الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بحلول الأحد الثالث من الزمن الأربعيني
تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر، بحلول الأحد الثالث من الزمن الأربعينيّ، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ سرّ قيامتنا كبير وسبره صعبٌ جدًّا. لقد أُعلن في كثيرٍ من نصوص الكتاب المقدّس، وخاصةً في حزقيال: "وكانَت عَليَّ يَدُ الرَّبّ فأَخرَجَني بِروحِ الرَّبّ، ووَضَعَني في وَسَطِ السَّهْلِ وهو مُمتَلِئٌ عِظامًا، وأَمرَّني علَيها مِن حوَلها، فإِذا هي كَثيرَةٌ جِدًّا على وَجهِ السهَّلْ، وإِذا بِها يابِسَةٌ جدًّا. فقالَ لي: يا ابنَ الإنْسان، أُتُرى تَحْيا هَذه العِظام؟ فقُلتُ: أيُّها السَّيِّدُ الرَّبّ، أَنتَ تَعلَم. فقال لي: تَنَبّأْ على هذه العِظام وقُلْ لَها: أَيَّتُها العِظامُ اليابِسَة، اِسمَعي كَلِمَةً الرَّبّ."
إذًا ما هي هذه العظام الّتي قال لها حزقيال: "اِسمَعي كَلِمَةً الرَّبّ..." إن لم تكن جسد الرّب يسوع المسيح، الّذي قال بنفسه عنها: "تَفَكَّكَت جميعُ عِظامي" ... فكما أنّ قيامة جسد الرّب يسوع المسيح الحقيقيّ والكامل حدثت، فيومًا ما، هكذا ستجتمع أعضاؤه، العظم إلى عظمه والمفصِل إلى مفصِله. فمن هو محروم من هذا المفصل لن يبلغ إلى "القامةَ الَّتي تُوافِقُ كَمالَ المسيح". إذًا... "فأَعضاءَ الجَسَدِ كُلَّها على كَثرَتِها لَيسَت إِلاَّ جَسَدًا واحِدًا"
أتحدّث هنا عن الهيكل الّذي قال عنه الربّ: "غَيرةَ بَيتكَ أَكَلَتني"، وعن اليهود الّذين طلبوا منه أن يظهر لهم آية، وأيضًا عن جوابه لهم...: "اُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام!"... لأنّه كان يجب عليه أن يطرد من هذا الهيكل، الّذي هو جسد الرّب يسوع المسيح، كلّ من يرفض العدل ويهتمّ بالتجارة، حتّى لا يبقى هذا الهيكل بعد الآن بيت التجّار. يجب عليه، علاوة على ذلك، بعد تدميره من قبل أولئك الّذين يرفضون كلمة الله، أنّ يقوم في اليوم الثالث... فبفضل تطهير الرّب يسوع، سيصبح تلاميذه، بعد أن تركوا كلّ ما هو غير عادل وكلّ شكل تجارة وبسب غيرة الكلمة، كلمة الله، الّتي هي حاضرة بينهم، "مدمّرين" لكي "يقوموا" بالرّب يسوع بعد ثلاثة أيّام... إذ يجب ثلاثة أيّام كاملة لكي تتمّ إعادة البناء هذه. لهذا السبب، نستطيع القول من جهة أنّ القيامة حصلت ومن جهة أخرى أنّها آتية: فنحن حقًّا "دفنّا مع المسيح في موته" و"معه سنقوم" .."فكذلك سيحيون جميعًا في المسيح كلّ واحد ورتبته. فالبكر أولاً وهو المسيح، ثمّ الّذين يكونون خاصة المسيح عند مجيئه"