جارة القمر.. حكايات أماكن غنت لها فيروز
لم تترك بلدا عربيا إلا وغنت لها، وحكاياتها مع الأماكن لا تنتهي ولا نمل منها، منها التي غازلتها، وثانية دعمت قضيتها، وأخرى حنت إليها، وبالطبع لم تنسى بلدها التي مازالت تعيش فوق ترابها وتتمنى الموت فيها.
فيروز، أو "جارة القمر" كما أطلق عليها، اسم عندما يأتي في مخيلتك تتذكر أيام الشتاء، ولم لا؟ وهي التي غنت "حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا، و"شتي يا دني" و"رجعت الشتوية".
شط إسكندرية
وغنت لنا فيروز أيضا عن أحب الأماكن لقلوبنا كمصريين وهيا "الإسكندرية" التي غنت لها أغنية "شط إسكندرية"، التي عشقناها جميعا ومازلنا نرددها وندندن بها وبنغنيها عند زيارتنا للإسكندرية، ونجلس على الشاطئ بمحازاة بحرها الذي جمع من العشاق الكثير، وقد يكون أهل الإسكندرية، بشكل خاص، مرتبطين بفيروز أكثر من غيرهم بسبب هذه الأغنية، وأيضا لإحساسها الدافئ الأخاذ.
مصر عادت شمسك القمر
لم تكن "شط إسكندرية" هي الأغنية الوحيدة لفيروز عن مصر، فقد غنت أيضا "مصر عادت شمسك الذهب" التي في أصلها قصيدة للشاعر سعيد عقيل، والتي غنتها بعد حرب أكتوبر، ودعمت بها مصر ونصرها العظيم، فمن في مصر لا يحب "الست فيروز"؟
دعم فيروز للقضية الفلسطينية
ولأنها سيدة عظيمة وصاحبة رأي وفكر وقضية.. لم تأخذ الغناء كموهبة وصوت عذب فحسب.. ولا بكونة حرفة "تاكل بيها عيش"، بل أخذته كوسيلة توصل بها رسالة قوية.. حيث إن فيروز دعمت بالطبع أم القضايا وأقدمها، وهي القضية الفلسطينية، بـ 6 أغنيات عن القدس وهما:" يافا، زهرة المدائن، سلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة، أنا لا أنساك فلسطين، القدس العتيقة، جسر العودة"... وهذا جعل من فيروز أيقونة عند الفلسطينيين، وليس مجرد مغنية جاملتهم بأغنية والسلام"، لذلك فالفلسطينيون قالوا عنها "فيروز فلسطينية أكثر منا"."
لفيروز أيضا أغاني وطنية كثيرة لبلاد مختلفة، لكن بدون أن تذكر اسم زعماءها وقادتها، ولذلك فإن أغاني فيروز الوطنية هي أكثر الأغاني الوطنية طويلة العمر.
يا شام عاد الصيف
فيروز كانت دائما متصدرة لذاكرة الأغنية الرحبانية، وهذا عندما غنت "يا شام عاد الصيف" وكانت هذه الأغنية حاضرة دائما في حفلات معرض دمشق السنوي، فضلا عن غنائها أغنية "بغداد" والتي أثارت ضجة وقتها في حفلتها ببغداد ومطلعها هو:“بغداد والشعراء والصورُ.. ذَهَبُ الزمان وضوعُهُ العَطرُ.. يا ألف ليلةَ يا مُكَمّلة الأعراس.. يغسل وجهك القمرُ".
غنيت مكة
فيروز مسيحية الديانة، لكن لا مانع لديها في الغناء لأهل ديانة مختلفة، وهذا أوضح مدى تسامحها الكبير وبعدها عن التعصب، فغنت “غنيت مكة”، والتي هي أيضا قصيدة للشاعر سعيد عقيل صاحب الديانة المسيحية والمعروف ببحثه وتطلعه الكبير في الأديان، فاستطاعت فيروز بذلك تجمل من القصيدة أغنية خالدة.
أغاني عن لبنان بصوت فيروز
ما الأماكن التي غنت لها فيروز أيضا؟ بالطبع ستغني لبلدها وتعتز بها، فـ"جارة القمر" امرأة أصيلة.. غنت للبنان "بحبك يا لبنان" وهذه أشهر أغنية ليها للبنان، فضلا عن أغنية "احكيلي عن بلدي، وردني إلى بلادي، وغربة، وفي قهوة ع المفرق".
فيروز "حالة" من المستحيل أن تتكرر مرة أخرى، هي جعلتنا نعيش في حالات من الحب والحنين والشجن، جعلتنا نفرح ونطير مثل الفراشات، ومثلما علمتنا الحب، أيضا عملتنا الإنسانية وحب الأماكن والانتماء ليها.