المصري.
وشهدت الحرب أيضًا معارك محدودة بين إسرائيل وكل من سوريا والأردن والفدائيين الفلسطينيين، وفي 7 أغسطس، 1970 انتهت المواجهات بقرار الرئيس عبد الناصر والملك حسين قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.
ولم تؤد الحرب إلى أي تغييرات في خطوط وقف إطلاق النار، ولم تنجح كذلك المساعي الهادفة للتوصل لتسوية سلمية بسبب التعنت الإسرائيلي، وانما سادت حالة من اللا سلم واللا حرب، والتي أدت بدورها إلى نشوب حرب أكتوبر بعد 3 سنوات.
فى ختام اللقاء، وجه الدكتور عمرو التحية لكل أفراد الجيش المصرى، وكل أسر الشهداء المخلصين لدينهم وأرضهم.