"بناء الوعى".. "المتحدة" تقدم 4 مسلسلات "أنيميشن" فى رمضان 2024
نجحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى إحياء أعمال الرسوم المتحركة من جديد، بعد سنوات طويلة من تجاهل هذه الأعمال، والاكتفاء فقط بالأعمال الأجنبية، التى يبتعد كثير منها عن قيمنا المجتمعية الأصيلة.
وتضمنت أعمال الرسوم المتحركة التى قدمتها الشركة، على مدار السنوات القليلة الماضية، باستخدام أحدث التقنيات فى هذا المجال، العديد من الموضوعات المهمة، التى تنوعت بين التاريخى والاجتماعى، وصولًا إلى المحتوى الدينى.
واستهدفت «المتحدة» من وراء ذلك توعية الأطفال بمختلف القضايا، وتثقيفهم وإطلاعهم على تاريخ بلدهم العريق، وتنمية الانتماء إلى الوطن، إلى جانب توعية الأسر نفسها بطريقة التعامل الصحيح مع أطفالهم فى سن المراهقة.
وخلال موسم رمضان المقبل، تعرض «المتحدة للخدمات الإعلامية» ٤ مسلسلات رسوم متحركة دفعة واحدة، هى: الجزء الثالث من «يحيى وكنوز»، و«نورة»، و«سر المسجد»، و«نور والكوكب السعيد».
«الدستور» التقت صُناع ٣ من هذه المسلسلات، المقرر عرضها فى الماراثون الرمضانى المقبل، عبر شاشات الشركة المتحدة، للحديث عن تفاصيلها، وتوقعاتهم للموسم ككل.
«سر المسجد».. تعليم الأطفال آداب الجوامع عبر المغامرات
يعد «سر المسجد» واحدًا من المسلسلات التى تقدمها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للأطفال خلال الموسم الدرامى الرمضانى ٢٠٢٤، وقال حسين مجدى، مؤلف ومخرج «سر المسجد»، إن قصة المسلسل عبارة عن محتوى تربوى ذى طابع دينى فى شكل مغامرة، تدور حول المساجد فى مصر وتاريخها، موضحًا: «هذا الميكس يُنفذ للمرة الأولى فى مصر والشرق الأوسط، حتى لا يمل منه الطفل ويعلمه آداب المساجد، وهذا سر تسميته».
وأضاف «مجدى»: «الفكرة جاءت خلال تفاعلى مع أولادى، ولاحظت أن الجيل الجديد من سن ٦ سنوات إلى ١٢ عامًا، لا يعلم عن المسجد وآدابه وأخلاقه وقصته وتاريخه، وركزنا فى تعريف الأولاد بالمساجد وفضل الذهاب إليها، وكل ما هو متعلق بالمسجد».
وتابع: «(المتحدة) أحيت صناعة الأنيميشن فى مصر من جديد، وأدارت عجلة الإنتاج للأطفال من جديد، بأعمال تقدّر عقلية الطفل فى هذا الزمن وتنافس الأعمال التى تأتى من الخارج والمنصات الرقمية، والتى تقدم أعمالًا غير لائقة ولا تناسب مجتمعنا، فكان التحدى تقديم عمل يحمل الهوية المصرية، وذى جودة عالية يجذب انتباه الأطفال».
من جهته، كشف أحمد مهدى، مؤلف ومخرج «سر المسجد»، عن أن العمل يخاطب الطفل المصرى خاصة، والعربى عامًة، وهو أول مسلسل دينى يتضمن مغامرة، ويعلم الأطفال آداب المساجد، موضحًا: «المسلسل يعلم الأطفال الآداب التى لا بد من أن يتعاملوا بها فى المجتمع، وهذا كان تصورنا العام فى أثناء العمل على المسلسل».
وأضاف «مهدى»: «من الصعب أن يستقبل الطفل المعلومات الدينية بشكل مباشر، وهذا الذى حمسنا للعمل على المسلسل، من خلال الألغاز والأكشن والتشويق داخل مسلسل الأنيميشن»، لافتًا إلى أنه من خلال أولاده كان يرى احتياجات الطفل فى المعلومات حتى يتمكن من تقديمها بشكل كافٍ.
وتابع: «كانت هناك صعوبة فى توظيف آداب المساجد فى مسلسل كرتونى للأطفال، وهذا جعلنى أرجع للقراءة فى أسس التربية وكيفية مخاطبة الطفل، ومن خلال قراءات كثيرة فى الشغل الدينى واشتغلنا على المراجع الخاصة بالأزهر الشريف، وكان معنا مراجع لغوى ومصحح دينى، بالإضافة إلى مراجعة الأزهر».
«نور والكوكب السعيد».. دعوة للتسامح وقبول الآخر
يرتكز مسلسل «نور والكوكب السعيد» على الدعوة إلى عالم جديد خالٍ من العنف والكراهية، والصراعات، وتدمير البيئة، ويسوده التسامح والإخاء وقبول الآخر.
كما يسعى المسلسل إلى تقديم عالم يرتقى بالذوق العام، من خلال الفن الذى يمحو القبح والإسفاف من حياتنا، ويتعامل فيه البشر بالرحمة تجاه كل الكائنات على كوكب الأرض، ويتحلون بالوعى الكافى للحفاظ على الكوكب نفسه من الدمار، والتلوث، والتصحر.
ويشمل المسلسل التوعية بمختلف القضايا، وإثارة خيال الطفل، وتشكيل وعيه بالقيم الإنسانية والحضارية التى يجب أن يتحلى بها.
وقالت المؤلفة نهى عباس إن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أحيت إنتاج مسلسلات الرسوم المتحركة وأعمال الأطفال من جديد بعدما توقفت لأعوام، بداية من عام ٢٠١١، بالتعاون مع الأزهر الشريف وأكاديمية البحث العلمى، متابعة: «الحمد لله على عودة الاهتمام بالأطفال».
وأضافت: «المسلسل يستهدف الأطفال من عمر ٧ سنوات فيما فوق، وفكرته قائمة على مناقشة ١٠ قضايا، كل ٣ حلقات تناقش قضية بعينها، وتنتهى الـ٣ حلقات بأغنية للأطفال، أى يضم حوالى ١٠ أغنيات».
وواصلت: «المسلسل يناقش كل ما يسبب دمار الكوكب، والطاقة السلبية وما يسبب التعاسة للأطفال ومختلف الكائنات، والحديث عن قضايا البيئة والعنف تجاه الأطفال، وأهمية العطاء، وكل هذا بشكل مشوق، وفى قالب مغامرات لتبسيط الأمور وسهولة فهمها».
وتابعت: «ندعو لكوكب سعيد وخال من العنف والحرب والدمار وتلوث البيئة والصيد الجائر، كل هذه القضايا تتسبب فى أن يصبح كوكب الأرض تعيسًا وليس سعيدًا، وهذه هى مهمة الأبطال نور وشقيقته زهرة ويأتى إليه من المستقبل رامى، لأنه رأى فى المستقبل نتيجة الأفعال التى تحدث فى الوقت الحاضر، وأثرها بالسلب على البشرية».
وقالت: «هناك مبعوثة من كوكب السعادة المجاور لكوكب الأرض، نتيجة انبعاثات طاقة سلبية من كوكب الأرض، ويكوّن الأبطال الأربعة فريقًا واحدًا لحل القضايا والتغلب على الأشرار والمشكلات»، لافتة إلى أن عملية توعية الأطفال فى مسلسل «نور والكوكب السعيد» تحدث من خلال المغامرة التى يعيشها أبطال العمل الفنى، ومحاولتهم القضاء على الشر.
«نورة».. طريق المراهقات لمواجهة «الابتزاز الإلكترونى»
يعتبر مسلسل «نورة» من أهم أعمال الرسوم المتحركة المنتظر عرضها فى موسم رمضان المقبل، فى إطار موضوعه الرئيسى المهم جدًا للأطفال، ونموهم فى بيئة أسرية سليمة من كل النواحى.
تدور أحداث مسلسل «نورة» حول فتاة صغيرة تبحث عن أهدافها وأحلامها، وتسعى بكل قوة لتحقيقها، ويساعدها والداها فى ذلك، عبر تشجيعها وتقديم الدعم لها، لمواجهة أى فشل أو خسارة، من خلال أحداث بسيطة تعرض طرقًا متعددة لمساعدة الأطفال فى التغلب على الخوف من الفشل.
ووصف الكاتب والسيناريست محمد عدلى تجربته فى مسلسل «نورة»، التابع للمجلس القومى للمرأة، وتشرف عليه دراميًا الكاتبة سماح أبوبكر، بأنه تحد جديد، لأنه يخاطب شريحة معينة من الأطفال، هى ما قبل المراهقة، موضحًا: «الفتيات فى هذه السن دائمًا ما تكون أصواتهن غير مسموعة، رغم كونهن على مشارف المراهقة وفترة الشباب».
وأضاف: «أصحاب هذه السن لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم، ولا يجدون من يستمع لهم، و(نورة) بالنسبة لى هى رمز لهذا الجيل فى حياتها الاجتماعية، وحياتها الخاصة فى المدرسة».
وأكمل: «المسلسل يتناول الكثير من الموضوعات المهمة، من بينها الابتزاز الإلكترونى، وعلاقة الأصدقاء والصديقات ببعضهم البعض، وكيفية التعامل مع السوشيال ميديا ومخاطرها، ومدى تأثر هذه السن تحديدًا بها».
وأتم بقوله: «نوضح أيضًا، من خلال المسلسل، طرق تعامل الآباء مع أولادهم فى هذا العمر، خاصة أن (نورة) شخصية موهوبة ورياضية وتساعد غيرها».
وقال محمد الجناينى، المدير التنفيذى للشركة المنفذة العمل، إن مسلسلات الرسوم المتحركة تطورت جدًا خلال الفترة الأخيرة، فى ظل التقنيات المتطورة المستخدمة معها مؤخرًا، إلى جانب التطور على مستوى الكتابة، ما انعكس على الصورة، وشكل الحركة، والموضوعات والقصص المقدمة.
وكشف «الجناينى» عن أن مسلسل «نورة» تدور أحداثه فى إطار اجتماعى درامى، ويتناول العديد من القضايا التى تهم الأسرة المصرية، مضيفًا: «الشخصية الرئيسية (نورة) هى بنت جواها طيبة وجدعنة، تحاول مساعدة الآخرين».
وأوضح: «خلال الأحداث، تخضع (نورة) لتقويم مستمر من الأب والأم، لأنها بتعمل حاجات صح وغلط فى نفس الوقت، وبالتالى المسلسل يعلّم الأطفال والأسر، على حد سواء، كيفية التعامل مع الأمور السلبية، بالإضافة إلى طريقة استغلال الأمور الإيجابية على أكمل وجه».
وواصل: «المسلسل يحاول إيصال رسالة مهمة، وهى ضرورة أن نساعد أطفالنا فى تحديد الأهداف، وتحقيقها على أرض الواقع، أى أنه يركز على دور الأسرة فى تربية الأبناء، كما يطالب الرئيس دائمًا فى المؤتمرات والمناسبات».
وأشاد بالدعم الكبير المقدم من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى وفرّت كل الأدوات اللازمة لإنتاج عمل فنى يواكب التقنيات الحديثة والتطور فى عالم «الأنيميشن»، ويجذب انتباه الأطفال، الذين أصبحوا يطلعون على أحدث التقنيات، من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، مشددًا على أن «المتحدة» حريصة على تقديم محتوى آمن، أى يصلح لجميع أفراد الأسرة المصرية، وملىء بالرسائل الإيجابية.
«يحيى وكنوز» يواجه سرقة الحضارة المصرية
يواصل مسلسل يحيى وكنوز تقديم مفاجآته خلال الموسم الدرامى الرمضانى من خلال الجزء الثالث من العمل، بعد أن حقق نجاحًا كبيرًا فى الموسمين الماضيين، وارتبط به الكبار والصغار بشكل منقطع النظير.
ويقدم الجزء الثالث معالجة لكل الحركات والجهات التى تحاول تزييف التاريخ والحضارة المصرية ونسبها إلى نفسها أو غيرها والتشكيك فى العبقرية المصرية التى بنت الحضارة الأصيلة العريقة، ويتصدى لأى محاولة للتقليل منها.
يشارك فى بطولة العمل عدد كبير من النجوم، على رأسهم ريهام عبدالغفور، إضافة إلى نجوم الجزءين الأول والثانى.