سفير بلغاريا بالقاهرة يشيد بالجهود الحثيثة للدبلوماسية المصرية لتهدئة الأزمة فى غزة
أشاد سفير بلغاريا بالقاهرة، ديان كاتراتشيف، بالجهود الحثيثة للدبلوماسية المصرية لتهدئة الأزمة في قطاع غزة وتأمين توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين والتخفيف من معاناتهم ومواصلة الحوار من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن ومنع امتداد الصراع، من خلال الانخراط مع جميع الأطراف المعنية، مؤكدًا أن بقاء معبر رفح الحدودي مفتوحًا وفر شريان الحياة الوحيد للشعب الفلسطيني في غزة.
وثمّن السفير البلغاري، في حوار له بمناسبة العيد القومي لبلغاريا الذي يوافق اليوم الأحد، النهج المتميز لمصر في معالجة الأزمات الذي يعد دائمًا مثالًا للمسئولية والاعتدال والحكمة، معربًا عن أمله أن تنجح جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة لضمان حماية جميع المدنيين التي تشكل أولوية في غاية الأهمية.
وأعرب عن قلق بلاده إزاء التدهور السريع للحالة الإنسانية في قطاع غزة، مطالبًا بتقديم الدعم للمدنيين الأبرياء، مؤكدًا أهمية توصيل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بشكل عاجل ومستدام دون عوائق من خلال تبني التدابير اللازمة.
وقال إن بلغاريا و25 دولة في الاتحاد الأوروبي أصدرت بيانًا مشتركًا في 19 فبراير الماضي، بعد اجتماع مجلس الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي يطالب بهدنة إنسانية فورية من شأنها أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن وتوفير المساعدات الإنسانية، معربًا عن امتنان بلغاريا بشكل خاص للمساعدة التي قدمتها السلطات المصرية في إجلاء المواطنين البلغاريين وأفراد أسرهم من قطاع غزة، حيث كانوا ضمن المجموعة الأولى من المواطنين الذين سمح لهم بمغادرة القطاع من خلال معبر رفح.
وعن التعاون الثنائي، أكد كاتراتشيف أهمية الزيارة التي قامت بها نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية ماريا جابرييل إلى مصر في 10 فبراير الماضي، لكونها أول زيارة من نوعها على هذا المستوى منذ 12 عامًا، حيث أعطت زخمًا جديدًا للحوار السياسي رفيع المستوي واستئناف الاتصالات على مستوي وزيري الخارجية.
وأشار إلى أن الزيارة شهدت عقد الجلسة الافتتاحية للجنة التعاون المشتركة المصرية البلغارية، وهي الآلية الثنائية للتعاون التي تمت إقامتها عام 2018.
وأوضح أن هذه الزيارة تشكل أهمية لأنها تضع إطارًا واضحًا لتنمية شاملة للتعاون في المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية في المستقبل، فضلًا عن التوقيع على ثلاث مذكرات للتفاهم في مجالات الغاز الطبيعي والدفاع والإعفاء المتبادل من متطلبات التأشيرة للإقامة قصيرة المدة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، التي تخلق أساسًا قويًا لمواصلة تطوير التعاون الثنائي.
وأضاف أن البيان المشترك الصادر بمناسبة زيارة جابرييل يؤكد من جديد الالتزام السياسي لمصر وبلغاريا لتعزيز الحوار السياسي والعلاقات بين البلدين، فضلًا عن استعدادهما لرفع العلاقات إلى مستوى أرفع مما يعكس أيضًا الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الجلسة الافتتاحية للجنة التعاون المشتركة تشكل الأساس للإعداد لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لبلغاريا في ضوء الدعوة التي بعثها له نظيره البلغاري رومن راديف.
وأكد كاتراتشيف أهمية دور مصر الهام والرئيسي في أمن الطاقة، وأن تصبح مركزًا إقليميًا في هذا المجال في الوقت الذي تشهد سوق الطاقة العالمية تحديات خطيرة، ولهذا تعتبر بلغاريا مصر شريكًا رئيسيًا في مجال الطاقة وموردًا محتملًا للغاز الطبيعي المسال والكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إلى أوروبا، بينما بلغاريا، باعتبارها منتجًا مهمًا للقمح عالي الجودة، تمتلك القدرة على مساعدة مصر على تنويع وارداتها من الغذاء والحبوب.
كما أكد أن مصر أثبتت مكانتها كشريك تجاري رائد وبارز لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تجاوزت قيمة التجارة الثنائية 028. 1 مليار دولار خلال 11 شهرًا من عام 2023، موضحًا أن الصادرات المصرية لبلغاريا بلغت نحو 6. 345 مليون دولار، بينما بلغت الواردات المصرية من بلغاريا 9. 682 مليون يورو عام 2023.
وأفاد بأن هناك إمكانيات هائلة كبيرة غير مستغلة في التجارة البينية، مما يتطلب العمل على التنويع والتوسع في هذا المجال، حيث إن الجزء الأكبر من التبادل التجاري يرتكز على الزيوت البترولية، مشيرًا إلى أن كلا البلدين يقدمان حوافز استثمارية جاذبة، ونحتاج لبذل الجهود لتسخير الإمكانات الهائلة غير المستغلة وتشجيع تدفق الأموال الأجنبية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وقال إن هناك إمكانيات كبيرة للتعاون في مجال الابتكار وتكنولوجيا المعلومات، حيث يقع أكبر مركز للذكاء الاصطناعي في جنوب شرق أوروبا "وهو معهد العلوم التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا" في بلغاريا، مؤكدًا اهتمام بلغاريا بالتعاون مع مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والأمن وإنفاذ القانون ومكافحة التطرف والإرهاب والتطرف.
وأشار إلى التعاون الممتاز بين الأكاديمية البلغارية للعلوم والأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا، وهو التعاون الذي يمكن تطويره بشكل أكبر، بينما تعمل البعثة الأثرية البلغارية في مصر منذ أكثر من 12 عامًا وتستمر في تحقيق نتائج رائعة.
وذكر أن مجال السياحة أحد المجالات الواعدة للتعاون الثنائي، حيث إن بلغاريا ومصر تعد وجهتان سياحيتان جذابتان للغاية وتتمتعان بتراث ثقافي وتاريخي غني ويمكن أن تكون السياحة الصحية والمنتجعات الصحية بشكل خاص مجالًا مهمًا للتعاون في المستقبل، مطالبًا بالعمل من أجل تسيير خطوط طيران مباشرة بين صوفيا والقاهرة، مما سيسهم بشكل كبير في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي.